توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مثلث الرعب «السمنة والأنيميا والتقزم»

  مصر اليوم -

مثلث الرعب «السمنة والأنيميا والتقزم»

بقلم: عماد الدين حسين

الأرقام التى ذكرها كل من الدكتور طارق شوقى وزير التعليم، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بشأن عدد المصابين بالسمنة والتقزم والأنيميا بين المصريين، ينبغى أن تكون جرس إنذار لكل من يهمه الأمر.
الحديث تم خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للمدينة الصناعية الغذائية «سايلو فوزر» فى مدينة السادات بمحافظة المنوفية، صباح يوم الثلاثاء الماضى.
الدكتورة هالة زايد قالت إن مبادرة «١٠٠ مليون صحة» كشفت عن وجود ٢٠ مليون مواطن يعانون من السمنة، عشرة ونصف مليون مواطن يعانون من أمراض الضغط، ونحو ٣ .٥ مليون يعانون من السكرى.
فى حين أن الدكتور طارق شوقى، قال إنه بعد مسح ٢٥ مليون طالب خلال السنوات الثلاث الماضية، تم اكتشاف إصابة ٣.٣ مليون طالب بالسمنة، و٨.٢ مليون مصابين بالأنيميا، و١.٢ مليون مصابون بالتقزم.
طبقا لما قالته هالة زايد فإن مؤشر الأنيميا انخفض من٤٢٪ إلى ٢٤٪، ومؤشر السمنة ظل كما هو عند ١٣٪، فى حين أن مؤشر التقزم ارتفع من٣٪ إلى ٧٪.
السمنة موجودة أكثر فى وجه بحرى وعواصم المحافظات، خصوصا بالقاهرة الكبرى، فى حين أن الأنيميا والتقزم موجودان أكثر فى الريف خصوصا الصعيد.
للموضوعية فإن مبادرة «١٠٠ مليون صحة» التى أطلقها الرئيس فى عام ٢٠١٨، ونفذتها وزارة الصحة بنجاح ملحوظ، حققت العديد من الأهداف القومية، والأهم أنها كشفت لنا عن العديد من الظواهر والأعراض والمشاكل والثغرات والأمراض فى حياتنا الصحية. إضافة إلى المبادرة المهمة للكشف عن المصابين بفيروس سى وعلاجهم، وكذلك الكشف عن الأمراض غير السارية مثل الضغط والسكرى والسمنة.
الآن صار لدينا خريطة بيانات مهمة تقول لنا ماذا يفترض أن نفعل فى المستقبل.
أحد التفسيرات لزيادة عدد المصابين بمرض السمنة، أو حتى ثبات النسبة الفترة الماضية وعدم انخفاضها، يرجع كما ألمحت الوزيرة أثناء حديثها إلى تأثيرات وتداعيات ظهور فيروس كورونا، واضطرار الكثير من الأسر للمكوث فترة أطول فى منازلهم من دون حركة. هذا سبب مقنع.
السؤال هو ماذا يفترض أن نفعل لكى نواجه هذه المعضلة القابلة للتكرار مع كل موجة من موجات انتشار كورونا التى تؤدى إلى بقاء ٢٢ مليون طالب، وعدد آخر من طلاب الجامعات والمواطنين فى بيوتهم أثناء إغلاق المدارس وبعض الأنشطة الأخرى؟
والسؤال المنطقى هل انتشار السمنة والتى تصيب التلاميذ بالخصوص، هل سببها فقط قعدة البيت؟!
الإجابة هى لا، والمشكلة الأكبر هى نمط الأكل الخاص الموجود فى غالبية الأسر المصرية.
من أكثر الظواهر الخطيرة التى تؤثر بالسلب على صحة المصريين خصوصا صغار السن أنهم صاروا مدمنين لنمط غذائى مشوه. نرى الكثير منهم يسير فى الشارع ممسكا بأكياس الشيبسى فى يد، وفى الأخرى زجاجة مياه غازية. وهذان العنصران تحديدا طبقا لكل خبراء الصحة والتغذية مدمران للصحة العامة نظرا لوجود السكريات والمواد الحافظة فيهما.
وحتى الأكل البيتى فى الكثير من بيوت الريف والمناطق الشعبية، يسبب العديد من الامراض خصوصا أمراض القلب والسكر والسمنة عموما، لأنه يعتمد على كثير من النشويات والزيوت والمقليات من دون ممارسة الرياضة.
نحتاج إلى ثورة شاملة فى نمط الأكل المصرى، تعتمد فى الأساس على الخضراوات والفواكه والتوازن بين كل ما يحتاجه الجسم ليصبح جسما سليما.
والأمر بالمناسبة ليس مكلفا ماليا بالصورة التى يتخيلها البعض بل يحتاج فقط إلى الثقافة الصحية والمعرفة والفهم ثم التعود على ممارسة الرياضة خصوصا المشى الذى يمكن ممارسته فى أى مكان.
من دون وجود نظام غذائى سليم وممارسة الرياضة، فسوف ترتفع مؤشرات أمراض السمنة والأنيميا والتقزم والسكرى والضغط وغيرها مما سيقوض أى محاولة للتنمية الجادة، طالما أن الإنسان وهو هدفها النهائى لن يكون بصحة جيدة، وبالتالى سيكون عبئا على أهله وعلى المجتمع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثلث الرعب «السمنة والأنيميا والتقزم» مثلث الرعب «السمنة والأنيميا والتقزم»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon