توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

3 ملاحظات على التسريب المفبرك

  مصر اليوم -

3 ملاحظات على التسريب المفبرك

بقلم: عماد الدين حسين

بيان وزارة الداخلية صباح أمس الأول الإثنين بشأن التسريب المفبرك لإحدى مؤسسات الدولة يكشف لنا العديد من الملاحظات المهمة.
قبل أن نتحدث عن هذه الملاحظات يجدر التنبيه أنه جرى تداول تسريب صوتي زعم مروجوه أنه يخص لواء يعمل فى رئاسة الجمهورية يتفاوض مع سيدة زعم أنها مستشارة فى نفس المؤسسة على عمولات بشأن تسهيل حصولها وآخرين على عقود تنفيذ بعض المشروعات الكبرى لتحقيق ربح مادى لهذه السيدة.
بعد أقل من ثلاثة أيام صدر بيان وزارة الداخلية الذى كشف حقيقة ما حدث، وأنه محض تزوير وتزييف لمسجل خطر.
جهاز الأمن الوطنى ــ طبقا للبيان ــ أكد أن الشخصين اللذين يتحدثان فى التسجيل المزور هما حنفى عبدالرازق السيد محمد، مسجل خطر جرائم نصب وقتل خطأ وتنقيب عن الآثار، والسيدة تدعى ميرفت محمد على أحمد تقيم فى الإسكندرية، وأن الاثنين لم يسبق أن عملا فى أى من مؤسسات الدولة، وأن المتهم الأول سجل المحادثة مع السيدة وقام بترويجها للإيحاء بوجود علاقات له مع مسئولين بالدولة تمكنه من إسناد عقود تنفيذ المشروعات لأى شخص، وأن هناك شخصا ثالثا هو وائل عبدالرحمن سليمان قام بالتواصل مع إحدى الفضائيات العادية، وباع لها هذا التسريب، بهدف الحصول على مقابل مادى.
السؤال ما الذى تكشفه لنا هذه الحكاية؟!
أولا: أن أى متابع جيد سوف يدرك على الفور أن التسريب مفبرك حتى قبل صدور النفى الرسمى، لأنه يتضمن العديد من الأخطاء الساذجة، التى تكشف عن ضحالة وجهل من نفذوه أو من خططوا له.
ثانيا: وجود تجارة رابحة للفيديوهات والتسجيلات ذات الصبغة التى تتضمن حبكة مثيرة من سياسة واقتصاد وإعلام، وأن المتهمين أدركا أن مثل هذا التسريب يمكن بيعه لبعض الفضائيات الخارجية خصوصا المعادية.
هذه التجارة كانت رائجة جدا فى السنوات الماضية، حينما كان النشاط الإعلامى المعادى لمصر من قبل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة فى قمته. هذا النشاط تراجع كثيرا فى الفترة الأخيرة بحكم نجاح مصر فى محاصرة هذه التنظيمات، وإجبار الرعاة الأساسيين لهم من أجهزة مخابرات ودول أجنبية على التخلى مؤقتا عنهم وتقليل الدعم المادى والمكانى، لكن المؤكد أن النشاط لم يتوقف بصورة كاملة، بل هو فى حالة كمون فى انتظار أى فرصة للعودة.
الملاحظة الثالثة والمهمة أنه قد يكون الهدف من وراء هذا التسريب المفبرك هو مجرد إيحاء المتهم الأول بأنه متنفذ، مما يعود عليه بالربح، أو سعى المتهم الثالث للحصول على مقابل مادى من بيع التسريب، لكن أظن أنه لا يمكن إغفال توقيت بث هذا التسريب على منصات معادية، قبل لحظات من بدء مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والذى انعقد قبل يومين فى شرم الشيخ بحضور ١٤٤ دولة وخمسة رؤساء وخمسين وزيرا و٢٤٠٠ مشارك من جميع أنحاء العالم.
ظنى أن الهدف الجوهرى من وراء هذا التسريب المفبرك هو الزعم بأن هناك فسادا فى أعلى المؤسسات المصرية، وبالتالى حرمان مصر من أحد أهدافها المشروعة من وراء عقد هذا المؤتمر، وهو أنها بلد آمن ومستقر ويساهم مع العالم والأمم المتحدة فى مكافحة الفساد، علما أن هذا المؤتمر هو الآلية الدولية الأساسية فى مكافحة الفساد، من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف بلدان العالم بشأن هذه القضية الجوهرية التى تلتهم ثمار التنمية وتشكك فى أى مستقبل لبعض البلدان.
الجهات المعادية ومن يرعاها ويمولها لن تتوقف عن الاختلاق والفبركة والإشاعات، أو التضخيم من أخبار ووقائع صغيرة، ولذلك فإنه من المهم الكشف أولا بأول عن هذه الإشاعات ومواجهتها.
ويحسب لوزارة الداخلية سرعة التحرك وكشف حقيقة هذا التسريب وفضح أطرافه، وأن تصل الرسالة واضحة للجميع، علما أنه للأسف فإن بعضا ممن استمعوا لهذا التسريب المفبرك، قد لا تصل إليهم رسالة وزارة الداخلية التى كشفت زيفه وفبركته، وبالتالى من المهم أن يكون التحرك على مسارين متوازيين طوال الوقت، الأول محاربة الفساد بلا هوادة مهما كانت أطرافه، والثانى فضح الإشاعات والقصص المفبركة، لأن خطرها كبير، خصوصا لدى البسطاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3 ملاحظات على التسريب المفبرك 3 ملاحظات على التسريب المفبرك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon