توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطلوب قبل زيادات الأسعار

  مصر اليوم -

المطلوب قبل زيادات الأسعار

بقلم: عماد الدين حسين

طبقا لتوقعات كثيرة فإن الفترة المقبلة سوف تشهد موجة من زيادات فى أسعار العديد من السلع الأساسية وغير الأساسية، فى العديد من بلدان العالم ومنها مصر.

سبب ذلك ليس تقصيرا من الحكومات بالأساس، ولكن هناك أسبابا عالمية متعددة منها تعطل وبطء سلاسل الإمدادات العالمية، خصوصا القادمة من الصين، والصراع الصينى الأمريكى الذى بدأ يتخذ صفة الحرب الباردة وتأثير التغيرات المناخية على العديد من المنتجات والزيادات المستمرة فى سعر البترول حيث وصل برميل خام برنت العالى إلى ٨٥ دولارا، والزيادات الكبيرة فى أسعار الغاز والتى قفزت إلى ١٢٥٪ فى أوروبا، ثم هناك العوامل الداخلية فى كل بلد على حدة.
المواطن المصرى العادى حينما يذهب لشراء سلعة من السوبر ماركت أو محل البقالة العادى، ويجد سعرها قد ارتفع، لن يدرك أولا الأسباب الدولية للزيادات، وإذا أدركها فقد لا يستوعبها، وبالتالى، فأغلب الظن أن ما سيقر فى ذهنه هو أن الحكومة هى المسئولة عن هذه الزيادات، وبما أنها هى الحكومة التى تحكم، فكان يجب عليها ــ من وجهة نظره ــ أن تتصرف وتجد طريقة لمنع هذه الزيادات أو على الأقل التخفيف من وطأتها.
توقيت ارتفاع أسعار السلع عالميا جاء فى توقيت غاية فى السوء للحكومة المصرية وللمواطن المصرى على حد سواء. الطرفان الحكومة والمواطن كانا يستعدان لجنى ثمار برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى تحملته الطبقتان المتوسطة والفقيرة بشجاعة استثنائية، وأشاد بها الجميع أكثر من مرة وفى مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كان مفترضا أن يبدأ المواطن فى جنى هذه الثمار حينما فاجأت تداعيات فيروس كورونا الجميع، وليس مصر فقط. هذه التداعيات وجهت ضربة مؤلمة للعديد من القطاعات، صحيح أن الأثر لم يكن شديد الإيلام فى مصر مثلما حدث فى بلدان كثيرة، لكنه ضرب مثلا قطاع السياحة والسفر والطيران بصورة قاتلة.
وفى اللحظة التى بدأ كثيرون يستعدون للتعافى من فيروس كورونا، والعودة مرة أخرى لنمط إنتاج وحياة ما قبل الجائحة، فوجئنا بمتحورات جديدة للفيروس مثل «أوميكرون» وقبله «دلتا بنوعيه» ثم جاءت مشكلة ارتفاع الأسعار العالمية للأسباب السالف ذكرها.
أظن أنه مطلوب من الحكومة وأجهزتها أن تبذل جهدا كبيرا فى أكثر من اتجاه للتخفيف من حدة هذه الأزمة.
عليها أولا أن تؤجل التفكير فى زيادات أسعار السلع الأساسية بقدر الإمكان. أعرف حيرة صانع القرار فيما يتعلق بهذه القصة. فهو لا يريد الضغط على جيوب الناس، بصورة دائمة، وفى المقابل لا يملك الكثير من الموارد من أجل عدم الزيادة.
على الحكومة أيضا أن تبذل جهدا إعلاميا مكثفا من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الناس، وإقناعهم بحقيقة الموقف، وأن السبب الرئيسى فى زيادة الأسعار التى حدثت أو ستحدث خارجى وخارج عن إرادتها، لكن فى المقابل فإن هذه الحالة تتطلب من الحكومة أكبر قدر ممكن من التقشف فى كل المجالات من الإبرة للصاروخ.
المواطن العادى وحينما تقول له الحكومة إن الزيادات ليست من صنع يدها وأنها تريده أن يتحمل، فسوف يرد بعبارة بديهية وهى: «ولماذا لا تتحملين أنتِ أيضا ولماذا لا تبدئين بالتقشف؟!».
على الحكومة أيضا أن تبحث فى بدائل لمواجهة هذه الزيادات المتوقعة، حتى لا تكون حتمية، بمعنى زيادة الإنتاج فى العديد من القطاعات خصوصا الصناعة والزراعة وتشجيع أى شخص أو جهة تقوم بالتصدير للخارج. لأن ذلك يعنى توفير فرص العمل وكذلك العملة الصعبة.
الموضوع كبير ومهم ويحتاج لنقاشات تفصيلية فى أكثر من نقطة. كان الله فى عون الجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطلوب قبل زيادات الأسعار المطلوب قبل زيادات الأسعار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon