توقيت القاهرة المحلي 08:50:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تخلت أمريكا عن آبي أحمد؟

  مصر اليوم -

هل تخلت أمريكا عن آبي أحمد

بقلم : عماد الدين حسين

هل تخلت الولايات المتحدة عن آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى، أم أن هذا الرجل فقد صوابه بحيث صار يرى كل الناس وكل الدول يتآمرون من أجل إسقاطه؟!
المتابع للمواقف الأمريكية من نظام آبى أحمد قد يكتشف أن أمريكا لم تضغط على الرجل ضغطا حقيقيا فى أى لحظة، حتى عز أيام دونالد ترامب.
نتذكر جميعا أن الإدارة الأمريكية السابقة استضافت مفاوضات بشأن سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا فى واشنطن بقيادة وزير الخزانة الأمريكى السابق مينوتش وبمشاركة من رئيس البنك الدولى ديفيد مالباس، وأسفرت المفاوضات عن التوصل لاتفاق ثلاثى فى فبراير ٢٠١٩، لكن إثيوبيا هربت من التوقيع فى اللحظة الأخيرة، فى حين تحفظت السودان تحت حكم عمر البشير عن التوقيع.
إثيوبيا وقتها ادعت أن أمريكا منحازة لمصر ولو أن الاتهام صحيح، لكانت أمريكا قد ضغطت على إثيوبيا بصورة كبيرة عبر العديد من الأدوات التى تملكها واشنطن، لكن وباستثناء انتقادات لفظية فإن إدارة ترامب لم تفعل شيئا عمليا.
بعدها وفى عز تعنت إثيوبيا فى المفاوضات، خرج ترامب بتصريحه الملفت جدا للنظر فى ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٠، حينما قال إنه لن يستغرب إذا قامت مصر بتدمير سد النهضة، لأنها لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة مع السد.
كثيرون احتاروا فى تفسير مغزى هذا الكلام، وهل كان يقصد تأييده لقيام مصر بذلك، أم للضغط على إثيوبيا لتقبل باتفاق شامل، أم أنه كان يريد توريط مصر؟
ظن كثيرون أن مجىء إدارة جو بايدن الديمقراطية هو خبر سار لأحمد، والملاحظ أن الأخير تورط فى الحرب على إقليم التيجراى فى ٤ نوفمبر ٢٠٢٠ بالتزامن مع إجراء الانتخابات الأمريكية وبالتالى انشغال هذه الإدارة عنه، لكن من سوء حظه هو توالى التقارير الدولية عن انتهاكات مريعة لحقوق الإنسان وانتشار المجاعة، وتزايد عدد اللاجئين فى الإقليم. ولاحقا اضطرت إدارة بايدن إلى فرض عقوبات لردع أديس أبابا، لكنها لم تكن عقوبات جادة بل مجرد حظر سفر وتجميد أصول للأفراد والكيانات التى تطيل أمد الحرب وتمنع وصول المساعدات الإنسانية وحتي هذه اللحظة فان موقفها لا يزيد عن وقف اطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الانسانية اضافة الي حض المعارضة علي عدم الزحف الي اديس ابابا. .
الولايات المتحدة وبسبب تزايد الانتقادات الدولية الحقوقية على ما يجرى من فظائع إنسانية فى إقليم التيجراى، كررت تحذيراتها للحكومة الإثيوبية، لكن الأخيرة رفضت بعناد الاستماع إلى أية نصائح أمريكية أو غربية، وربما ذلك هو ما يجعل واشنطن تنظر إلى أحمد باعتباره صار جزءا من المشكلة وليس من الحل، كما كانت تأمل فى بدايات صعوده للحكم.
آبى أحمد ينظر إلى دعوة واشنطن لرعاياها مغادرة إثيوبيا على أنه موقف منحاز ويصب فى مصلحة معارضيه، وهو ما فعلته أكثر من دولة منها بريطانيا وحتى إسرائيل، لكن هو ينسى أن أمريكا تفعل نفس الأمر فى أى منطقة صراع مسلح، وبالتالى يبدو الأمر تطرفا من آبى أحمد.
لكن ربما كان على آبى أحمد أن يقلق كثيرا لأن تسع جماعات سياسية وعسكرية إثيوبية أعلنت يوم الجمعة الماضى من واشنطن تكوين تحالف لإسقاطه.
جيفرى فيلتمان المبعوث الأمريكى للقرن الإفريقى دعا أكثر من مرة الحكومة الإثيوبية وجبهة التيجراى إلى وقف القتال والبدء فى مفاوضات سلمية فورية، للوصول إلى تسوية باعتبار أن القتال لن يقود لأى حسم للصراع. لكن آبى أحمد ظن فى البداية أنه قادر على الحسم. ويعتقد أنه لو قبل بالتفاوض حاليا فسيعتبر ذلك هزيمة ساحقة له.
هناك تقديرات تقول إن فترة العلاقات الذهبية بين واشنطن وأديس أبابا كانت منذ سقوط نظام منجستو هيلا ماريام الماركسى عام ١٩٩١ وحتى صعود آبى أحمد. وهذه الفترة كانت جبهة التيجراى هى التى تحكم وتقود إثيوبيا، فى حين أن آبى أحمد اقترب أكثر وأكثر من الصين، وهو الأمر الذى أغضب الولايات المتحدة، وانطلاقا من هذه النقطة يرى البعض أن آبى أحمد ربما صار ورقة محروقة لدى واشنطن. لكن الأقرب إلى الصواب أن حسم الأمر ليس موجودا فى يد واشنطن أو بكين بل فى يد الشعب الإثيوبى بالدرجة الأولى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تخلت أمريكا عن آبي أحمد هل تخلت أمريكا عن آبي أحمد



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية
  مصر اليوم - دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon