توقيت القاهرة المحلي 08:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ستتصرف إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

كيف ستتصرف إثيوبيا

بقلم : عماد الدين حسين

سؤال: هل سيؤثر البيان الرئاسى لمجلس الأمن مساء الأربعاء الماضى على إثيوبيا، ويدفعها للتوقيع على اتفاق قانونى وملزم لكيفية إدارة وتشغيل سد النهضة، وما الذى ينبغى على مصر أن تفعله فى المرحلة المقبلة؟!
من خلال مراقبة التصرفات الإثيوبية خلال السنوات العشر الماضية، فأغلب الظن، وما لم يحدث تغير جوهرى، فسوف تواصل المراوغة والتهرب وشراء الوقت، حتى يكتمل بناء السد من دون توقيع أى اتفاق. إثيوبيا تريد الآن توفير التمويل اللازم لإكمال بناء السد بسرعة، وبعدها ستكتفى بإبلاغ الدولتين بمعلومات ناقصة، وفى اللحظات الأخيرة بشأن كل ما يتعلق بالسد كما فعلت قبل شهور، الأمر الذى عرّض السودان لأخطار كبيرة.
سيقول قائل، ولكن بيان مجلس الأمن دعا البلدان الثلاثة لسرعة استئناف المفاوضات، والتوصل إلى اتفاق قانونى فى إطار زمنى معقول.
والإجابة إن إثيوبيا ستحضر أى مفاوضات يدعو إليها الاتحاد الإفريقى، كما فعلت طوال السنوات الماضية، لكن المهم هو نواياها الحقيقية، التى ترفض كل المطالب المصرية العادلة والتاريخية.
وما يؤيد ذلك هو التصريحات الإثيوبية بعد صدور البيان الرئاسى، حينما قال مندوبها فى مجلس الأمن إن البيان غير ملزم قانونا، وأن مجلس الأمن اتخذ القرار الصحيح، حينما أحال القضية مرة أخرى إلى الاتحاد الإفريقى، وأن بلاده لن تعترف بأى مطالبات تثار على أساس البيان الرئاسى.
المشكلة أن البيان الرئاسى كان غامضا إلى حد كبير، ولم يحسم أى نقطة رئيسية بصورة واضحة، وبالتالى فهو وفّر لإثيوبيا أرضية للزعم بأنها انتصرت سياسيا فى معركة مجلس الأمن، رغم الأهمية الفائقة لما ورد فى البيان الرئاسى، لكنه غير ملزم قانونا فى النهاية.
المؤكد أن الكونغو رئيس الاتحاد الإفريقى هذا العام ستبذل كل جهودها لاستئناف المفاوضات، وهى سلمت البلدان الثلاثة بالفعل مذكرة بنقاط الاتفاق والخلاف بشأن مفاوضات السنوات الماضية، لكن مرة أخرى فالمؤكد أن إثيوبيا ستواصل استنزاف مصر والسودان فى قضايا فرعية كثيرة.
وللتغلب على النوايا الإثيوبية الخبيثة، فعلى مصر والسودان أن يطلبا من الاتحاد الإفريقى، أن يحدد إطارا زمنيا محددا تنتهى عنده المفاوضات، ولتكن ستة شهور كما ورد فى صيغة مشروع البيان الذى قدمته تونس العضو العربى الإفريقى فى مجلس الأمن وللأسف تم حذفه فى المداولات، وتم استبداله بعبارة «إطار زمنى معقول» وهو الأمر الذى يجعلنا نتأكد من النوايا الإثيوبية المبيتة، لاستهلاك الوقت وعدم التوصل لأى اتفاق.
لدينا فسحة من الوقت من الآن وحتى بدء موسم الأمطار المقبل الذى يبدأ فى مايو أو يونيو كل عام ويستمر حتى أوائل سبتمبر. وإذا لم نتوصل لاتفاق قبل الملء المقبل، فسوف تتمكن إثيوبيا من إكمال التعلية الناقصة للسد، أو زيادة سعة خزان السد لفرض مزيد من الأمر الواقع.
المطلوب من مصر والسودان الآن هو:
أولا: أن تبذلا قصارى جهدهما لحشد ضغط دولى وإقليمى وقارى على إثيوبيا للوصول إلى اتفاق قانونى وملزم وعادل.
علينا أن نعوض ما لم نتمكن من إنجازه فى مجلس الأمن منذ الجلسة البائسة فى ٨ يوليو الماضى، والتى تحسنت نسبيا فى مفردات البيان الرئاسى، لكنها لم ترق إطلاقا إلى الحد الأدنى من مطالبنا الرئيسية.
ثانيا: علينا أن نلجأ لكل الطرق المتاحة فى جميع الاتجاهات لنرسل رسالة إلى إثيوبيا مفادها أننا لن نتركهم يحققون غرضهم الرامى إلى «تحويل النيل الأزرق إلى بحيرة داخلية» كما قال ذات يوم وزير ريهم عقب الملء الأول للسد فى ٢٢ يوليو ٢٠٢٠.
ثالثا: عدم التفاوض على الحصص المائية، وكذلك الاتفاق على المتوقع من التفاوض مثل قواعد الملء والتشغيل، والمرجعية القانونية وفض المنازعات.
إثيوبيا تمر بمرحلة خطيرة تتمثل فى أزمة اقتصادية طاحنة جعلتهم يغلقون العديد من سفاراتهم فى عواصم مهمة إقليميا ودوليا، ولديهم صراع عرقى خطير فى العديد من الأقاليم خصوصا التيجراى، ولديهم مشكلة حدودية صعبة مع السودان، وصراعات أخرى مع بعض الجيران، والأهم لديهم سمعة دولية سيئة جدا تتعلق بارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق مواطنى التيجراى، مما قد يعرضهم لعقوبات دولية، لكن من سوء حظنا أنهم يستخدمون السد لتوحيد صفوفهم الهشة.
نحن قدمنا كل علامات حسن النية طوال السنوات الماضية، وبالتالى علينا ألا نستبعد أى خيار من على الطاولة، وأن يكون واضحا للطرف الإثيوبى دائما، أنهم من دون التوصل لاتفاق قانونى ملزم وعادل، فسوف يدفعون ثمنا لم يتوقعوه أبدا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ستتصرف إثيوبيا كيف ستتصرف إثيوبيا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية
  مصر اليوم - دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon