توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية ياسمين سعد وبايدن

  مصر اليوم -

حكاية ياسمين سعد وبايدن

بقلم : عماد الدين حسين

صباح الجمعة الماضية اتصل بى الزميل محمد بصل مدير تحرير بوابة الشروق ليبلغنى أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أرسل ردا شخصيا موقعا باسمه على أسئلة صحفية كانت زميلتنا ياسمين سعد قد أرسلتها إليه قبل أسابيع قليلة تتعلق أساسا بالانسحاب الأمريكى من أفغانستان.
أعلم أن العديد من الزملاء يحاولون طوال الوقت التواصل مع العديد من المصادر المهمة جدا، حتى من باب المحاولة، ومعظمهم لا يتوقع بالمرة أن يرد عليه المصدر. لذلك كان طبيعيا أن أسأل محمد بصل العديد من الأسئلة وأعيد تكرارها حتى أتأكد أن بايدن هو من قام بالرد على الأسئلة وليس مجرد شخص مسئول فى إدارة الإعلام والصحافة بالبيت الأبيض. بل خشيت للحظات أن يكون الأمر مجرد مزحة أو مقلب.
ونفس الأمر فعلته مع الزميل أحمد عبدالحليم رئيس قسم المحتوى ببوابة الشروق، وأخيرا مع الزميل خالد سيد أحمد مدير تحرير الشروق الذى كان يتولى يوم الجمعة الإشراف على إصدار عدد الشروق الورقى الصادر صباح السبت.
تفاصيل الحوار أن الزميلة ياسمين وهى لاتزال صغيرة سنا، وحينما تابعت دراما الانسحاب الأمريكى من أفغانستان أواخر الصيف الماضى، تشاورت مع رؤسائها فى الشروق وأرسلت العديد من الأسئلة للرئيس الأمريكى جو بايدن، تتعلق بالعديد من المحاور خصوصا عشوائية الانسحاب والمخاطر التى قد تتعرض لها المرأة الأفغانية وزيادة التطرف، وهل كان قرار الانسحاب صائبا أم لا؟
ما يهمنا فى الأمر أن بايدن قرأ الأسئلة، أو أن إدارة الإعلام فى البيت الأبيض فعلت ذلك، وقرروا أن يجيبوا عن هذه الأسئلة.
فى هذه القصة هناك جانبان مهمان:
الأول يتلعق بالزميلة ياسمين سعد وهو أن ما فعلته هو درس يجب أن يتعلم منه أى صحفى سواء كان مبتدئا أو محترفا، وهو أن على ‍الصحفى أن يبذل كل جهده فى أداء عمله، وألا يتقاعس، بحجة أن هذا المصدر أو ذاك لن يرد على أسئلته.
ياسمين أدت ما عليها، تابعت تطورات ملف الانسحاب الأمريكى من أفغانستان وأرسلت الأسئلة على الإيميل المتاح للجميع والموجود على موقع البيت الأبيض، لم تقل لنفسها أن بايدن مشغول ولن يرد على أسئلتها.
النقطة الثانية والمهمة هى أن الرد على أسئلة الشروق هو تقدير أيضا للصحافة المصرية.
صحيح أن بايدن يتحدث لمراسلى البيت الأبيض كثيرا خلال المؤتمرات الصحفية، لكنه لا يرد على أسئلة الصحافة الأجنبية كثيرا، وبالتالى فهو حينما يفعل ذلك، فإنه تقدير للصحافة المصرية العريقة والرائدة فى المنطقة العربية والإفريقية منذ عقود طويلة.
لكن الدرس الأهم فى كل الأحوال هو أن الاجتهاد لا يذهب هدرا بالمرة. ياسمين سعد ذاكرت واجتهدت وفعلت ما يجب عليها أن تفعله. وهو درس للزملاء خصوصا صغار السن، البادئين فى مهمة الصحافة.
الاستسهال والروتينية والنمطية لن تخلق بالمرة أى صحفى متميز، بل مجرد صحفى موظف سوف يكتفى بالحصول على البيان الرسمى الصادر من الوزارة أوالهيئة أو المؤسسة أو أى جهة حكومية أو خاصة.
فى مصر أكثر من 13 ألف صحفى مسجل فى نقابة الصحفيين، وربما مثلهم لم ينضموا للنقابة بعد. والسؤال كم عدد المتميزين فى كل هؤلاء؟! أظن أن الإجابة قد لا تزيد على مائة أو مائتين وبالتالى فإن على أى صحفى يريد أن يكون متميزا أن يجتهد ويحفر فى الصخر، عليه أن يقرأ كثيرا وأن يعرف كل ما يحيط بعمله وتخصصه ومصادره، وألا ييئس مهما كانت الظروف وأن يكون لديه الشغف بالمهنة والغيرة الحميدة من المتميزين.
إذا فعل ذلك، وحتى إذا واجهته كل المشكلات والعقبات والتحديات، فسوف يأتى وقت يحقق ما كان يسعى إليه. هذا قانون ثابت ينطبق على كل المهن والتخصصات فى كل زمان ومكان، وعنوانه الرئيسى «من جد وجد».
وهناك تحية واجبة لكل الأصدقاء والزملاء من الإعلاميين المصريين الذين احتفوا بهذا الانفراد الصحفى المتميز فى برامجهم التلفزيونية ومنهم إبراهيم عيسى وخيرى رمضان ونشأت الديهى وأحمد موسى وهشام عاصى وحسام الدين حسين وكل من كتب مهئنا.
ما فعلته ياسمين سعد نموذج مضىء يقول لنا إن النجاح ممكن مادام هناك جهد وإرادة وصدق وموضوعية ومهنية، وأن الفهلوة قد تنجح مؤقتا لكنها لا يمكن لها أن تستمر.
تحية كبيرة لياسمين سعد ولجميع الزملاء فى الشروق سواء فى بوابتها الإ‍لكترونية أو نسختها الورقية، والتحية واجبة لإدارة المؤسسة برئاسة المهندس إبراهيم المعلم على الدعم المستمر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية ياسمين سعد وبايدن حكاية ياسمين سعد وبايدن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon