توقيت القاهرة المحلي 08:22:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية ياسمين سعد وبايدن

  مصر اليوم -

حكاية ياسمين سعد وبايدن

بقلم : عماد الدين حسين

صباح الجمعة الماضية اتصل بى الزميل محمد بصل مدير تحرير بوابة الشروق ليبلغنى أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أرسل ردا شخصيا موقعا باسمه على أسئلة صحفية كانت زميلتنا ياسمين سعد قد أرسلتها إليه قبل أسابيع قليلة تتعلق أساسا بالانسحاب الأمريكى من أفغانستان.
أعلم أن العديد من الزملاء يحاولون طوال الوقت التواصل مع العديد من المصادر المهمة جدا، حتى من باب المحاولة، ومعظمهم لا يتوقع بالمرة أن يرد عليه المصدر. لذلك كان طبيعيا أن أسأل محمد بصل العديد من الأسئلة وأعيد تكرارها حتى أتأكد أن بايدن هو من قام بالرد على الأسئلة وليس مجرد شخص مسئول فى إدارة الإعلام والصحافة بالبيت الأبيض. بل خشيت للحظات أن يكون الأمر مجرد مزحة أو مقلب.
ونفس الأمر فعلته مع الزميل أحمد عبدالحليم رئيس قسم المحتوى ببوابة الشروق، وأخيرا مع الزميل خالد سيد أحمد مدير تحرير الشروق الذى كان يتولى يوم الجمعة الإشراف على إصدار عدد الشروق الورقى الصادر صباح السبت.
تفاصيل الحوار أن الزميلة ياسمين وهى لاتزال صغيرة سنا، وحينما تابعت دراما الانسحاب الأمريكى من أفغانستان أواخر الصيف الماضى، تشاورت مع رؤسائها فى الشروق وأرسلت العديد من الأسئلة للرئيس الأمريكى جو بايدن، تتعلق بالعديد من المحاور خصوصا عشوائية الانسحاب والمخاطر التى قد تتعرض لها المرأة الأفغانية وزيادة التطرف، وهل كان قرار الانسحاب صائبا أم لا؟
ما يهمنا فى الأمر أن بايدن قرأ الأسئلة، أو أن إدارة الإعلام فى البيت الأبيض فعلت ذلك، وقرروا أن يجيبوا عن هذه الأسئلة.
فى هذه القصة هناك جانبان مهمان:
الأول يتلعق بالزميلة ياسمين سعد وهو أن ما فعلته هو درس يجب أن يتعلم منه أى صحفى سواء كان مبتدئا أو محترفا، وهو أن على ‍الصحفى أن يبذل كل جهده فى أداء عمله، وألا يتقاعس، بحجة أن هذا المصدر أو ذاك لن يرد على أسئلته.
ياسمين أدت ما عليها، تابعت تطورات ملف الانسحاب الأمريكى من أفغانستان وأرسلت الأسئلة على الإيميل المتاح للجميع والموجود على موقع البيت الأبيض، لم تقل لنفسها أن بايدن مشغول ولن يرد على أسئلتها.
النقطة الثانية والمهمة هى أن الرد على أسئلة الشروق هو تقدير أيضا للصحافة المصرية.
صحيح أن بايدن يتحدث لمراسلى البيت الأبيض كثيرا خلال المؤتمرات الصحفية، لكنه لا يرد على أسئلة الصحافة الأجنبية كثيرا، وبالتالى فهو حينما يفعل ذلك، فإنه تقدير للصحافة المصرية العريقة والرائدة فى المنطقة العربية والإفريقية منذ عقود طويلة.
لكن الدرس الأهم فى كل الأحوال هو أن الاجتهاد لا يذهب هدرا بالمرة. ياسمين سعد ذاكرت واجتهدت وفعلت ما يجب عليها أن تفعله. وهو درس للزملاء خصوصا صغار السن، البادئين فى مهمة الصحافة.
الاستسهال والروتينية والنمطية لن تخلق بالمرة أى صحفى متميز، بل مجرد صحفى موظف سوف يكتفى بالحصول على البيان الرسمى الصادر من الوزارة أوالهيئة أو المؤسسة أو أى جهة حكومية أو خاصة.
فى مصر أكثر من 13 ألف صحفى مسجل فى نقابة الصحفيين، وربما مثلهم لم ينضموا للنقابة بعد. والسؤال كم عدد المتميزين فى كل هؤلاء؟! أظن أن الإجابة قد لا تزيد على مائة أو مائتين وبالتالى فإن على أى صحفى يريد أن يكون متميزا أن يجتهد ويحفر فى الصخر، عليه أن يقرأ كثيرا وأن يعرف كل ما يحيط بعمله وتخصصه ومصادره، وألا ييئس مهما كانت الظروف وأن يكون لديه الشغف بالمهنة والغيرة الحميدة من المتميزين.
إذا فعل ذلك، وحتى إذا واجهته كل المشكلات والعقبات والتحديات، فسوف يأتى وقت يحقق ما كان يسعى إليه. هذا قانون ثابت ينطبق على كل المهن والتخصصات فى كل زمان ومكان، وعنوانه الرئيسى «من جد وجد».
وهناك تحية واجبة لكل الأصدقاء والزملاء من الإعلاميين المصريين الذين احتفوا بهذا الانفراد الصحفى المتميز فى برامجهم التلفزيونية ومنهم إبراهيم عيسى وخيرى رمضان ونشأت الديهى وأحمد موسى وهشام عاصى وحسام الدين حسين وكل من كتب مهئنا.
ما فعلته ياسمين سعد نموذج مضىء يقول لنا إن النجاح ممكن مادام هناك جهد وإرادة وصدق وموضوعية ومهنية، وأن الفهلوة قد تنجح مؤقتا لكنها لا يمكن لها أن تستمر.
تحية كبيرة لياسمين سعد ولجميع الزملاء فى الشروق سواء فى بوابتها الإ‍لكترونية أو نسختها الورقية، والتحية واجبة لإدارة المؤسسة برئاسة المهندس إبراهيم المعلم على الدعم المستمر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية ياسمين سعد وبايدن حكاية ياسمين سعد وبايدن



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon