توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواردات أكثر من الصادرات.. إذن الحلول صعبة

  مصر اليوم -

الواردات أكثر من الصادرات إذن الحلول صعبة

بقلم: عماد الدين حسين

على عهدة نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قبل أسابيع قليلة، فإنه وخلال الشهور الستة الأولى من العام الحالى استوردت مصر سلعا وبضائع بقيمة ٤١٫٨ مليار دولار، بارتفاع قدره ٢٫٧٪، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، فى حين أن إجمالى الصادرات المصرية خلال نفس الفترة بلغ ٢١٫٥ مليار دولار بانخفاض قدره ١٫٨٪.
ولو طبقنا نفس النسبة فإن معنى ذلك أن الواردات المصرية تبلغ حوالى ٨٤ مليار دولار فى حين تبلغ الصادرات نحو ٤٣ مليار دولار سنويا، أى أن الواردات ضعف الصادرات، علما بأن ما نصدره للخارج لا يشمل بالضرورة مستلزمات إنتاج مصرية، بل نستورد مواد خام لكى نقوم بتصنيعها فى مصر.
وللتقريب أكثر، فنحن نستورد جزءا كبيرا من المواد الفعالة فى الأدوية، والأمر نفسه فى بعض الصناعات الأخرى، وبالتالى فإن التقديرات كما يقول العديد من المسئولين والخبراء أن المكون الأجنبى فى السلع المصرية يبلغ ٧٥٪.
قد يسأل البعض عن المعنى الكامن خلف هذه الأرقام، وما هى الفكرة التى أريد أن تصل إلى الناس؟!
السؤال منطقى والإجابة قد تكون صادمة للبعض، لكن من المهم أن نفيق وندرك الحقائق حتى نتعامل على أساسها وليس على التمنيات أو الأوهام.
يسأل كثيرون سؤالا يتكرر بصيغ كثيرة وهو: متى تنخفض الأسعار، وتعود إلى ما كانت عليه، ومتى ينخفض سعر الدولار أمام الجنيه، بحيث لا يتجاوز مثلا ١٥ جنيها أو سبعة جنيهات، كما يحلم البعض الآخر؟!!!
الإجابة الصادمة التى ستزعج من يسأل هذا النوع من الأسئلة أن الأسعار لن تنخفض والدولار سيظل مرتفعا، مادام حجم وارداتنا أكبر من حجم صادراتنا، وفى اللحظة التى ستكون فيها الصادرات مثل الواردات سوف ينعدل الميزان التجارى ومعظم الموازين.
وبعيدا عن الأرقام والمصطلحات الاقتصادية «المجعلصة» وبلغة بسيطة يفهمها الجميع، فما دامت كل سلعة نستهلكها يدخل فيها مكون أجنبى بنسبة ٧٥٪ تقريبا أو حتى أقل قليلا، فإن الأزمات الاقتصادية ستظل مستمرة، والأسعار قد تشهد ارتفاعات أخرى، وبالتالى فعلينا جميعا حكومة ومواطنين ونظاما ومعارضة ومجتمعا مدنيا، وكل المجتمع أن نبحث عن الطريقة المثلى التى تجعل صادراتنا مثل وارداتنا وإنتاجنا على قدر استهلاكنا، ومن دون حدوث ذلك، ستستمر الأزمة للأسف الشديد.
المشكلة أو المأساة التى لا يدركها كثيرون أن كل ما نستورده يكون بالعملات الصعبة فى حين تقوم الحكومة ببيع هذه السلع والبضائع بالجنيه المصرى، وبالتالى ومع ارتفاع الواردات فإن الحكومة تجد نفسها فى أوقات كثيرة لا تجد الدولارات، ومن هنا تتكرر أزمات نقص العملات الصعبة، وبالتالى يزيد سعر الدولار أمام الجنيه وتزيد أسعار السلع والنتيجة حدوث التضخم.
ولأن الدولارات غير متوافرة فإن الحكومة تلجأ إلى الاستدانة لتمويل استيراد كل ما تحتاجه من سلع أساسية خصوصا القمح والحبوب والزيوت والأدوية والعديد من الأجهزة والمعدات.
هل يفهم من كلامى أننى ألتمس العذر للحكومة فيما نشهده من أزمات ومشاكل اقتصادية منذ سنوات؟!
الإجابة هى لا قاطعة، فالحكومة تتحمل جزءا من المسئولية، وقد سمعت الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يقول أكثر من مرة إنه بجانب العوامل الخارجية للأزمة، فكانت هناك أسباب داخلية أيضا.
لكن ما أريد أن أركز عليه اليوم هو أن يعرف الجميع أصل المشكلة، وأننا جميعا حكومة ومواطنين مسئولون عن البحث عن حلول جذرية.
دور الحكومة أن تضع السياسات الصحيحة، وأن تتقشف فعلا وليس قولا فقط، وأن تضع الكوادر المؤهلة فى المناصب المهمة وأن تراعى فقه الأولويات، والمواطن دوره أن يدرك اهمية تقليل نسبة الزيادة السكانية، حتى يستطيع أن يعلم أولاده ويعالجهم فعلا وليس شكلا، وأن يعرف أن مجرد الحصول على دبلوم متوسط أو شهادة بلا خبرة حقيقية لن توفر له وظيفة حقيقية، وبالتالى لابد أن يجتهد ويكتسب مهارات كثيرة حتى ينافس فى سوق عمل شحيح أساسا.
وعلى وسائل الإعلام أن تنقل هذه الصورة للناس، حتى يبدأوا فى التصرف على أساسها، وأن يتوقفوا عن توقع أن تهبط عليهم ثروة أو حلول سحرية من السماء.
لكى تنخفض الأسعار لابد أن نعمل بجدية وننتج ونصدر أكثر مما نستهلك ونستورد، ومن دون ذلك فالأزمة مستمرة للأسف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواردات أكثر من الصادرات إذن الحلول صعبة الواردات أكثر من الصادرات إذن الحلول صعبة



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon