توقيت القاهرة المحلي 07:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواردات أكثر من الصادرات.. إذن الحلول صعبة

  مصر اليوم -

الواردات أكثر من الصادرات إذن الحلول صعبة

بقلم: عماد الدين حسين

على عهدة نشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قبل أسابيع قليلة، فإنه وخلال الشهور الستة الأولى من العام الحالى استوردت مصر سلعا وبضائع بقيمة ٤١٫٨ مليار دولار، بارتفاع قدره ٢٫٧٪، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، فى حين أن إجمالى الصادرات المصرية خلال نفس الفترة بلغ ٢١٫٥ مليار دولار بانخفاض قدره ١٫٨٪.
ولو طبقنا نفس النسبة فإن معنى ذلك أن الواردات المصرية تبلغ حوالى ٨٤ مليار دولار فى حين تبلغ الصادرات نحو ٤٣ مليار دولار سنويا، أى أن الواردات ضعف الصادرات، علما بأن ما نصدره للخارج لا يشمل بالضرورة مستلزمات إنتاج مصرية، بل نستورد مواد خام لكى نقوم بتصنيعها فى مصر.
وللتقريب أكثر، فنحن نستورد جزءا كبيرا من المواد الفعالة فى الأدوية، والأمر نفسه فى بعض الصناعات الأخرى، وبالتالى فإن التقديرات كما يقول العديد من المسئولين والخبراء أن المكون الأجنبى فى السلع المصرية يبلغ ٧٥٪.
قد يسأل البعض عن المعنى الكامن خلف هذه الأرقام، وما هى الفكرة التى أريد أن تصل إلى الناس؟!
السؤال منطقى والإجابة قد تكون صادمة للبعض، لكن من المهم أن نفيق وندرك الحقائق حتى نتعامل على أساسها وليس على التمنيات أو الأوهام.
يسأل كثيرون سؤالا يتكرر بصيغ كثيرة وهو: متى تنخفض الأسعار، وتعود إلى ما كانت عليه، ومتى ينخفض سعر الدولار أمام الجنيه، بحيث لا يتجاوز مثلا ١٥ جنيها أو سبعة جنيهات، كما يحلم البعض الآخر؟!!!
الإجابة الصادمة التى ستزعج من يسأل هذا النوع من الأسئلة أن الأسعار لن تنخفض والدولار سيظل مرتفعا، مادام حجم وارداتنا أكبر من حجم صادراتنا، وفى اللحظة التى ستكون فيها الصادرات مثل الواردات سوف ينعدل الميزان التجارى ومعظم الموازين.
وبعيدا عن الأرقام والمصطلحات الاقتصادية «المجعلصة» وبلغة بسيطة يفهمها الجميع، فما دامت كل سلعة نستهلكها يدخل فيها مكون أجنبى بنسبة ٧٥٪ تقريبا أو حتى أقل قليلا، فإن الأزمات الاقتصادية ستظل مستمرة، والأسعار قد تشهد ارتفاعات أخرى، وبالتالى فعلينا جميعا حكومة ومواطنين ونظاما ومعارضة ومجتمعا مدنيا، وكل المجتمع أن نبحث عن الطريقة المثلى التى تجعل صادراتنا مثل وارداتنا وإنتاجنا على قدر استهلاكنا، ومن دون حدوث ذلك، ستستمر الأزمة للأسف الشديد.
المشكلة أو المأساة التى لا يدركها كثيرون أن كل ما نستورده يكون بالعملات الصعبة فى حين تقوم الحكومة ببيع هذه السلع والبضائع بالجنيه المصرى، وبالتالى ومع ارتفاع الواردات فإن الحكومة تجد نفسها فى أوقات كثيرة لا تجد الدولارات، ومن هنا تتكرر أزمات نقص العملات الصعبة، وبالتالى يزيد سعر الدولار أمام الجنيه وتزيد أسعار السلع والنتيجة حدوث التضخم.
ولأن الدولارات غير متوافرة فإن الحكومة تلجأ إلى الاستدانة لتمويل استيراد كل ما تحتاجه من سلع أساسية خصوصا القمح والحبوب والزيوت والأدوية والعديد من الأجهزة والمعدات.
هل يفهم من كلامى أننى ألتمس العذر للحكومة فيما نشهده من أزمات ومشاكل اقتصادية منذ سنوات؟!
الإجابة هى لا قاطعة، فالحكومة تتحمل جزءا من المسئولية، وقد سمعت الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يقول أكثر من مرة إنه بجانب العوامل الخارجية للأزمة، فكانت هناك أسباب داخلية أيضا.
لكن ما أريد أن أركز عليه اليوم هو أن يعرف الجميع أصل المشكلة، وأننا جميعا حكومة ومواطنين مسئولون عن البحث عن حلول جذرية.
دور الحكومة أن تضع السياسات الصحيحة، وأن تتقشف فعلا وليس قولا فقط، وأن تضع الكوادر المؤهلة فى المناصب المهمة وأن تراعى فقه الأولويات، والمواطن دوره أن يدرك اهمية تقليل نسبة الزيادة السكانية، حتى يستطيع أن يعلم أولاده ويعالجهم فعلا وليس شكلا، وأن يعرف أن مجرد الحصول على دبلوم متوسط أو شهادة بلا خبرة حقيقية لن توفر له وظيفة حقيقية، وبالتالى لابد أن يجتهد ويكتسب مهارات كثيرة حتى ينافس فى سوق عمل شحيح أساسا.
وعلى وسائل الإعلام أن تنقل هذه الصورة للناس، حتى يبدأوا فى التصرف على أساسها، وأن يتوقفوا عن توقع أن تهبط عليهم ثروة أو حلول سحرية من السماء.
لكى تنخفض الأسعار لابد أن نعمل بجدية وننتج ونصدر أكثر مما نستهلك ونستورد، ومن دون ذلك فالأزمة مستمرة للأسف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواردات أكثر من الصادرات إذن الحلول صعبة الواردات أكثر من الصادرات إذن الحلول صعبة



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon