توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل استعد العرب لعودة طالبان؟

  مصر اليوم -

هل استعد العرب لعودة طالبان

بقلم : عماد الدين حسين

حركة طالبان عادت لتحكم أفغانستان مرة أخرى، فهل استعدت الدول العربية لهذا الأمر، بكل تبعاته وتداعياته ونتائجه المتوقعة وغير المتوقعة؟!
يقول البعض إنه لا يوجد استعداد لأن انهيار الحكومة الأفغانية، كان سريعا ويشبه الانهيار الفجائى والكاسح، وبالتالى فلا ينبغى أن نحمل البلدان العربية خصوصا الكبرى منها أى مسئولية فى عدم الاستعداد. هذا الفريق يقول إن الدول الكبرى بما فيها دولة الاحتلال نفسها أى أمريكا ومعها بريطانيا وغالبية دول حلف شمال الأطلنطى، لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية لهذا التطور، بل ربما تكون قد فوجئت بهذا الانهيار غير المتوقع رغم وجودها على الأرض فى أفغانستان، وبالتالى لا يمكن أن نلوم دولة عربية أو غير عربية على عدم الاستعداد، طالما أن الدول الكبرى نفسها لم تكن مستعدة.
لكن هناك فريقا ثانيا يقول إنه رغم السرعة التى سقطت بها حكومة أفغانستان، فإن علامات السقوط كانت ظاهرة للجميع، وليس فقط للحكومات وأجهزة المعلومات ومراكز البحث والفكر والدراسات المختلفة.
يقول هؤلاء إن كتابات صحفية كثيرة بدأت تتحدث وتتوقع هذا السقوط قبل شهور طويلة، وأن الرئيس الأمريكى جو بايدن قال بوضوح فى حملته الانتخابية قبل نوفمبر الماضى، إنه سيقوم بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. هذا الفريق يقول أيضا، إنه حتى قبل ذلك فإنه فى اللحظة التى بدأت فيها إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق دونالد ترامب المفاوضات مع حركة طالبان فى العاصمة القطرية الدوحة قبل أكثر من عام، فكان ينبغى على الجميع أن يضع عودة طالبان كاحتمال متوقع، لأن موضوع المفاوضات الأساسية كان يتمحور حول الانسحاب الأمريكى من هناك، وبالتالى، فإن نتيجة هذا الانسحاب العملية كانت تعنى عودة حركة طالبان، خصوصا أنها كانت تسيطر على أجزاء مهمة من البلاد.
يلفت هذا الفريق النظر إلى أن أمريكا اتخذت قرارا استراتيجيا بالانسحاب، حينما أدركت بوضوح أنها تتعرض لحرب استنزاف واضحة فى أفغانستان، وأن أحلامها ببناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية فى أفغانستان كما زعمت سابقا، قد ذهبت أدراج الرياح منذ سنوات طويلة، بل إن إدارة بايدن تنفى الآن أنها فكرت فى بناء دولة حديثة هناك، بل كان كل ما يشغل الولايات المتحدة طوال الوقت، هو إضعاف تنظيم القاعدة المتمركز فى أفغانستان وشل حركته، ومنعه من شن هجمات ضد أمريكا والغرب، حتى لا يتكرر سيناريو ١١ سبتمبر ٢٠١١، حينما شن هذا التنظيم هجمات دموية قاتلة ضد برج التجارة الأمريكى فى نيويورك، ووزارة الدفاع «البنتاجون» فى واشنطن، كانت هى الأعنف والأخطر ضد الولايات المتحدة، ربما منذ الهجوم اليابانى الشهر ضد ميناء بيرل هاربور عام 1941. ونتيجة لهجمات ١١ سبتمبر، قامت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا باحتلال كامل أفغانستان فى ٧ أكتوبر ٢٠١١، أى بعد أقل من شهر من هجمات سبتمبر.
أمريكا نصبت حكومة هناك، وأنفقت أكثر من تريليون دولار، وتسبب غزوها فى أكثر من ٣ ملايين قتيل وجريح أفغانى و٢٥٠٠ قتيل أمريكى، لكن النتيجة الأهم أنها فشلت فى شل حركة التنظيمات المتطرفة، لأن تنظيم القاعدة ومعه داعش والعديد من التنظيمات المتطرفة صاروا أكثر وحشية، بل احتلوا نصف العراق، فى ظل وجود الجيش الأمريكى، كما احتلوا نصف سوريا، وشنوا هجمات متفرقة فى العديد من بلدان العالم، بل وفى قلب أوروبا وأفريقيا وآسيا، بل نفذوا هجمات دامية فى أستراليا.
كل هذه التطورات كانت تفرض على الدول العربية الاستعداد لتوقع مجىء هذا اليوم، الذى دخلت فيه طالبان إلى قلب كابول من دون أن تطلق رصاصة واحدة، بعد أن هرب الجميع من أول المتعاملين مع الاحتلال، نهاية بالرئيس أشرف غنى نفسه.
نتمنى أن تكون هناك دراسات وأوراق بحثية عربية بشأن هذه التطورات الدرامية، وإذا لم تكن موجودة فنتمنى أن يتم فورا الشروع فى إنجازها. والأهم أن يكون هناك تنسيق عربى خصوصا بين الدول المهددة من قبل التنظيمات المتطرفة، حتى لا نتفاجأ بتطورات دراماتيكية.
بالطبع هناك سؤال مهم جدا يشغل بال الكثيرين وهو: من المستفيد ومن المتضرر من هذا السقوط الدراماتيكى للحكومة الأفغانية والهزيمة المذلة لأمريكا وصعود طالبان، وهل هناك تأثيرات لهذه التطورات على البلدان العربية والإسلامية؟!
سؤال كبير وواسع ويحتاج إلى نقاش موضوعى لاحق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل استعد العرب لعودة طالبان هل استعد العرب لعودة طالبان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon