بقلم : عماد الدين حسين
ما هو نوع القدوة الذى يمكن أن يقدمه مطربا المهرجانات حسن شاكوش وحمو بيكا للشباب صغير السن الذى يتابع أغانيهما بحماس وأحيانا بجنون؟!
موضوعى اليوم ليس نوعية غناء المهرجانات التى يقدمها المطربان، وعدد كبير من زملائهما يزيدون يوما بعد يوم.
لا أفضل بحكم سنى معظم هذه النوعية من الغناء، ولكن لا أستطيع أن أقلل من تقدير احترام من يسمعها، باعتبارها لونا من ألوان الغناء، لا نلوم من يؤديها أو يسمعها، مادام لم يجد بديلا راقيا.
اليوم أتحدث عن حادثتين كان البطل فيهما حمو بيكا وحسن شاكوش، الحادثتان لا تتعلقان بالغناء، بل بالقانون والأخلاق العامة والقدوة والصورة المثلى التى يفترض أن تتصرف بها الشخصيات العامة ونجوم ورموز المجتمع خصوصا المشاهير.
الحادثتان وقعتا الأسبوع الماضى، ومكانهما فى الإسكندرية ومرسى مطروح، حادثتان لم يكن مكانهما صفحة الفن بل صفحة وأبواب الحوادث.
الحادث الأول بطله حمو بيكا حينما كان يركب سيارته وطلب منه النقيب شاهر شادى رخصة السيارة والقيادة، فرفض وقال له: «مفيش رخص، أنا حمو بيكا إزاى لا تعرفنى، واتصل المطرب بأحد مديرى الأمن، وطلب من النقيب أن يكلمه، لكن النقيب قال له: أنا لا أكلم أحدا فى عملى إلا من خلال اللاسلكى. فقال له بيكا أنا هعرفك تمامك!!!». فشكره الضابط وقال له: «وأنا هارد عليك أحسن من كده»، ثم أخذه على قسم العطارين، وحرر له محضرا وتم الإفراج عنه بكفالة عشرة آلاف جنيه وحجز السيارة، وإزالة ما بها من زجاج غامق غير مرخص.
هذه الرواية قرأتها على صفحة الإعلامية أميمة تمام يوم الخميس الماضى.
أما الحادثة الثانية، فقد امتلأت بها صفحات الحوادث فى الصحف والمواقع الإخبارية، حيث تم القبض على حسن شاكوش بسبب قيادته لسيارته من دون لوحات معدنية فى أحد منتجعات الساحل الشمالى بمدينة العلمين، وحينما تم القبض عليه برر المخالفة بأنه لم يجد وقتا لكى يذهب لترخيص السيارة فى المرور!!
للتذكرة فإن شاكوش كان قد افتتح كافتيريا فى مدينة نصر قبل شهور قليلة، ومن دون ترخيص أيضا، بل وخالف الإجراءات الاحترازية فى عز انتشار كورونا.
وللتذكرة أيضا فإن أخبار حمو بيكا وشاكوس فى الشهور الأخيرة كانت تنتمى إلى عالم الحوادث أكثر منها لعالم الفن والطرب بل وهناك مشاكل مستمرة بين هذين المطربين وبين نقابة الموسيقيين.
ما سبق هو المعلومات الأساسية عن الحادثتين، والسؤال الذى سوف يتبادر إلى ذهن أى شخص طبيعى هو: كيف وما سبق هو ما حدث من نجمين يفترض أن يتصرفا بصورة عاقلة وقانونية حتى يكونا قدوة لمن يتابعوهما، ومن الواضح أنهما أسوأ قدوة فى هذا المجال. مرة أخرى لا أتحدث عن نوع الفن الذى يقدمه بيكا وشاكوش، بل عن طبيعة تصرفاتهما التى سيكون لها تأثير مدمر على الشباب.
من طريقة كلام وخناقات كثيرة سابقة لحمو بيكا خصوصا فى الساحل، وصدامات مع رجال الشرطة بسبب تنظيم حفلات غير قانونية، يتضح أن فهمه للنجومية والشهرة يعنى أنه يحق له مخالفة القانون فى أى وقت.
ومن تصرف شاكوش فهو يعتقد أن نجوميته وشهرته يمكن أن تحل محل رخصة القيادة.
ما فعله كل من بيكا وشاكوش هو أسوأ قدوة يمكن أن نقدمها للشباب، خصوصا من يتابعوهما، حيث سيعتقد الشباب أن البلطجة والفتونة ومخالفة القانون هو الأمر الطبيعى. هذان الشخصان لهما مئات الآلاف من المعجبين، وحجم مشاهدات أغانيهما حققت أرقاما قياسية، حتى بالنسبة لنجوم طرب كبار جدا، سابقين وحاليين، وبالتالى فإن نوعية سلوكهما مهمة جدا.
وكل ما سبق محزن ومؤسف ويؤشر لظواهر خطيرة، لكن الأمر المفرح فى الحادثتين هو التصرف الصحيح من رجال الشرطة، خصوصا من النقيب شاهر شادى، الذى أدى دوره على أكمل وجه، وكذلك المستويات العليا التى رفضت كل الوساطات من أجل إفلات المتهمين من العقاب.
فضح وتجريس هذه التصرفات الشاذة هو أفضل درس تربوى، ليس لبيكا وشاكوش، بل للأجيال الجديدة التى صارت تسمع وتشاهد بعض الشخصيات المشهورة جدا، لكنها صارت نموذجا للإسفاف والتدنى وانعدام الوعى والثقافة والذوق بل والأدب والأخلاق.