توقيت القاهرة المحلي 04:53:34 آخر تحديث
الثلاثاء 29 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

شاومينج ساخرًا: لم أعتزل!

  مصر اليوم -

شاومينج ساخرًا لم أعتزل

بقلم - عماد الدين حسين

هل اعتزل شاومينج أم أنه ما يزال يمارس نشاطه أو إجرامه فى إفساد ملايين التلاميذ صغار السن؟

ولمن لا يعرف «شاومينج» وهى كلمة تعنى الأسطورة باللغة الصينية فهو شخص أو بالأحرى عصابة تخصصت منذ سنوات فى محاولات تسريب أسئلة الامتحانات وإفساد ضمائر وقيم وأخلاق الشباب صغير السن.

يوم الأحد الماضى نشر أدمن «جروب شاومينج للغش الإلكترونى» رسالة موجهة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية معلنًا اعتزال الغش الخاص بامتحانات الشهادتين.


هو قال: «أعلن اعتزالى مجال تسريب الامتحانات بعد مرور 3 سنوات، وشكرًا لكل من قام بدعمى من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور».

قد يبدو الموضوع بأكمله مثيرًا للسخرية أو حتى الغثيان لكن المحزن أن العديد من الطلاب علقوا على الخبر مطالبين شاومينج بالاستمرار فى تسريب الامتحانات لأنه يساعدهم فى تجاوز صعوبة الاختبارات.

وما يزيد الأمر سخرية أنه وبعد نشر خبر الاعتزال خرجت صفحة أخرى باسم شاومينج لتنفى خبر الاعتزال بكلمات ركيكة: «أنا معتزلتش ومكمل فى المجال، ولسه شايف كل حاجة، واللى فاكر إنى خرجت أحب أقوله إنى لسه فى أول الطريق، راجع بقوة قريبًا جدًا استنوا الجديد».

أدمن صفحة شاومينج كتب فى رسالة تحدٍ: «الوزارة عارفة كويس احنا مين، مش هخليكم تريحوا، كل محاولاتكم لإيقافنا هتفشل، شاومينج دايمًا فوق أى محاولات لتهديده، ولو فكرتو توقفوا هنرجع أقوى بكثير».

الرد الرسمى جاء على لسان الزميل شادى عبدالله زلطة المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم مناشدًا الطلاب. «نصيحة نؤكد عليها مرارًا وتكرارًا لطلاب الثانوية العامة، لا تنساقوا خلف جروبات الغش الوهمية خاصة على تليجرام فهدفها الأول والأخير فى ادعاءاتها النصب والاحتيال وجمع الأموال وكل هذه الجروبات تم ويتم رصدها والتعامل معها».

نتذكر أن أول ظهور لصفحة شاومينج على فيسبوك كان فى عام 2012 من خلال نشر إجابات نموذجية وملخصات دراسية، لكن فى عام 2015 تحول نشاط الصفحة لتسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة، ووقتها كتب أدمن الصفحة «أنا أسطورة لن تنتهى إلا بإصلاح التعليم فى مصر».


ومن الواضح أن هذه الصفحة تحدت المجتمع بأكمله، وليس فقط وزارة التعليم أو الداخلية.

أجهزة الأمن حاولت مرارا تتبع هذه الصفحات، لكنها لم تتمكن من الإجهاز عليها، خصوصًا بعد أن انتقلت إلى منصات أكثر تشفيرًا، مثل واتساب وتليجرام.

 فى عام 2018 تم الإعلان عن القبض على مشتبه بهم وإغلاق بعض الصفحات، لكن المفاجأة أن التسريبات استمرت عبر حسابات جديدة.

السؤال الذى شغل كثيرًا منذ ظهور شاومينج وأخواتها هو: من الذى يقوم بالتسريب؟!!.

الصفحة كانت تعلن دائمًا أنها تتلقى الامتحانات من مصادر داخل الوزارة. فى البداية كانت التسريبات تحدث قبل ساعات من بداية الامتحانات، مما يجعل الطلاب يعرفون الأسئلة قبل دخولهم الامتحانات، الأمر الذى أدى إلى إلغاء بعض الامتحانات، وللموضوعية فإن حجم التسريبات تراجع فى السنوات الأخيرة ولم يعد متاحًا إلا بعد بداية الامتحانات وهو ما يجعل تأثيره ضعيفًا جدًا، لأنه لا يصل إلى الطلاب داخل اللجان، فى ظل أن تليفوناتهم المحمولة ليست معهم.

لكن وبعيدًا عن كل التفاصيل السابقة فإن الغش فى الامتحانات عمومًا أو تسريبات «شاومينج» لا يكشف فقط عن المستوى المتدنى  فى التعليم ولكن كل العورات  فى المجتمع..

وهنا سوف أشير بسرعة إلى أخطر ما فى هذا الأمر، وهو تعود بعض الطلاب على الغش والتعامل معه باعتباره أمرًا عاديًا وطبيعيًا وليس شاذًا أو مخجلاً.

التلميذ الذى يغش ولا يخجل صغيرًا هو أخطر على المجتمع من الإرهابى بل ومن الصهيونى. هو سيكبر وقد يحتل وظائف مهمة، ووقتها سيواصل نفس منهجه وهو الغش فى كل شىء. لا ألوم الطلاب فقط بل بعض أولياء الأمور الذين يشجعون أولادهم على الغش، ونعرف أن بعض هؤلاء كان يهدد المراقبين بالأسلحة الآلية فى المدارس.

لا أعرف كيف يصوم ويصلى البعض ثم يساعد أولاده على الغش فى الامتحانات، وفى المساء يفتى وينظر ويلوم وينتقد الفساد الذى استشرى فى المجتمع، وهو لا يدرك أن ما يفعله هو أخطر أنواع الفساد!!!.

أتمنى أن تسعى كل الجهات والمؤسسات لمطاردة شاومينج وأمثاله، والأهم أيضًا أن نجد طريقة لإقناع الصغار أن الغش حرام ليس فقط فى الامتحانات، ولكن فى كل شىء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاومينج ساخرًا لم أعتزل شاومينج ساخرًا لم أعتزل



GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 04:46 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 04:42 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

معركة استقرار الأردن

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الشرق الأوسط والاستثمار في منطق الدولة

GMT 04:37 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

قصة الكنز العظيم (1)

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 04:18 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال عام٢٠١٩

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 03:09 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تحصيل 135 ألف جنيه مستحقات 3 عمال مصريين في جدة

GMT 19:29 2021 الأحد ,21 آذار/ مارس

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا بنسبة 0.52%

GMT 09:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

احتفالية خاصة لشيكابالا قبل مواجهة الترجي

GMT 04:06 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث مروع لغروجان يتسبب في توقف سباق البحرين

GMT 22:39 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مريض نفسيا يمزق والدته وشقيقته ويصيب زوجها في حدائق الأهرام

GMT 11:18 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط ينزل بفعل ارتفاع إصابات كورونا

GMT 00:31 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يكشف أنه لم يفكر في الاستقالة من رئاسة برشلونة

GMT 10:02 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فرنسا تقسو على أوكرانيا وديا بسباعية

GMT 16:46 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ساوثجيت يجرب الوجوه الجديدة في مواجهة ويلز

GMT 19:37 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

ألمانيا تسجل 1798 إصابة جديدة بكورونا و17 وفاة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon