بقلم : حسن المستكاوي
** كانت مباراة الأهلى والزمالك فى نهائى السوبر المصرى مثيرة ممتعة، وظلت أنظارنا وأنفاسنا مشدودة ومكتومة حتى اللحظة الأخيرة. بعد ساعتين من النضال والكفاح والجرى، ذهب النوم من أعين الجميع بعد أن جرى فى العروق الأدرينالين، هرمون الخوف والتوتر والسعادة، بقدر ما جرى لاعبو الفريقين. اجتمعنا مجموعة من الإعلاميين فى بهو الفندق، ونحن سعداء بالمباراة وبأداء الفريقين. وبمنتج الأهلى والزمالك وكم هو قوة ناعمة عربية مذهلة لها جمهورها فى كل الإقليم. كانت من أهم مظاهر سعادتنا مشاهد جماهير الأهلى والزمالك والعائلات التى تتجاور فى المدرجات وتتمازح وتتجاذب، وتتنافر، لكن دون تجاوز. ولا أنظر هنا إلى تلك التجاوزات العصبية، التى حدثت، فإنما حديثى هنا عن المشهد الكامل النظيف. وحين حاولت قلة من الجمهور تجاوز الخط الأحمر كانت إشارة واحدة من ضابط أمن كافية لأن ينتهى الأمر!
** ليالى السوبر فى أبوظبى، مثل ليلة محمد عبدالوهاب فى السعودية، ومثل ليلة لطيفة التونسية فى دبى، مثل ليلة الموهوبة مطربة الأوبرا المصرية العالمية فاطمة سعيد فى قصر عابدين، مثل حفلات الأوبرا المصرية وبرامجها، ومثل حفلات الموسيقى العربية تحت ظلال القلعة.. والبطل فى كل ليلة هو الكرة المصرية والفن المصرى والمؤدون مصريون، يلعبون ويطربون، ويسعدون. ويستقبل المنظمون فى الإمارات والسعودية وفى المغرب العربى هذا المنتج المصرى الأصيل بالحب والحفاوة والاحتفاء. وقد شاهدت هذا الاحتفاء والحب ولمسته. كما شاهدتم وسمعتم المعلق الرياضى الإماراتى عامر عبدالله، وهو يشدو بحب مصر لدرجة أن بعضنا جرت الدموع فى عينه من فرط هذا الحب.
** شكرًا لفريقى الأهلى والزمالك، وألف مبروك للأهلى اللقب رقم 15 والبطولة 153 فى تاريخه وهارد لك للزمالك الذى كان شريكًا فى هذا العرض الدرامى المثير بالندية والكفاح. وشكرًا للحكام المصريين، وشكرا للمتحدة للرياضة، وكل رجالها الذين بذلوا جهدًا خارقًا فى تنظيم الحدث، وشكرًا لقنوات أبوظبى الرياضية وللصديق يعقوب السعدى، والمايسترو المصرى عماد يوسف. وشكرًا لمجلس أبوظبى الرياضى.
** تلك الأحداث التى تستضيفها دول عربية، مثل الإمارات والسعودية والكويت وعمان وقطر والمغرب وتونس وغيرها، هى حفلات استقبال للقوة الناعمة المصرية. ثم شاهدوا التنظيم وجودته وفخامته، واعرفوا العوائد والمكاسب على منتج الكرة المصرية أو الفنون المصرية. وكيف يكون الاستقبال والتنظيم حافلًا بالفخامة التى تعبر عن قمة التقدير. وقد سبق أن تابعت حفلات موسم الرياض لنجوم الفن والموسيقى المصريين بأصوات وعازفين مصريين وعرب وعالميين. ونحن هنا نحتفى وننظم مواسم صيفية جميلة، مثل مهرجان العلمين فى أجمل بقاع الساحل الشمالى، وفى قصر عابدين، وفى القلعة وفى الأوبرا، وفى المتحف المصرى الكبير، وتحت سفح الأهرامات. فلماذا تلك الحساسيات التى يلقى بها البعض أحيانًا. هل سمعتم إبداعات محمد ثروت وآمال ماهر وصابر الرباعى، وغيرهم فى ليلة الاحتفاء بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب؟
** إيمانى بالتكامل العربى وبأننا شعب واحد ومصالحه واحدة متأصل فى الجذور، حيث تربيت على مفاهيم القومية العربية، وزرت جميع الدول العربية، ولمست حفاوة الاستقبال والمحبة. وقلت من قبل أن منتخب مصر حين تأهل لكأس العالم 1990 نظمت له شركة سعودية رحلة إلى الأراضى المقدسة فرحًا بتأهله. وقد تعاملت مع العشرات من وزراء الرياضة العرب، وعملت فى بداية حياتى المهنية فى دولة قطر، وكانت من أجمل تجاربى المهنية. وما زال انتمائى العربى راسخًا، حتى لو وجهت نقدًا أو رفضت موقفًا سياسيًا من دولة عربية ما إلى بلدى..
** وإلى كل عربى يزور بلدى للسياحة أو الاستثمار أو المنافسة الرياضية: نورت مصر.