توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكرة النسائية فى مصر منذ مائة عام!

  مصر اليوم -

الكرة النسائية فى مصر منذ مائة عام

بقلم : حسن المستكاوي

** انسحب فريق الاتحاد السكندرى أمام الأهلى فى دورى الكرة النسائية، بعد تلقى مرماه ثمانية أهداف خلال 38 دقيقة من الشوط الأول. وبهذا الانسحاب ارتفع رصيد الأهلى إلى 18 نقطة من 6 مواجهات، بينما يحتل الاتحاد السكندرى المركز الرابع عشر، برصيد نقطة واحدة، من تعادل و4 هزائم. وكان فريق سيدات كرة القدم بالأهلى فاز على اتحاد بسيون والزمالك ووادى دجلة والمعادى واليخت ومودرن سبورت، وأعتقد أنه كانت هناك انسحابات أخرى فى مباريات أخرى بهذا الدورى. وهو ما ذكرنى بانطباع خاطئ ظل عالقًا فى ذهنى لسنوات عن ممارسة المرأة لكرة القدم عمومًا؟
** كان ذلك عام 1971 حين أقيمت مباراة فى نادى المعادى المباراة، وكان الرجل الذى يدير اللقاء والفريقين هو الكابتن عبدالكريم صقر، أحد أشهر نجوم اللعبة فى تاريخ الكرة المصرية، وقد اشتهر بمهاراته الفائقة، ووصف بأنه الساحر. لكن فى تلك المباراة التى شاهدتها بالملعب، وقبل ممارسة مهنة الصحافة، كانت اللاعبات رقيقات، وسمعت بعضهن يشكون من انقسام أظافرهن، فيما كان شد الشعر سلاحًا بديلًا عن شد الفانلة، كما يحدث هذه الأيام فى مباريات الرجال. وكان جريهن هرولة أقرب إلى المشى، وكانت كل لاعب تقطع مسافة هرولة تنهج وتقف لإلتقاط أنفاسها، بغض النظرعن موضع الكرة الحائرة التى تنتظر من يركلها. ونتيجة لهذه المباراة، ولهذا الانطباع الخاطئ دخلت فى مناقشات حامية وساخنة مع الصديقة العزيزة سحر الهوارى بعد سنوات طويلة، وأذكر أننا اشتبكنا فى إحدى المرات على الهواء مباشرة عندما كنت ضيفًا مع الصديق والأستاذ عماد أديب فى برنامجه بقناة أوربيت.. فأخذت أكتب فيما بعد أن المرأة نجحت فى كل شىء ما عدا أربعة أشياء. الأول أنه لا توجد جراحة قلب بمكانة وشهرة مجدى يعقوب أو برنارد، أول طبيب أجرى عملية نقل قلب من إنسان إلى إنسان. والأمر الثانى أنه لا توجد امرأة بنفس إبداع بيتهوفن أو باخ أو موتزارت فى الموسيقى. والأمر الثالث أنه لا توجد إمرأة فيسلوفة مثل ديكارت أو جان جاك روسو أو سقراط، لكنها ربما يمكن أن تصنع من البعض فيلسوفًا. والرابع والأخير أنه لا توجد امرأة ستلعب كرة القدم مثل بيليه وجارينشا ودى سيفانو.
** يقول أحد الحكماء: «قل اليوم الذى تراه صوابًا، وقل غدًا ما تراه صائبًا لو كان مخالفًا لرأيك لما قلته من قبل». وهذا كلام حكيم علمنى ويجب أن يعلم كل إنسان. ومنذ بطولات كأس العالم وبطولات أوروبا للكرة النسائية أدركت أن المرأة تستطيع أن تلعب كرة القدم ببراعة، وأنها لعبت المصارعة والملاكمة وبناء الأجسام أيضًا. وليس مهمًا إعجابى من عدمه بممارستها للمصارعة والملاكمة وبناء الأجسام وبتلك العضلات الخشنة التى أراها تشويها لطبيعتها؟!».
** المدهش ومن المفاجآت أن مصر عرفت كرة القدم للسيدات فى مطلع القرن العشرين، لكن ممارستها اقتصرت على اللاعبات الأجنبيات وانتقدت الصحف وبعض الشخصيات ممارسة المرأة لكرة القدم التى اعتبرت لعبة للرجال. وفى جريدة المضمار نشر فى عدد ديسمبر 1921 ما يلى: «مما يذكر أن فرقة كرة القدم للسيدات (ديك آند كير) الإنجليزية جمعت فى السنة الماضية 48 ألف جنيه، لإنفاقها فى الأعمال الخيرية. وهناك فرق أخرى اشتهرت ببراعتها فى كرة القدم، وهى تناوئ فرقة ديك آند كير، وتتنازعها السيادة، وفى مقدمتها فرقة فليتود، وهنالك أيضًا فرقة لاينس وأعضاؤها من الفتيات اللواتى يخدمن فى شركة لايتس المشهورة.
** هكذا سبقت مصر غيرها حتى فى استضافة وتنظيم مباريات لكرة السيدات، حتى لو كن أجنبيات. وفريق ديك آند كير من أشهر الفرق الإنجليزية فى بريطانيا، وقد اقتبس الفريق الذى لعب فى مصر اسمه فى عشرينيات القرن الماضى، قبل حوالى مائة عام.. لكن متى مارست المرأة كرة القدم فى التاريخ؟
** تلك حكاية تستحق أن تروى إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرة النسائية فى مصر منذ مائة عام الكرة النسائية فى مصر منذ مائة عام



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon