بقلم - حسن المستكاوي
** مبروك للجزائر نجاح دورة ألعاب البحر المتوسط، وهران 2022، التى شهدت حضورا جماهيريا جيدا، كان مؤازرا بقوة للاعبيه وأبطاله كما كان مساندا لأبطال الرياضة العرب المشاركين فى الدورة ومنهم بالطبع أبطال الرياضة المصرية، حتى إن الكثير من نجومنا الرياضيين قدموا التحية للجمهور الجزائرى الرائع على تلك المساندة أثناء وبعد انتهاء المنافسات. وأكرر هنا أهمية الرياضة ودورها فى ترسيخ العلاقات بين الشعوب وبين البشر بما فيها من قيم ورسائل محبة وسلام.
** انتهت الدورة وجمع الرياضيون المصريون 51 ميدالية، ليصبح رصيد مصر فى دورات ألعاب البحر المتوسط 620 ميدالية منذ عام 1951 بالإسكندرية وحتى 2022 فى وهران. لتحتل مصر المركز السابع بعد دول إيطاليا وفرنسا وتركيا وإسبانيا ويوغسلافيا (فى دورتى 1997 و2001 باسم جمهورية يوغسلافيا الاتحادية) ثم صربيا فى 2005. بينما شاركت الجمهورية العربية المتحدة أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، وحققت 74 ميدالية.
** عاشت جماهير الرياضة المصرية مع أحداث ومنافسات الدورة منذ انطلاقها حتى أوقد لنهاية بالنقل الحى المباشر، وكان التفاعل هائلا مع أبطال الرياضة المصرية وإنجازاتهم فى الدورة، وهو الأمر الذى يحسب لقنوات أون تايم سبورتس التى نقلت أحداث الدورة على الهواء مباشرة، حصلت البعثة المصرية على المركز السادس فى وهران 2022 برصيد 51 ميدالية، 13 ذهبية و15 فضية و23 ميدالية برونزية، والميداليات متنوعة، فى منافسات السلاح بأنواعه (المبارزة والسابر والشيش). والمصارعة والملاكمة ورفع الأثقال وألعاب القوى والجودو والكاراتيه والتايكوندو، والفروسية، والرماية، وتنس الطاولة، والجمباز والريشة الطائرة، وكرة اليد، حيث خسر المنتخب ميدالية ذهبية كانت فى متناول يده فقد تقدم بخمسة أهداف أمام إسبانيا، ثم تراجع وأهدر ضربة جزاء فى الدقيقة الأخيرة ليخسر بفراق هدف أمام الفريق الإسبانى.. وهو تكرار لقصة باتت محفوظة، وهنا لا أقلل أبدا من منتخب اليد العالمى، وهو الفريق المصرى والعربى الذى يحمل صفة عالمى، ولكن معالجة هذا الخلل المكرر بات ضرورة، فقد أهدرنا فرص لقب بطل العالم بمثل هذا الخطأ..
** ونستخلص هنا مشاركة الإسبان بفريق من الشباب، كما أن دول المقدمة لا يمثلها فى تلك الألعاب أبطال الألعاب الأوليمبية أو العالم فى الغالب، خاصة مع تقارب مواعيد البطولات؛ حيث تقام بطولتا العالم لألعاب القوى والسباحة خلال أيام من انتهاء ألعاب المتوسط. وهنا نشير إلى أن الدول تخطط لإعداد أجيال جديدة فى مثل تلك البطولات، وهو الأمر الذى يستحق وقفة ومراجعة لمنطق المشاركات المصرية لاسيما فى الألعاب الجماعية وأولها كرة القدم، فلماذا لم نشارك بفريق أمل، والسؤال موجه إلى اتحادات كرة القدم منذ ثمانى أو عشر سنوات، كإحدى وسائل إعداد جيل من اللاعبين تتاح له فرصة اكتساب خبرة تنافسية دولية فى مثل هذه الدورات، بما فيها بالمناسبة دورات الألعاب الأفريقية..؟!
** تقديرا لدور الرواد، كانت مصر صاحبة فكرة هذه الدورة، عندما اقترح رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية محمد طاهر باشا الفكرة أثناء دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية لندن لعام 1948، فعقدت أول دورة فى عام 1951 فى الإسكندرية، مصر، وحتى عام 2022 جرت 19 دورة. كان توقيت أول عشر دورات يسبق الأوليمبياد بسنة واحدة، ولكن منذ العام 1993، صارت تجرى فى العام التالى لدورات للألعاب الأوليمبية. لم يسبق لأى مدينة داخلية على الإطلاق استضافة الألعاب الأوليمبية حيث كانت كل المدن المستضيفة حتى الآن تقع على ساحل البحر المتوسط، باستثناء مدينة الدار البيضاء فى المغرب، التى تقع على ساحل المحيط الأطلسى..