بقلم - حسن المستكاوي
** الألعاب الأوليمبية تعد أكبر حركة سلام عرفتها البشرية، فى تلك الدورة يلتقى العالم حول شعلة البهجة والمنافسة، الأمل والحلم. يتسابق الأبطال والنجوم بشرف ونزاهة، ولو قدر لمصور عبقرى أن يوقف الزمن ويلتقط صورة لما يقرب من 20 ألف رياضى ورياضية، فسوف يرى كوكب الأرض ممثلا فى هؤلاء بمختلف الجنسيات والألوان والأديان. وكما تبدأ الدورات الأوليمبية باحتفالية مبهجة باللقاء، تنتهى الألعاب بدموع الوداع، وابتسامة الانتصار. والألعاب حدث رياضى واقتصادى وحضارى، تعرض فيه المدن ثقافات الدول والشعوب وتاريخهم وحاضرهم.. وتتبارى الحكومات من أجل نيل شرف تنظيم الدورات التى تعد أهم وأكبر حدث رياضى، ومصدرا رائعا للترويج للدولة ويضيف قيمة مضافة إلى اقتصادها..
** هل زيارة توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية بهدف طرح فكرة تنظيم مصر لدورة الألعاب الأوليمبية لعام 2036 لتكون أول دورة عربية تفوز بهذا الشرف؟
** احتمال كبير وفقا لتصريحات المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، الذى قال: « إن زيارة رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية لمصر مهمة جدا وتشهد مناقشة العديد من الملفات المهمة والتأكيد على قيمة مصر وقدراتها على استضافة البطولات العالمية الكبيرة والتى شهدت نجاحا كبيرا فى الفترة الأخيرة»..
** ترى هل يمكن أن تدخل مدينة القاهرة سباق تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية لعام 2036؟
** السباق سوف يبدأ قريبا وقبل انطلاق دورة ألعاب باريس الأوليمبية 2024، وخلالها سوف يعلن اسم المدينة المنظمة لدورة 2036. فقد فازت لوس أنجلوس بتنظيم دورة 2028 ثم بريسبين فى استراليا بدورة 2032، وتم اختيارها فى إجتماع ممثلى اللجنة الأوليمبية الدولية خلال دورة طوكيو 2020، أى قبل 12 عاما من تاريخ الدورة. حيث طرح السباق فى 25 يونيو عام 2019، وجاء فوز بريسبين بحصولها على 72 صوتا ورفض 5 أصوات وامتناع 3 عن التصويت، بعد منافسة مع مدن مثل أحمد أباد فى الهند وجاكرتا فى إندونيسيا، والدوحة فى قطر، وإقليم رور الراين فى ألمانيا ومدريد فى إسبانيا بينما كادت تشارك مدن أسطنبول التركية، وشنغهاى الصينية، وروتردام الهولندية، وبودابست المجرية وسالا الفنلندية، ومدن أخرى من إيطاليا وكوريا الجنوبية، وروسيا، وكندا..
** تملك مصر بنية تحتية حالية جيدة جدا على المستوى الرياضى، مثل مدينة مصر الأوليمبية فى العاصمة الإدارية، وتقع على طريق القاهرة / العين السخنة، والمدينة الأوليمبية لهيئة قناة السويس، واستاد القاهرة بملاعبه وصالاته، وكذلك الاستادات المنتشرة فى الإسكندرية وشرم الشيخ، وغيرهما من المحافظات. وربما تكون مصر مشاركة فى تنظيم الحدث إقليميا لاستضافة أول دورة أوليمبية فى منطقة الشرق الأوسط..
** نظمت مصر خلال السنوات الأخيرة العديد من البطولات والأحداث الرياضية الكبيرة، مثل كأس الأمم الإفريقية، وبطولة العالم لكرة اليد، والعديد من البطولات العالمية الأخرى فى مختلف اللعبات الجماعية والفردية، وكانت بعض هذه البطولات فى ذروة جائجة كورونا مما مثل تحديا كبيرا للمنظمين، وتجاوزوه بنجاح.
** تنظيم دورة أوليمبية ليس حدثا سهلا، ولن أتحدث عن آلاف الرياضيين، والملاعب والساحات والصالات واستقبال الآلاف من رجال الإعلام، وإنما يكفى مثلا الإشارة إلى أن المطبخ الأوليمبى يعد ما يقرب من 12 مليون وجبة، وأن إعداد 6 آلاف وجبة فى الساعة يحتاج المطبخ الأوليمبى 300 ألف بيضة، 15 ألف لتر لبن، و300 طن فواكه وخضراوات، و85 طن أسماك، و2 مليون لتر مياه، و25 ألف قطعة خبز، 750 لتر عصير طماطم والحلو.. 3 أطنان..!
** صحة وعافية.. وبالهنا والشفا..!