توقيت القاهرة المحلي 15:40:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجتمع لعبة كونية..!

  مصر اليوم -

مجتمع لعبة كونية

بقلم - حسن المستكاوي

** ما زالت القراءة عندى متعة، والآن أحاول الحصول على فرصة وقت لممارسة هذه المتعة التى تحولت إلى حمى الاقتناء، فما أن أدخل مكتبة، حتى تصيبنى الحمى، وأبدأ فى قطف مالذ وطاب من العناوين.. وقد تكدست الكتب التى لم أقرأها، ولم أكمل ما بدأت قراءته، مثل رواية «أولاد الناس ثلاثية المماليك» للكاتبة ريم بسيونى. والاستغراق من علامات الاستمتاع بالقراءة، وقد عدت إلى عصر المماليك فيما قرأت.

** الكتب الرياضية لها جزء فى مكتبتى الصغيرة، وكنت قرأت منذ فترة كتابا ممتعا عن كرة القدم، بعنوان: «مجتمع لعبة كونية».. ومؤلفه هو ريتشارد جيليانوتى أستاذ علم الاجتماع فى جامعة أبردين والكتاب يتحدث عن ثقافة كرة القدم فى دول العالم وكيف أن انتصاراتها تصيب كبرياء الأمم، ويتناول الكتاب أسباب استمرار اللعبة وشعبيتها فى الألفية الثالثة وأساليب اللعب المتطورة.. وكيف تغيرت نظرة المجتمع إلى اللاعب الذى كان بطلا محليا فى منتصف القرن الماضى ثم أصبح نجما دوليا وعالميا فى نهاية القرن ثم القرن الحادى والعشرين.. ويتناول الكتاب ثورة التليفزيون وثمن الفوز وتأثره بصناعة كرة القدم والإعلان وارتباط الثورة بالثروة، وظهور المصالح الكبرى وقضايا الفساد الكبرى.

** والكتاب شأن مئات الكتب الرياضية عامة، والتى تصدر عن كرة القدم بصفة خاصة، فى العالم الآخر سنويا عن أندية وبطولات وأبطال، وعن لعبات أيضا، ويتناول أدباء عندهم ثقافة رياضية كرة القدم بمنتهى الجدية والتحليل، سواء من ناحية التاريخ أو القيمة، فتشعر أنك أمام لعبة لا يستهان بها، ولا يمارسها بالضرورة أهل إسبرطة أصحاب العضلات والجماجم الفارغة.

** وتستطيع أن تتوجه إلى أى مكتبة فى شارع أوكسفورد بإنجلترا أو فى روما لكى تصيبك الحيرة، وأنت على وشك الاختيار بين عشرات الكتب الجادة التى تتناول لعبات أو لعبة كرة القدم.. بينما ستجد الأمر مختلفا فى شوارعنا ومكتباتنا، حيث تعانى المكتبة الرياضية المصرية والعربية فقرا شديدا، فى إصدارتها وفى إنتاجها، بينما العالم من حولنا يهتم بالرياضة ويعتبرها ثقافة، وينتج لها الأفلام الروائية التى تجمع بين قصة درامية بين طرفين أو عدة أطراف، وبين قصة لعبة وبطل وبطلة وكيفية التدريب الشاق، والحرمان من مباهج الحياة لكى تصل إلى مستوى البطولة. وبالطبع فإن كتابة سيناريو يمزج بين الراوية والرياضة يحتاج إلى كاتب متخصص يعرف يعنى إيه رياضة ويعنى إيه بطولة؟

ولن أتحدث عن كثير من الأفلام المصرية التى تحشر فيها الرياضة حشرا، وتخرج تافهة ومملة وثقيلة، ومسطحة، لكننى أتحدث عن الكتاب الرياضى، وأعرف أنه لا يوجد ما يدعو للتعجب إذا عرفنا أن عدد الإصدارات الجديدة سنويا فى الولايات المتحدة يصل إلى 100 ألف عنوان بينما فى مصر أكبر الدول العربية لا يزيد عدد الإصدارات السنوية الجديدة على 5 آلاف عنوان.

** لكن الكتاب الرياضى العربى فقير، والقليل منه يتعامل مع اللعبة بالبحث وبجدية، ويتناول قصص بطولات بالتحليل والتفسير، أو يربط اللعبة أو أندية مثلا بالسياسة والظواهر الاجتماعية. وفى مصر مثلا صدرت عشرات الكتب عن الأهلى والزمالك، وتهدر صفحات الكتاب فى تسجيل نتائج المباريات، وتسليط الضوء على نجوم الفريق، من تاريخ الميلاد ورقم جواز السفر إلى عدد المباريات التى لعبها خلال المسابقة.. وهو ما يعكس نظرتنا المسطحة للرياضة، ولتاريخ الأندية ودورها الاجتماعى والسياسى، ودورها أيضا فى الحركة الرياضية المصرية أو العربية. فالكتاب ليس: «الأهلى حديد.. والزمالك مدرسة لعب وفن وهندسة».!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع لعبة كونية مجتمع لعبة كونية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon