بقلم - حسن المستكاوي
** تتويج منتخب مصر لكرة اليد باللقب الثامن لكأس الأمم الإفريقية هو نتاج عمل شاق وطويل بدأ فى الثمانينيات من القرن الماضى، وأفرز أجيالا تتواصل، ووضعت اللعبة المصرية على خريطة الكرة العالمية، ولولا بعض الأخطاء لتوج منتخب مصر ببطولة العالم لكرة اليد الأخيرة وبذهبية ألعاب المتوسط بجانب تألقه على المستوى الأوليمبى، ليكون أفضل فريق لعبة جماعية على المستوى العربى والإفريقى والأسيوى.
** كانت مباراة المنتخب مع تونس فى الدور قبل النهائى هى الأصعب دون شك، وانتهت بفوز الفريق المصرى بفارق هدفين (29 / 27 )، وهى مباراة قمة للعبة كما هو معروف على المستويين القارى والعربى. لما لتونس من تاريخ كبير فى بطولات كرة اليد الإفريقية بدأ فى السبعينيات من القرن الماضى وحصد الفريق التونسى البطولة ثلاث مرات متتالية 1974 و1976 و1979 ثم تفوقت كرة اليد الجزائرية باحتكارها اللقب 5 مرات على التوالى من 1981 إلى 1989، ليدخل منتخب مصر دائرة القمة فى مطلع التسعينيات بإحراز لقبه الأول عام 1991 ثم الفوز بالبطولة التالية عام 1992. وربما نذكر جميعا جيل منتخب الشباب الفائز ببطولة العالم فى مصر عام 1993.
** المباراة النهائية بين منتخبى مصر كاب فيردى هو أول نهائى منذ 2000 بدون تونس والأول منذ 1983 الذى يضم منتخبا من جنوب الصحراء. وهو ما يعكس تغييرا ولو كان بطيئا فى خريطة كرة اليد الإفريقية. وفى تلك المباراة حقق منتخب مصر أكبر فوز فى تاريخ نهائيات البطولة بنتيجة بفارق 12 هدفا وبنتيجة 37/25 وكانت أكبر نتيجة قد تحققت من قبل فى تاريخ البطولة بفارق 6 أهداف مرتين عن طريق الجزائر عندما فازت على تونس بنتيجة 23/17 فى 1985 ومرة أخرى عن طريق تونس بالفوز على الجزائر بنتيجة 25/19 ببطولة 2002 وبهذا التتويج نجح المنتخب فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2023 فى السويد وبولندا إلى جانب منتخبات الرأس الأخضر والمغرب وتونس، بالإضافة إلى الجزائر صاحبة المركز الخامس، وقد لحق الفريق الجزائرى بقطار كأس العالم بعد فوزه على منتخب غينيا بصعوبة وبفارق هدف فقط فى مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس بنتيجة 27/26 بينما حصل منتخب المغرب على المركز الثالث وذلك بعد فوزه على منتخب تونس بنتيجة 28/24.
** حقق منتخب مصر الفوز بتفوق واضح فى جميع مبارياته، وصحيح كانت مباراة تونس صعبة لكن الأداء القوى للفريق المصرى فى البطولة صدر انطباعا للجمهور أنها بطولة سهلة، والواقع أن ذلك ليس ذنب حفاظ كرة اليد المصرية على تواصل أجيالها وتعزيز المنتخب بعدد كبير من النجوم ولاسيما المحترفين فى أوروبا خاصة مع تراجع مستويات المنتخبات المنافسة تقليديا وهى تونس والجزائر والمغرب. ويحسب هنا لاتحاد كرة اليد على مدى سنوات طوال بأنه يعمل ويخطط للعبة وفقا لمشروع علمى طويل الأمد بدأه دكتور حسن مصطفى حين كان رئيسا لاتحاد اليد المصرى، وكان حسن مصطفى يرى وهو يضع هذا المشروع فى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى صورة كرة اليد فى مصر بعد عشر سنوات وهو ما تحقق بالفعل فى مطلع التسعينيات.
** لا يمكن أن يستمر النجاح بدون تواصل أجيال وبدون مشروع علمى مدروس يحتاج إلى جهد وصبر وعمل لا يتوقف وهو الأمر الذى تفتقده كرة القدم منذ سنوات السبعينيات والمعنى فى المشروع هو صناعة مسابقات قوية محليا ومنتظمة، ومناسبة سنيا، وصناعة منتخبات قوية باكتشاف المواهب ورعايتهم، ومساندة اللاعبين فى احترافهم الخارجى فى أوروبا وتشجيعهم.
** ترى هل يمكن يا.. كرة القدم القيام بزيارة لاتحاد كرة اليد لعل وعسى؟!