توقيت القاهرة المحلي 10:54:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

30 يونيو.. 2013

  مصر اليوم -

30 يونيو 2013

بقلم - حسن المستكاوي

** لم يفهم الإخوان مشاهد يونيو 2013، وربما لم يروها ولم يرغبوا فى رؤيتها، ففى الوقت الذى كانوا يتحدثون فيه عن الفوتو شوب، كنت أقف فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز حيث مقر جريدة الشروق الأول لمراقبة المظاهرات القادمة من منطقة المهندسين وجامعة الدول العربية، فبداية المظاهرة حتى نهايتها تستغرق ساعة وثلث، وفى الوقت نفسه كانت العائلة كلها فى طريقها إلى الميدان. الأشقاء والأبناء والأحفاد، وكلما حاولت التحرك إلى ميدان التحرير يصادفنى طريق طويل من الزحام عبر شارع التحرير وكوبرى الجلاء، وفى مرات كانت المحاولات من الأزهر، وأمامنا نفس الزحام حتى موقع الميدان. بينما صور الشاشات تنقل أمواج المصريين فى الشوارع والميادين بكل محافظات مصر.. هل هذا كله فوتو شوب؟

** فى يناير 2011 كنت سعيدا بطوابير الديمقراطية الطويلة، وقبلت بحركة التغيير، لكن تدريجيا بدأت المشاهد تتبدل، وتحولت بهجة ممارسة المصريين للسياسة إلى صدمة.. هناك عربات شرطة تحرق، وهناك جماعات من أطفال تنهك الشرطة بحروب الطوب والحجارة، وهناك مظاهرات تهاجم مقرات حكومية وتدمرها، فكيف تتحول مطالب الشباب النبيلة إلى حرق المجمع العلمى، ومحاولات اختراق متحف الآثار المصرية؟ ولماذا جرت عمليات اغتيال لشخصيات بدت لى منتقاة ومختارة لإثارة الناس، بجانب مشهد إلقاء طفل من أعلى سطح عمارة وسط صراخ الناس ليلقى حتفه بواسطة حامل لراية لا تعبر عن ديننا الحنيف؟
** كنت أراقب كعادتى وأحلل المشاهد، دون الإنصات للخطب، والبيانات، فقد علمتنا حرب 67 وحرب 73 ومظاهرات طلبة الجامعة فى 1971 التى شاركت بها، ضرورة مراقبة المشاهد ثم إحكام التفكير فيها. وقد كنا جيلا يمارس السياسة من بعيد وبمشاعر وطنية وهو ما فرضته ظروف العصر. فمصر عندنا هى الوطن دائما وتحيا كما كانت وكما هى وكما ستكون. وهكذا أراقب فى الوقت نفسه سلوك جماعة الإخوان، وقرارات حزب الحرية والعدالة. فمن تردد لتأييد ثورة يناير إلى مشاركة فى الفرصة المنتظرة منذ عقود لتغيير النظام، وسط حركة تأييد سياسية شعبية، إلى قرارات مخفية بشأن الدستور ومجلس الشعب ثم الرئاسة. وها هى فرصة المشاركة والانقضاض قد تحولت إلى سلطة مستبدة بالرأى. ولعل من أهم مشاهد تلك الفترة أن تعلن حملة الرئيس مرسى فوزه بالمنصب فى الثالثة أو الرابعة صباحا، قبل الإعلان الرسمى، وهو ما بدا بالنسبة للكثيرين تلويحا وتهديدا إذا لم يتوج باللقب، وهو ما بدا لنا أمرا غريبا، لأنه لم ينتظر قرار الهيئة المنوطة بالإعلان الرسمى كأحد مراسم الديمقراطية. وكم كان غريبا وفاضحا أيضا أن يذكر المرشد الرئيس همسا بالقصاص؟!
** لم يفهم الإخوان الشعب المصرى، ولم يروا مشاهد حركة التأييد العارمة الراغبة فى تغيير الواقع السياسى فى ذاك العام لاسيما بعد واقعة الإعلان الدستورى. فلماذا قبل الملايين من الشعب اختيار الإخوان فى بدايات الثورة، رغم رفضهم لكل ما يمثلونه، وكان ذلك ظنا بأنه قرار أغلبية وبالتالى لابد من احترامه، بينما لم يقبل الإخوان قرار الأغلبية من المصريين بتغيير النظام، وهى أغلبية لا تقارن بالأغلبية الأولى من واقع المشاهد المتتالية؟
** باقى القصة معروف. فالرفض تحول إلى اعتصام وإلى حرب، وكم كان مدهشا أن يعتبر الاعتصام فى الشارع بالآلاف موقفا، وهو أمر لا يمكن أن تقبله أى دولة فى العالم مهما كانت ترفع أعلى رايات الديمقراطية.
** كان حكم الإخوان لمدة عام هدية إلهية للمحروسة. . وكان عاما واحدا كافيا كى يدرك ملايين المصريين ماذا كانوا يريدون وفى أى طريق كانوا يتجهون بمصر الوطن؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

30 يونيو 2013 30 يونيو 2013



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon