بقلم: حسن المستكاوي
** قبل أسابيع طرحت صحيفة الإيكونوميست البريطانية سؤالا جدليا لطيفا:
«لاعبو التنس هل يمثلون بلادهم أم يمثلون أنفسهم فقط؟»..
** قبل أيام أعلنت رابطة لاعبى التنس المحترفين عدم منح نقاط التصنيف الخاصة باللاعبين فى بطولة ويمبلدون فى العام الحالى. وانضمت رابطة لاعبات التنس المحترفات إلى رابطة لاعبى التنس الرجال وقررت عدم منح أى نقاط تصنيف للاعبات المشاركات فى ويمبلدون هذا العام ردا على قرار صدر من نادى عموم إنجلترا للتنس والكروكيه المنظم لبطولة ويمبلدون بحرمان للاعبين واللاعبات الروس والبيلاروس من المشاركة فى البطولة أشهر بطولات الجائزة الكبرى (جراند سلام)، ردا على غزو روسيا لأوكرنيا مطلع هذا العام.
** قرار رابطتى اللاعبين واللاعبات عكس مدى قوتهما وقدرتهما على حماية مصالح اللاعبين واللاعبات. فالروابط ليست كيانات هشة، أو مظهرية، تخضع لسلطة الاتحادات أو الهيئات الرسمية، وإنما هى كيانات تحمى مصالح المنضمين تحت رايتها. ومع ذلك لم يكن قرار رابطتى التنس للرجال والسيدات فى مضمونه يعنى الموافقة على غزو روسيا لأوكرانيا. ففى الوقت نفسه أكدت رابطة لاعبات التنس المحترفات على تضامنها مع الشعب الأوكرانى وإدانتها للهجوم الروسى، وقال الرئيس التنفيذى لرابطة اللاعبات المحترفات ستيف سيمون: «قبل ما يقرب من 50 عاما، أنشئت رابطة لاعبات التنس المحترفات على مبدأ أساسى هو أن كل اللاعبات لديهن فرص متساوية للمشاركة فى المنافسات بناء على الجدارة وبدون تمييز».
** مرة أخرى أعود إلى السؤال: «لاعبو ولاعبات التنس هل يمثلون بلادهم أم يمثلون أنفسهم؟»..
** قرار رابطتى التنس للرجال والسيدات يعنى أن الرياضيين الذين يشاركون فى الألعاب الفردية لا يجب معاقبتهم أو منعهم من المنافسة بمفردهم بسبب دولهم أو بسبب قرارات اتخذتها حكومات دول أخرى لأن هذا القرار الذى تم اتخاذه من قبل مسئولى بطولة ويمبلدون بحظر اللاعبين واللاعبات من المشاركة فى البطولة ينتهك المبدأ الأساسى، الذى يتجسد بشكل واضح فى قواعد الرابطة وقواعد بطولة الجراند سلام والاتفاق المبرم بين الرابطتين وبطولات الجراند سلام.
** كانت صحيفة الإيكونوميست البريطانية طرحت سؤالها الذى يثير قضية رياضية وسياسية مهمة نتيجة وقائع حرمان مجموعة من لاعبى روسيا وبيلاروسيا من الاشتراك فى بعض البطولات، لاسيما الويمبلدون التى ينظمها نادى عموم إنجلترا للتنس والكروكيه وترتب على ذلك استبعاد 5 لاعبين من أفضل 50 لاعبا فى العالم ومنهم دانييل ميدفيديف، الذى يحتل المرتبة الثانية فى التصنيف، وكذلك استبعدت 8 لاعبات من أفضل لاعبات التنس المحترفات. وحدث ذلك على الرغم من أن بعض اللاعبين الروس مثل روبيليف المصنف الثامن فى العالم والذى عارض حرب روسيا ضد أوكرانيا فى شهر فبراير الماضى حين كتب «لا للحرب من فضلك»، وفعل ذلك بالكتابة على كاميرا تليفزيونية بعد فوزه بمباراة، بينما كان ميدفيديف أكثر حذرا، حيث قال: «أريد السلام فى كل العالم!».
** لاعبو التنس هل يمثلون بلادهم أم يمثلون أنفسهم فقط؟
** أراهم يمثلون أنفسهم وأرى أن تلك القصة درس مهم لقضية السياسة والرياضة، وأنه يجب أن يتعامل مع الأمر بعمق، ويضع حدا فاصلا بين الحروب التى تقود العالم إلى كوارث كما حدث فى الحربين العالميتين الأولى والثانية وحروب التاريخ التى تركت آثارا وتاريخا من العنف والدم كما حدث بين كوريا واليابان منذ غزو الإمبراطورية اليابانية لشبه الجزيرة الكورية عام 1867 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية. و فى جميع القضايا المماثلة والمختلفة ليس من الصائب أبدا تسطيح النقاش بطريقة ومنطق الأطفال، ويترتب عليه اتخاذ قرارات عاطفية وهوائية وكارثية!