بقلم: حسن المستكاوي
** فوز كبير حققه الأهلى على وفاق سيطف. وأداء متطور لم يقدمه الأهلى منذ فترة طويلة، أسعد جماهير الفريق وصدر إليهم متعة انتظروها طويلا. وقد تحققت المعادلة المنطقية والواقعية فى كرة القدم.. وهى: «أداء جيد يساوى فوزا ومتعة». وهى عكس معادلة البليد.. وهى: «المهم النقط الثلاث ولايهم الأداء»!
** قدم موسيمانى تشكيلا يعتمد على امتلاك لاعبيه السرعة والخفة والرشاقة واللياقة ومهارة السيطرة على الكرة. فلا تغيير فى خط الظهر. لكن التغيير فى الوسط والهجوم. ديانج وحمدى فتحى والشحات. وأمامهم طاهر وعبدالقادر وبيرسى تاو. هذا عن التشكيل أما التكتيك فهو يعتمد على تبادل اللاعبين للمراكز وتبادلهم للكرة بالتمرير المباشر والقصير ومن لمسة واحدة باستمرار ولدرجة أصابت لاعبى سطيف بالحيرة، فمن يراقب من؟
** هذا الامتلاك للكرة بتلك الطريقة الإيجابية مع الحركة المستمرة للاعبين كان ينتهى دائما بلعبة إسقاط الكرة خلف مدافعى سطيف. بعد فاصل التمرير الذى يبدو كمناورة قوات مشتركة بين خطوط الفريق الثلاثة، فالأهلى يضغط فى المقدمة، ويسترد الكرة بسرعة حين يفقدها، كأن لاعب سطيف أخذ منه شيئا عزيزا عليه. والفريق كله يلعب فى مساحة 30 مترا، والمسافة بين الخط والخط مجرد أمتار. وتلك مقومات الكرة الجديدة. اللمسة الواحدة. واللعب المباشر. والضغط العالى. والضغط الحتمى فى ملعبك. واستخلاص الكرة. والجرى والجرى والجرى المستمر. فالتحرك يمنح اللاعب الذى يمتلك الكرة عدة اختيارات للتمرير وهكذا فرض الأهلى سيطرته. وأهم شىء أن موسيمانى أسقط فى تلك المباراة النظرية الوهمية بشأن «صانع الألعاب» وقدم عدة صناع للألعاب. فكل لاعب يمكن أن يكون صانع لعب. وهكذا هى كرة القدم الآن فى كل العالم. «خلاص مفيش حاجة اسمها أسطى.. ده كلام قديم»!
** بالطبع أثر طرد أمير أمير قراوى فى الدقيقة 35 على أداء سطيف لكن الأهلى قبل الطرد كان سجل هدفا لبيرسى تاو وأهدر هدفين أوثلاثة أهداف. بيرسى تاو كاد أن يسجل فى الدقيقة 20 بعدما اخترق دفاع سيطف وسدد كرة من خارج منطقة الجزاء ثم ضاعت فرصة بعد دقيقة بعد أن تصدى القائم الأيسر لتسديدة من أحمد عبدالقادر وبعد دقيقة واحدة تصدى القائم الأيسر لفرصة أخرى للأهلى بعد تسديدة من حسين الشحات ثم سجل الصاروخ «تاو» فى تلك المباراة هدف الفريق الأول فى الدقيقة 30.
** لاحت فرصة لوفاق سطيف فى نهاية الشوط. ولجأ الفريق الجزائرى للضغط على الأهلى فى بداية الشوط الثانى لتعطيل عمليات بناء هجماته، إلا أن سطيف لم يستطع الاستمرار سوى لدقائق بسبب الإجهاد البدنى وقدرة لاعبى الأهلى على استخلاص الكرة. وقابل ذلك أن حامل اللقب لم يستخدم جبهة معلول وكراته العرضية كحل أول. لكنه كان حلا ثانيا وثالثا. وقد توالت الفرص والأهداف وخرج الأهلى فائزا بأربعة أهداف نظيفة كان يمكن أن يضاعفها، لولا «الأنانية» التى أصابت اللاعبين لسهولة المباراة وكل منهم يرغب فى الفوز بالنصيب الأكبر من كعكة الأهداف. وعلى الرغم من تلك الظاهرة فقد كانت الأهداف الأربعة من مساعدات يقدمها أحد اللاعبين لصاحب الهدف..
** أداء الأهلى فى تلك المباراة يفرض عليه ضغطا، وهو استمرار هذا الأداء وتلك الفلسفة التى تعالج نقص القوة البدنية والعضلية عند اللاعبين بالسرعة والرشاقة والمرونة والخفة وتبادل الكرة والمراكز..
** أنت «مبسوط».. نعم أكيد، فالكرة الجيدة تمتع الجمهور والناقد والمحلل، والكرة السيئة تحبط الجمهور والناقد والمحلل.. مبروك..