بقلم: حسن المستكاوي
** خروج بيراميدز والمصرى من دور الثمانية للكونفدرالية، وقبل ذلك خروج الزمالك من دورى الأبطال، يحمل دلالات للكرة المصرية، التى تحمل الرصيد الأكبر من بطولات القارة، 38 لقبا. ولم يبقَ فى دائرة المنافسة سوى الأهلى الذى يتطلع إلى رقم قياسى آخر ضمن أرقامه، وهو الفوز باللقب للمرة الثالثة على التوالى.. لكن يبدو أن خريطة كرة القدم فى إفريقيا تواصل التغيير، فقد تأهل للدور قبل النهائى فرق الأهلى ووفاق سطيف الجزائرى وبترو أتلتيكو الأنجولى والوداد المغربى وتأهل للدور قبل النهائى للكونفدرالية فرق تى بى مازيمبى من الكونغو الديمقراطية وأورلاندو بايرتس الجنوب إفريقى وأهلى طرابلس الليبى ونهضة بركان المغربى. وخرجت من البطولتين فرق كان لها وجودها فى السنوات الأخيرة فى دائرة القمة مثل صن داونز والترجى وشباب بلوزداد وسيمبا التنزانى، فيما مازالت غائبة الفرق القديمة العريقة مثل أشانتى كوتكو، وإينكو رينجرز وكانون ياوندى وأريكس دوالا ونكانا رد يفلز، وهافيا كوناكرى وستاد أبيدجان، ودياراف وجان دارك.
** خروج هذه الفرق من الدائرة يشير إلى عدم قدرة تعويض الدوريات المحلية هجرة أبرز اللاعبين والنجوم والمواهب. وأيضا هو دليل على ضعف المسابقات المحلية الإفريقية. ويستثنى من هذا دول الشمال الإفريقى التى تملك مسابقات محلية على المستوى القارى تعد قوية فلا مقارنة مثلا بين الدورى المصرى وأى مسابقة دورى آخر فى غرب ووسط وشرق وجنوب القارة، والمنافسة فقط محليا مع دوريات تونس والمغرب والجزائر. ويزيد فى الشمال تفوق واضح فى عدد اللاعبين المحترفين فى أوروبا وهو ما يسير على الغرب الإفريقى مما يضفى قوة على منتخبات مثل السنغال والكاميرون ونيجيريا وغانا وأنجولا وغينيا فهذا الغرب يضم 16 دولة إفريقية.
** قلة عدد المحترفين المصريين مقارنة بغيرهم يجعل الدورى المصرى والأندية المحلية مصدرا للاعبين المميزين للمنتخبات بكل مراحلها، والمنافسة لهذه الأندية فى البطولات القارية مهمة للنادى وللمنتخب وللاعب. وهى السبيل الأولى لتعزيز قوة المنتخبات. ولذلك يعتبر خروج الزمالك وبيراميدز والمصرى من بطولتى القارة بمثابة جرس إنذار يضرب صوت رنينه فى قاعات مقر اتحاد كرة القدم، وفى ذهن المدير الفنى للمنتخب والمدير الفنى للاتحاد ورابطة الأندية المصرية المحترفة.. هل تسمعون صرخات الجرس؟!
** يمكن افتعال مناقشات بيزنطية غير مدروسة عن فوز المنتخب بسبع بطولات للأمم وعن انتصارات عديدة حققتها منتخبات الشباب والأوليمبى والعسكرى فى منافسات القارة وفى بطولات دولية.. دون النظر إلى الظروف التى كانت محيطة ودون تقييم حقيقى وفنى للبطولات حتى لو كانت تمثل رصيدا تاريخيا، فعلى سبيل المثال حقق المنتخب بطولة الأمم مرتين فى عامى 1957 و1959 قبل أن تلعب إفريقيا كرة القدم. ثم فاز ببطولة 1986 بركلات الترجيح وبفضل اللاعب الكاميرونى كانا. ثم فاز المنتخب ببطولة 1998 عن جدارة فنية رغم خوض الفوز على كوت ديفوار بركلات الجزاء فى قبل النهائى. وفاز الفريق بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية فيما يشبه المعجزة ولم يتأهل للنهائيات ثلاث مرات متتالية فيما يشبه المعجزة أيضا. علما بأن منتخب مصر كان يمكنه إضافة بطولات أخرى فى رصيده أعوام 1970و 1974و 1984 بمعايير وظروف الزمن وتوافر النجوم والمهارات ثم المستوى لاسيما فى بطولة ساحل العاج 1984..
** العمل فى مجال كرة القدم ولاسيما الإدارة فى الاتحاد والأندية أو العمل الفنى بالنسبة للمدربين يتطلب البحث والدراسة باستمرار وتقييم مدى تطور اللعبة محليا وقاريا وأسباب الفوز أو الخسارة للبطولات.. هل نفعل ذلك؟ هل نسمع الجرس ؟! هل عندنا مشروع؟!..
** أما قصة كأس العالم فهى حكاية أخرى.