بقلم :حسن المستكاوي
** النقد الذى نوجهه للمنتخب أو أى فريق، هو مرتبط بالأداء فى مباراة محددة، وقد يقدم الفريق نفسه مباراة وأداء أفضل فى المواجهة التالية. فإذا كان البعض يصف ذلك بأنه «إعلام يقدم ما كان وعكسه» فهو يسرى على الملايين من الجماهير أيضا. لكن الفارق هنا أن من يتصدى للنقد من الإعلام بالكتابة أو بالميكروفون والشاشة أو حتى بمواقع التواصل الاجتماعى، فإن عليه أن يقدم أسانيده الفنية، بدون إساءات وبطريقة مدرب «مش فاهم كورة».. أو «لاعب لا يصلح للمنتخب».. ثم هل المطلوب هو مخاطبة الناس بما لم يحدث واقعيا فى مباراة؟ هل نكرر أن الفريق الذى تعادل أمام منتخب أقل منه تكتيكيا «حقق المطلوب والهدف».. هل نلعب دائما على الأدنى أم نلعب من أجل الأعلى؟
** المنتخب لعب شوطا سيئا أمام أنجولا. وتدارك ذلك فى الشوط الثانى أو فى الجزء الأكبر من الشوط قبل أن يترك المساحة والساحة للفريق الأنجولى فى ربع الساعة الأخير. والمنتخب واقعيا لم يقدم كرة القدم الجيدة منذ منتصف عام 2019. والمنتخب أيضا من بعد كأس الأمم الأفريقية عام 2010، يبدو حائرا بين مدرب وآخر، وبين جيل وآخر، وبين اتحاد وآخر. الكرة المصرية لم تعرف التخطيط، ولا الإستراتيجية. فلا مباريات إعداد جادة ومرتبة للاحتكاك وبناء أجيال.. لم يحدث ذلك منذ ستينيات القرن الماضى وحتى مرحلة الراحل محمود الجوهرى فى 1990. ثم توقفت فكرة الإعداد والاحتكاك المخطط للمستقبل.
** أحاول من سنين أن أوضح ما يلى:
بجانب المهارات التقليدية والقديمة فى كرة القدم هناك مهارات جديدة أساسية وحتمية، تتوافق مع صعوبة اللعبة الآن. مثل اللياقة البدنية وارتفاع معدلات الجرى وعدم التوقف، وضرورة الضغط على الخصم، سواء الضغط العالى أو الضغط الحتمى فى ملعبنا، فغير مسموح للاعب الخصم السيطرة على الكرة واستقبالها وتمريرها فى ملعبك. وهذا بجانب فرض حركة مستمرة على اللاعبين لمنح اللاعب الزميل الذى يمتلك الكرة فرصة تعدد اختيارات التمرير. وبتلك المهارات يكون الفريق أى فريق قادرا على فرض شخصيته فى الملعب أمام المنافس.. ومن المؤكد أن كيروش يعلم ذلك وأنه يرغب فى زراعة تلك المهارات فى المنتخب. ولأنها مهارات مفقودة أو تظهر جزئيا، وأحيانا، تكون النتيجة هذا التفاوت فى مباراة أو امام فرق ومنتخبات غير مصنفة. بينما فى المنافسات الكبيرة مثل كأس العالم. فإن الكرة المصرية لم تقدم كرة قدم بجد سوى مرة واحدة فى مباراة واحدة وكانت أمام هولندا 1990، وذلك منذ عام 1934.. وحتى 2018.
** ولأن المهارات الجديدة الجماعية مفقودة، تعلق الإخفاقات للأسف على لاعب واحد أو مدرب، أو حتى على الاتحاد.. وهنا أتساءل: هل غياب عبدالله السعيد عن مستواه فى مباراة أنجولا هو السبب فى الاداء السلبى للمنتخب فى الشوط الأول؟ وأين باقى اللاعبين؟ أين بناء الهجمات بالتمرير من الخطوط الخلفية؟ أين الضغط؟ أين تضييق المساحات أمام لاعبى أنجولا ؟ هل يسأل عبدالله السعيد وحده على ذلك؟ القضية ليست لاعبا دخل التشكيل أو لاعبا خرج من التشكيل.. وإنما هى فلسفة الأداء الجماعى وقدرة اللاعبين الجماعية ومهارات المنظومة الدفاعية والمنظومة الهجومية. فكرة القدم ليست لعبة فرد، وكرة القدم ليست لعبة مركز أو خط دفاع. وخط وسط وخط هجوم.. هى لعبة أصعب وأعقد من هذا التبسيط الذى يعود بنا إلى عصر الكرة القديمة.
** عبدالله السعيد ليس سببا فى أداء المنتخب المتراجع أمام أنجولا فى الشوط الأول.. فقد كان هناك 6 أو 7 لاعبين آخرين غابوا فى هذا الشوط قبل أن يسترد الفريق ذاكرة كرة القدم الشوط الثانى!