بقلم :حسن المستكاوي
** كل النقد الذى وجهناه إلى المنتخب بعد مباراة أنجولا، اعترف به ضمنيا الجهاز الفنى للفريق بقيادة الكابتن حسام البدرى، حين عبر عن عدم رضاه لأداء اللاعبين.. والنقد هدفه مصلحة المنتخب، وليس موقفا شخصيا على الإطلاق. فالمنتخب الوطنى هو الفريق الوحيد الذى أنفعل بمبارياته، وأشجعه بكل ما أملك من مشاعر، لكننى فى الوقت نفسه لا أنسى أبدا دورى، ومهنتى، وضرورة مشاهدة الأداء، ومتابعة الفريق المنافس، ففى أحيان كثيرة يكون حالة فريق ما غير الموفقة راجعة لحالة الفريق المنافس وتفوقه. ويضاعف من حالة عدم التوفيق تلك وجود سلبيات عديدة أيضا مثل غياب السرعات ونقص اللياقة، وافتقاد قواعد الضغط السليم على المنافس، والانتشار، وسرعة التصرف فى الكرة وسرعة استعادة الكرة، والزيادات العددية دفاعا وهجوما.. وكل هذا غاب عن أداء المنتخب أمام أنجولا.
** هذه تصفيات كأس العالم. ولأن خريطة كرة القدم تتغير، قدم فريق أنجولا عرضا قويا وشابا أمام المنتخب الوطنى، وكان الفريق الأفضل مع أن تصنيفه رقم 126، وتصنيف المنتخب رقم 46. فيما يؤكد أن قصة التصنيف ليست بالضرورة تعبيرا عن المستوى، وإنما لها دلالات، ولا يمكن الاكتفاء بالتصنيف. لكن حين نطالب المنتخب بصدارة المجموعة، من أجل التواجد ضمن الفرق الخمس المصنفة الأولى، فإن ذلك لتجنب مواجهة منتخبات قوية، مثل الجزائر التى هزمت جيبوتى 8/صفر فى أول مباراة لها. ومثل تونس والمغرب ونيجيريا والكاميرون أو السنغال وغانا أو كوت ديفوار. ومن المتوقع أن التصنيف الأول سيكون متضمنا بعض هذه المنتخبات غالبا..
** لا توجد مباراة سهلة فى كرة القدم الآن، خاصة أن الفرق الصغيرة قادرة على تحقيق مفاجآت فى مباراة، ولكن البطولات تذهب فى الأغلب إلى الفرق القوية، صاحبة النجوم والتاريخ، والأسلوب. وبناء عليه شاهدنا مثلا فى بطولة أوروبا تفوق إيطاليا، وكانت مرشحة بعد أول مباراة حين كشفت عن شخصيتها القوية. وفى المقابل ها قد شاهدنا منتخب البوسنة يحقق مفاجأة التعادل مع فرنسا بطلة كأس العالم فى تصفيات أوروبا للمونديال القادم، لكن هل يعنى ذلك أن البوسنة سوف تتصدر المجموعة مثلا؟
** المنتخب الوطنى مطالب بأداء يحمل قوة الشخصية أمام الجابون. وقوة الشخصية تفرض على أرض الملعب بالأداء السليم الواثق، وبتطبيق معايير الكرة الجديدة، من ضغط وسرعات، وانتشار وجمل، وأسلوب واضح، وبمعدلات جرى عالية. ويساهم فى رفع درجة الأداء مهارات اللاعبين بما يملك كل منهم من ابتكار وإبداع وهنا تتجلى أهمية لاعب مثل محمد صلاح الذى وضعه الفيفا فى صدر أفضل 10 لاعبين يستحقون المشاهدة فى تصفيات إفريقيا. فاللاعب السوبر يكون عنده الحلول، لكنه يحتاج إلى المساندة والمساعدة من زملائه، فعندما يتألق صلاح مع ليفربول فإن هذا يتحقق بوجود كتيبة مساعدة خلفه فى ظهره تدفعه إلى الإبداع أيضا.
** أكرر أننا نساند المنتخب، وبكل قوة، ونتمنى له تحقيق الفوز على الجابون وهو ضرورة على الرغم من الموقف الذى سيدفع المنتخب الجابونى لبذل أقصى طاقة ممكنة لتعويض خسارته أمام ليبيا. والفوز يعنى تسجيل الأهداف. واستغلال الفرص والتركيز الشديد أمام مرمى المنافس، وعدم الوقوع فى أخطاء دفاعية فردية أو جماعية. كل الرجاء أن يعود المنتخب من هذه الرحلة بفوز وبأداء يرد الثقة للاعبين فى أنفسهم، وللجمهور فى المنتخب.. «عايزين جون أو أجوان فى الجابون»!