بقلم: حسن المستكاوي
** قال يورجن كلوب قبل مواجهة آرسنال أن كل مباراة نهائى، وكل مباراة بعدها نهائى، وكل مباراة بعد التى بعدها نهائى. وقال إن اشتراك محمد صلاح فى مباراة آرسنال «ساهم فى تعطيل ظهير آرسنال الأيسر كيران تيرنى». والطريف أن آراء جمهور ليفربول اتفقت تقريبا على دور صلاح الذى حصل على درجة 7 من عشرة. وهذه نظرة المحب، بينما كان أليسون بيكر صاحب أفضل درجة فى الفريق، وهى 9 من عشرة. والواقع أن تيرنى مع البرازيلى جابريل مارتينيلى، شكلا جبهة يسرى خطيرة على ليفربول فى الشوط الأول الذى تألق خلاله آرسنال وأهدر فرص الفوز. كان لاعبو آرسنال مبدعين، وفى غاية الحماس فى هذا الشوط، ومرروا الكرة وتبادلوها بشكل جميل عبر خط الوسط. وكان توماس بارتى متألقًا فى الشوط الأول وكذلك بوكايو ساكا على الجهة اليمنى وأهدر الفريق أهم الفرص لترجمة هذا الأداء إلى انتصار مزعج على ليفربول.
** جوناثان ليو المحرر بالجارديان والحاصل على جائزة أحسن صحفى رياضى فى بريطانيا عام 2021 قال عن أرتيتا مدرب آرسنال: «كان يتحرك بصورة دائمة على الخط، يعطى تعليمات للاعبيه ويشير ويلوح، وكأنه يضغط على آلة أكورديون وهمية بين يديه، يحث على المزيد من الأداء، والمزيد من الجرى، والمزيد من كل شىء». وأضاف جوناثان: «لكن بطريقة ما كان ليفربول دائمًا واثقًا فى لاعبيه، وفى تفوقه فى المباريات الكبيرة، ومن أضيق المساحات نجح فى الفوز».
** افتتح البرتغالى دييجو جوتا التسجيل لليفربول فى الدقيقة 54، قبل أن يضيف البديل البرازيلى روبيرتو فيرمينيو الهدف الثانى للضيوف فى الدقيقة، وخلال 17 دقيقة تقريبا، وبواسطة الضغط العكسى الرهيب والمذهل من لاعبى ليفربول، خرج فريق يورجن كلوب فائزا، وكم كان مدهشا أن هدف جوتا جاء بعد تمريرتين، ومن كرة بينية مرت بين مدافعين لآرسنال كأنها مرت من ثقب إبرة. ثم تحرك فيرمينيو، ودخل منطقة الجزاء الخاصة بآرسنال، ومن كرة عرضية، وفى مساحة ليست مساحة، وضع الكرة بهدوء أعصاب وثقة فى مرمى أرون رامسدال.
** هذه الثقة فى الفوز، وتلك القوة النارية التى يتميز بها لاعبو ليفربول منبعها عقل يورجن كلوب صاحب أسلوب الضغط العكسى، وتضييق الملعب، حيث يتحرك الفريق مثل كتلة واحدة فى مساحة 30 مترا. وهو أسلوب صعب التطبيق، ويحتاج إلى تدريب، ويتحقق بلاعبين فى غاية المهاراة الجماعية التى تفرزها مهارات فردية عالية، وهم يفعلون ذلك من خلال الإيمان الخالص بالمدرب، والإيمان الخالص بالطريقة، والإيمان الخالص بالخطة.
** المباراة كانت ممتعة مثل المباريات الكبرى فى البريميرليج. فأنت تشاهد عرضا فى السرعة وفى الصراع، وفى الأداء الجماعى، وتشاهد الكرة تذهب وتعود، واللاعبون معها يتحركون، ويذهبون ويعودون، وجميعهم يجرون، يركضون، ولا يتوقفون، ويفعلون ذلك طوال المباراة، بأقصى طاقة، فهم يؤدون عملا يقوم على إمتاع الجماهير. فلا أحد ينتظر، ولا أحد يلتقط أنفاسه بادعاء الإصابة أو السقوط كأنه تعرض لطلقة رصاصة أرسلها قناص يريده من بعيد. ولا أحد يهدر وقت الجمهور بمثل هذه الأفعال، التى تنتهى غالبا برشة ماء سحرية..!
** شكرا ليفربول وآرسنال.. شكرا على الدرس على الحصة، التى وصلت للقمة فى 17 دقيقة!