بقلم: حسن المستكاوي
** مبروك للأهلى التأهل إلى الدور قبل النهائى استعدادا لمواجهة وفاق سطيف الجزائرى الذى واجهه مرتين من قبل فى نفس المرحلة. الأولى بنسخة المسابقة عام 1988 وفاز سطيف بركلات الترجيح، والثانية عام 2018 وفاز الأهلى
3 / 2 فى مجموع المباراتين. وهى أيضا المرة رقم 13 على التوالى التى لا يخسر فيها الأهلى فى أدوار خروج المغلوب منذ عام 2019.. إنها أرقام مهمة لكن الأداء ما زال فى حاجة إلى الأفضل بحثا عن اللقب الثالث على التوالى والحادى عشر فى دورى أبطال إفريقيا، فى تاريخ مشاركات الفريق فى يبطولات أندية القارة والتى بدأت عام 1976.
** أفضل ما فى مباراة الأهلى والرجاء على ملعب محمد الخامس تلك التحية الرائعة التى قدمها جمهور الرجاء لشهداء الأهلى، حيث تحولت مدرجات الملعب إلى لوحة رياضية إنسانية جميلة وأسوأ مافى المباراة استقبال لاعبى الأهلى قبل اللقاء بإلقاء زجاجات من المدرجات.. هكذا هى المشاعر الغريبة لظاهرة «أل تيفو» بكل ما فيها من انتماء وتعصب وتناقضات.. إنها حالة تصيب ملايين المشجعين، فى كوكب الأرض. جنون الكرة يسميه الإيطاليون والإسبان «أل تيفو » ويمكن تشخيص هذه الحالة فى أن المشجع يرى أن ناديه هو الوطن، وأن ألوان فريقه هى ألوان علم الوطن، يرى المشجع ناديه دولة ومؤسسة وكيانا مستقلا، وكل مباراة يخوضها فريقه ما هى إلا معركة، يرى فيها المنافس عدوا، وعندما يهاجم هذا العدو فريقه فإنه يسعى إلى احتلال قطعة أرض من وطنه أو ملعبه..!
** تقدم الرجاء بهدف قى الدقيقة الخامسة ودافع. وتعادل الأهلى فى الدقيقة 45 ثم دافع. ولا يمكن أن ترى تلك الصورة من الأداء سوى فى ملاعبنا العربية، حيث يكون التراجع قرارا بسبب «الرضا» بما تحقق. بينما لا يرضى اللاعب الأجنبى على مستوى الأندية القارية والأوروبية الكبيرة بالتراجع حين يتقدم بهدف. وإنما هو يطبق شعار الهجوم خير وسيلة للدفاع أو بأنه كلما امتلك الفريق بالكرة فإنه يحرم منافسه منها، وهذا لم يطبقه الرجاء حين تقدم ولم يطبقه الأهلى حين تعادل وتقدم. فكانت نسبة استحواذ الأهلى فى الشوط الأول 60% مقابل 40% للرجاء. وفى الشوط الثانى كانت النسبة 60% للرجاء مقابل 40% للأهلى.
** يحسب للأهلى شخصيته القوية فى مواجهة الرجاء وجماهيره بعد تسجيل فابريس نجوما فى الدقيقة الخامسة، وبعد إهدار على معلول ركلة جزاء فى الدقيقة 16 بما مثلته من ضغوط نفسية وذهنية. وقد أهدر الأهلى الفرص فى الشوطين ومنها فرصة لشريف فى نهاية اللقاء، كما أهدر الرجاء أيضا الذى لعب الشوط الثانى كله تقريبا أمام منطقة الجزاء الأهلى ولولا الشناوى المتألق لدفع الفريق ثمنا باهظا لهذا الأسلوب الدفاعى.. وهو ما يدعونا لتكرار السؤال: هل هو قرار لاعبين؟ هل هو قرار مدرب؟ هل هى قدرات بدنية قليلة، باعتبار أن السعى لامتلاك الكرة يتطلب جهدا بدنيا عاليا؟!
** لم يكن بيرسى تاو موفقا وقال عنه المعلق الإنجليزى للمباراة «إنه معزول جدا». ومفهوم تغيير عبدالمنعم لحصوله على إنذار ولعصبيته، فغالبا يسحب موسيمانى اللاعب الذى يحصل على إنذار مع أنه لم يقدر على سحب ياسر إبراهيم ودفع الجنوب إفريقى بشريف وعبدالقادر، وانتظر كثيرا على بيرسى تاو ثم سحبه ليلعب مكانه صلاح محسن. وبحساب زمن لعب الأهلى فى 180 دقيقة فقد قدم حلولا هجومية فى الفترات التى امتلك بها الكرة باستاد السلام واستاد محمد الخامس أفضل كثيرا من لاعبى الرجاء على مدى مباراتى الذهاب
والعودة.
** طريق البطولة رقم 11 شاق وصعب..