بقلم :حسن المستكاوي
** كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أسوان من أهم وأجمل أحداث هذا العام. إنها زيارة كريمة وشجاعة، وفيها المبادرة، وفيها الشعور الصادق بالناس البسطاء وبكل الناس. رأيت أهلنا فى أسوان سعداء، الابتسامة تلقائية على الوجوه مثل الكلمات. وكان الرئيس سعيدا أيضا. سعيدا بأحد أعلى القيم الإنسانية وهى جبر الخاطر. وهو دائما جابر للخواطر. والزيارة لم تكن الأولى لقرية أو إلى مدينة أو موقع. وعندما يقابله مصادفة مواطن بسيط له حاجة، يبادر الرئيس فورا بتلبية الحاجة. هذا جبر الخاطر.
** الزيارات المختلفة التى يلتقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى بالناس يكرر فيها دائما أنها مصر وخير مصر، ودور الشعب المصرى العظيم. وقد عاصرت الرؤساء جمال عبدالناصر، والسادات ومبارك، كل منهم رجل وطنى، وكل منهم له رؤيته وفقا لظروف دولية وإقليمية معروفة. لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى مشاعره الوطنية مشهودة، فالمصريون أهله، والوطن عنده هو بيت المصريين الكبير. وأشعر أحيانا أن الرئيس يرى مصر كيانا حيا ينبض، ومنذ عام 2014 يعمل من أجل الجمهورية الجديدة.
** نحن الآن فى زمن الجمهورية الجديدة. جمهورية جديدة فى كل شىء. وفى كل عمل، وفى كل مجال، وفى كل التفاصيل، وفى كل الاتجاهات، قناة السويس الجديدة، وأنفاقها، ومحطات كهرباء، ومدن حديثة، ومبادرات 100 مليون صحة، وحياة كريمة ومواجهة العشوائيات، وإنشاء متاحف، وتأسيس عاصمة تواكب القرن الحادى والعشرين وبناء متاحف، وطرق وتجديد طرق فى استراتيجية ترى المستقبل لدرجة إنشاء طريق مصر/ جنوب أفريقيا يمر فى تسع دول بالقارة بمسافة 10288 كم منها 1155 كم فى مصر وحدها بجانب القطار السريع الذى يصل موانئ البحر الأحمر بالبحر الأبيض، وغير ذلك من مشروعات بنية تحتية. وبمعدلات إنجاز فائقة السرعة التى لا تصدق، وبكفاءة مذهلة. ولذلك قبل احتفالية طريق الكباش، توقعت حفلا رائعا. من واقع تجارب سابقة للدولة المصرية، مثل بطولة الأمم الأفريقية 2019، وكأس العالم لكرة اليد 2021، وموكب المومياوات، وقد كان حفل طريق الكباش مبهرا بالفعل، ويزيد الانبهار حين نرى كيف صنع النحات المصرى القديم 1057 تمثالا بنفس الأبعاد والتفاصيل فى عمل هندسى وفنى رائع!
** أخيرا ها نحن نسير فى الطريق. والواقع أن مصر كانت تستحق أن تبدأ هذا الطريق منذ عصر الدولة المصرية الحديثة، لكن الحروب عرقلتنا، والاستعمار عطلنا، وسوء الإدارة فى أوقات سابقة جرنا إلى الخلف.
** السياحة ستكون أهم روافد الاقتصاد المصرى إن شاء الله، وهى صناعة مهمة، تشهد لها أرقام الدول الأخرى مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا، وغيرها من الدول التى لا تملك ما تملكه مصر من موقع عبقرى، ومناخ مستقر، وبحار وشواطئ ليس لها مثيل على البحرين الأبيض والأحمر. ولكن سوء الإدارة قديما قتل الشاطئين على البحرين ببناء القرى وحجبها للمياه الزرقاء مما ترتب عليه وفاة الساحل الشمالى 8 أشهر على الأقل من كل عام. والسياحة ثقافة شعبية أيضا وبدونها سيضيع جهد هائل. ولعل وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى صاحب العقل المثقف والمرتب يراجع كل خطوات الوصول والمغادرة فى المطارات المصرية، وأولها مطار القاهرة بكل مافيه من زحام داخلى وخارجى وطوابير وطول انتظار، والمطار هو عنوان البلد فى عيون ضيوفها، وهى قصة قديمة جدا فى مسألة الإدارة.