بقلم :حسن المستكاوي
** هناك فى الدوحة مباراة أسماء للمنتخبات المشاركة فى كأس العرب، بعضها بالأولى، وبعضها بالمحليين، وبعضها بالصف الثانى، وبعضها بالرابع التحضريين، وفى النهاية سيكون الفريق الفائز بطلا لكأس العرب العاشرة، وسوف يضع بعض الإعلام بجوار اللقب أوصافا من نوع: «زعيم الكرة العربية».. «سيد الكرة العربية».. وهذا أيضا بعض مما أضافته البلاغة فى بعض الإعلام.. ولن يسأل أحد عن المحليين، والتحضريين، والأول، والصف الثانى.. لكن الأمر سيكون متروكا للإجابات على السؤال: لماذا لم نفز بكأس العرب؟
** رأيى من زمن طويل جدا وبتجارب عشتها فى الواقع أن البطولات العربية مهمة لنا، وأن الوطن الذى يتكلم لغة واحدة، ويعيش فى جغرافيا واحدة، وله تاريخ واحد، ومستقبل واحد، يستحق أن يلتقى شبابه، ويعيش بهجة الأحداث الرياضية. ولأن اللقاءات باتت نادرة، فإن الأحداث تشهد أحداثا غير رياضية فى أحيان.
** المهم أن منتخب مصر سوف يلتقى مع نظيره اللبنانى، وهو فريق جديد حقق مستويات أفضل مما كان عليه فى الماضى، على الرغم من احتلاله المركز الرابع فى المجموعة الآسيوية الأولى لتصفيات كأس العالم. بعد إيران وكوريا الجنوبية والإمارات، وقبل العراق وسوريا، وأهم ما ننتظره من كيروش أن يلعب المنتخب الوطنى كرة القدم الجديدة بكل عناصرها ومبادئها، ومهاراتها. ويتسلح بشخصية قوية.. حتى لو كانت البطولة تحضيرية لكأس الأمم التى نسأل الله أن تقام ولا يؤجلها أوميكرون!.
** نذهب إلى موضوع الكرة الذهبية.. ولم يذهب محمد صلاح لأنه فى نفس التوقيت كان يتسلم جائزة القدم الذهبية فى موناكو، فى حرب الجوائز الأوروبية، دون تنسيق بين الهيئات، واستعراضها للنجوم ومواكبهم فوق السجادة الحمراء والبيضاء. وقد فاز ميسى بالمعايير التى حددتها فرانس فوتبول وليس لأنه يلعب فى باريس سان جيرمان. وهى معايير لا أتفق معها منذ زمن بعيد حتى لو كانت الكرة السابعة للنجم الأرجنتينى مبررة بكأس كوبا أميركا. ولا أحد ينكر أن ميسى لاعب ساحر ومبهج ومبدع، فهل كان كذلك فى كوبا إميركا ؟ نعم.. وهل كان كذلك مع برشلونة؟ لا. حتى لو أنقذ سمعة الفريق. وهل هو كذلك فى باريس سان جيرمان؟ لا لأنه لم يلعب بعد مباريات تكفى منحه الجائزة عن ناديه الفرنسى.
** ما زلت أرى أن أهم المعايير هى قدر إبداع اللاعب، بما يميزه دون زملائه ويقدمه على الفريق كله، ولست فى حاجة إلى شرح معنى الإبداع، فهو باختصار الحركة والهدف والمراوغة التى تنتزع الآهات من قلوب المشجعين فى المدرجات. إننى أحترم الأرقام عموما فى الرياضة وفى كرة القدم بالطبع، سواء عدد الأهداف أو عدد البطولات، وقدر الإنجازات والبطولات، ودور وتأثير اللاعب الفرد على أداء فريقه وعلى البطولة التى أحرزها الفريق. لكن يظل الإبداع والمهارة الفردية معيارا مهما جدا. فإذا وضعنا مقارنة مثلا بين صلاح وبنزيمه وكلاهما عنصر أساسى فى خط هجوم فريقه. وربما يسجل بنزيمه أهدافا أكثر أحيانا لكن عند وضع المهارة وسرعة الجرى وسرعة التصرف وسرعة القدمين، والخفة والرشاقة والمرونة، وجمال الأهداف وصعوبتها، سوف يتفوق محمد صلاح وينال الجائزة. وهذا ما أعنيه بالإبداع فى كرة القدم وفى تقدير الجوائز الفردية فى لعبة جماعية بطلها فى الأساس هو الفريق، وهو ما أكدته الفرانس فوتبول فى أسباب اختيارها للاعب لكثرة أهدافه، وبأن ذلك لا يكفى دون بطولة.
** الأصل فى الرياضة الفردية أو الجماعية هو الإبداع والإنجاز.