بقلم :حسن المستكاوي
** لن نتدخل فى صميم عمل كيروش، فهو له حق اختيار من يراه للمنتخب، وله حق التشكيل واختيار طريقة اللعب. وله حق أن يقول فى المؤتمر الصحفى بعد مباراة الجابون: «كنا الطرف الأفضل فى المباراة وسنحت لنا العديد من الفرص، ولكننا لم نستغلها كلها».
** لكن الواقع يقول إننا لم نكن الأفضل أمام الجابون، وإذا كانت المسألة نسبية، فقد كنا الأفضل لأن الجابون منتخب ضعيف. لكننا لم نقدم الكرة الأفضل. وحين يقول كيروش: «شارك معنا فى مباراة اليوم العديد من الوجوه الجديدة مثل أحمد ياسين وإمام عاشور ومروان حمدى ولم يتوقع أى منهم المشاركة فى اللقاء». فإننى مضطر لأن أذكره بأن منتخب الجزائر فى بطولة الأمم الأفريقية 2019، لعب مباراة بفريق كله من الاحتياطى وفاز وتألق. ثم عاد إلى الفريق الأساسى كله فى المباراة التالية، وهذا أمر جيد للمنتخبات أن يملك مجموعة متميزة من اللاعبين وأن يلعبون. إلا أن هناك تشكيلا أساسيا. ولو رد كيروش بأنه فى مرحلة التعرف والتجربة، فسوف نحترم ذلك ونوافقه. لكنه أضاف أيضا فى المؤتمر:
«مباراة اليوم لم تكن من أجل التحضير فقط لبطولة كأس العرب بل للتحسن والتطوير للفترة المقبلة بشكل عام».
** تمام جدا. موافقون. وأنت كمدرب صاحب خبرة تعلم جيدا ما هو التطوير الذى ينتظره كل المصريين. وهو أن نلعب كرة القدم الجديدة. وسوف أتغاضى عن وجهة نظرك فى أداء المنتخب أمام الجابون، وقبل ذلك أمام أنجولا. فالحقيقة أن المنتخب بلا شخصية، ولا يجيد جماعيا، ويعتمد على الكرات الطويلة لأنها الحل السهل للهجوم بالنيات والأمانى. خاصة حين تستخدم بسبب وبلا سبب.
** السيد كيروش منتخبات مصر عندى هى مصر وهى الأهم والأساس وأفقد أعصابى فى مباريات المنتخب ولكنى لا أفقد تركيزى المهنى وأحترم من يقرأنى ومن يرانى ومن يسمعنى ولذلك أحرص منذ عام ١٩٧٦ على صياغة رأيى الفنى بكل الأسانيد الفنية ودون المبالغات وأنا أشجع المنتخب وأتمنى أن أراه أحسن فريق فى العالم ولذلك أحاول توصيف مستواه بكل أمانة دون النظر لآراء حولى!
ومع تطور كرة القدم قلت وكتبت كثيرا جدا ما يلى:
** أى فريق سيئ لا يجب ربط السوء بلاعب واحد خاصة حين يكون الفارق الجماعى بين فريقين كبيرا ومتسعا.
** الفريق الذى تتسع المساحات بين خطوطه وتتسع المسافات بين لاعبيه وتتسع المسافة بين آخر لاعب مدافع وأول لاعب مهاجم هو فريق يعانى من خلل.
** الفريق الذى لا يمارس الضغط بقوة ولا يضغط فى ملعبه ولا يستخلص الكرة بسرعة هو فريق يعانى من خلل.
** الفريق الذى لا يسيطر ولا يبادر ولا يتحرك بصفة مستمرة ولا يسمح للزميل باختيارات تمرير مختلفة ويفقد الكرة فى الالتحامات هو فريق يعانى من خلل.
** هناك مهارات تقليدية معروفة لكل لاعب مثل السيطرة والتحكم وقوة التسديد والتمرير وذكاء التحرك واللمسة الدقيقة والإبداع والابتكار، وهى مهارات بديهية بالنسبة لمنتخب مصر لأننا لا نتحدث عن منتخب مونتسيرات أو مملكة بوتان.
** الفريق الذى يفتقد مهارات الكرة الجديدة، ضغط عالى، وضغط فى ملعبه، وسرعة استخلاص الكرة حين يفقدها، وزيادات عددية فى مواقف الهجوم والدفاع، والاستحواذ، وتعدد خيارات التمرير، وتعدد الجمل التكتيكية، وتوظيف وتطوير أداء لاعبيه، هو فريق لا يلعب كرة قدم سنة ٢٠٢١ حتى لو كان لاعبوه يملكون كل المهارات الأساسية القديمة. وهو الأمر الذى ننتظره منك فى الأسابيع القادمة.
** مرة أخرى توقفوا عن تبرير سوء أداء فريق بلاعب عندما يكون الفريق الآخر متفوقا ومسيطرا بشكل كامل فى شوط أو فى مباراة.
قد يكون المدرب أو لاعب مسئولا عندما يصاب فريق بهزيمة بعد لقاء تساوت فيه الأطراف. من المعروف أن خطأ مدرب فى لاعب واحد بالتشكيل يمكن أن يكون خطأ المباراة. لكن هذا حين تكون كفة الطرفين متساوية بفرصها ومهاراتها ونجومها، حين تكون مباراة بين ألمانيا وفرنسا أو بين ليفربول ومانشستر سيتى، وليست مجرد مباراة بين ليفربول وبين فريق يمثل جزر الانتيل الهولندية!!..
**اختصارا الفريق الذى يفتقد مهارات الكرة الجديدة الجماعية لا يلعب كرة قدم سنة ٢٠٢١ ممكن يلعب سنة ١٩٦٠ أو ١٩٩٠.