توقيت القاهرة المحلي 08:52:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربتى مع كورونا

  مصر اليوم -

تجربتى مع كورونا

بقلم: حسن المستكاوي

** الحمد لله أولا وأخيرا..
** منذ أن طل على البشرية ما يسمى بكوفيد 19، أخذت كل الإجراءات الاحترازية، لأننى بطبيعتى أتعامل مع كل خطر بجدية. فأسرعت باللقاح، وحرصت على حصول كل أفراد الأسرة على اللقاح، دون نقاش لأفكار تتعلق بالجدوى، وأهميته، فالعالم الذى ذهب إلى القمر والكواكب لا يمزح. وطوال قرابة العامين نجحت فى مراوغة هذا الفيروس المخادع، الخسيس، حتى فوجئت بالإصابة، وبأمر من طبيبى المعالج: «اذهب فورا إلى المستشفى. أنا موجود هناك وسأنتظرك».
أصابنى الجزع والخوف، فمن هذا الذى لا يخاف من أمر كهذا؟
** ذهبت إلى مستشفى السلام الدولى فى المعادى، ودخلت العزل. وأصبحت ريشة فى مهب الفيروس، وفى يد الأطباء. محاليل، وتحاليل، وحقن، وأدوية. وتوقيتات صارمة، وقياسات مستمرة للضغط، والسكر، والحرارة. لكن ماذا جرى وكيف بدأت الحكاية؟
** سوف أسرد التجربة راجيا المعذرة لأى أخطاء طبية، إلا أن الإصابة تطورت بسبب مجموعة متتالية من الأخطاء، كان كل منها يحمل إنذارا.
** البداية أعراض برد، تعاملت معها بأدوية تقليدية، «بنادول كولد». و«بروفين كولد»، لفترة 4 أيام تقريبا، مع إجراء قياسات لنسبة الأوكسجين فى الدم، فهى تراوحت بين 96 و97. وهو قياس زاد من الاطمئنان، فمن المعروف أن هبوط نسبة الأوكسجين فى الدم لأقل من 90، يعد دليلا على الإصابة بالفيروس، لكن ليست كل القياسات مؤشرا مؤكدا للسلامة. وفى اليوم الرابع أو الخامس أجريت مسحة لأول مرة منذ ظهور الفيروس فكانت النتيجة سلبية، وهى خدعة من خدع هذا المرض، إذ يبدو أن هناك فترات زمنية، لها علاقة بالأعراض وبالنتائج.
** خلال تلك الفترة بدأت أشعر بألم خفيف قادم من بعيد فى منتصف الصدر، هو شبيه بألم الذبحة الخفيفة، وبألم التهاب المعدة، وبألم القولون، ثم انتقل الألم القادم من بعيد إلى أسفل الجانب الأيسر للبطن وتحديدا عند منطقة الحجاب الحاجز. وكان رد فعلى المصرى القليدى: «أنه القولون». ولم يكن القولون وكان ذلك خطأ آخر. وإنما هو التهاب فى الغشاء المغلف للرئة. من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جهاز إنذار عن وجود التهاب فى الرئة، فالرئة لا تتألم، وهو أحد الأعراض للإصابة بالفيروس فى الرئة والتى تعرفت عليها عندما دخلت إلى مستشفى السلام الدولى بالمعادى. فلم أقرأ ولم أسمع من قبل طوال عامين من القراءة والمتابعة لأعراض كوفيد 19 أن من الوارد ظهور ألم بسبب الفيروس الذى يسكن الرئة.
** ثم فجأة فى اليوم السادس شىء ما أصاب أنفى وحلقى كأننى أمسكت ببودرة شطة هندية حمراء، لا بل كأنها «كارولاينا ريبر» التى توصف بأنها الشطة الأكثر حرارة فى العالم وهى موجودة بجنوب كارولاينا فى الولايات المتحدة. وكنت فى تلك اللحظة أستخدم معجون أسنان فظننت أنه السبب. وبعد مضى 48 ساعة ظهرت الحرارة. (37.5 درجة).
** فورا ذهبت إلى الطبيب. وفورا طلب تحليل دم، وأشعة مقطعية على الصدر، وأسفر التحليل عن آثار التهاب، وأفادت الأشعة المقطعية بوجود إصابة بالفيروس فى أسفل الجانب الأيسر للرئة. وكان قرار الذهاب إلى المستشفى ضروريا. واخترت السلام الدولى لأنه الأقرب بالمعادى، محل الإقامة، بجانب أن المستشفى الذى تعاملت معه أسرتى سنوات طوال، بجانب ما سمعته من تقدير للتطور الطبى الذى طرأ على المستشفى، والأهم أن طاقم أطباء العزل يقوده الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لكوفيد 19. ويعمل معه فريق مميز للغاية من الأطباء الشباب.
** عرفت الخوف حقا لأن ما نعرفه عن المرض شديد الغموض. ولأن الإصابات تتنوع وتختلف من إنسان لآخر، وهجوم الفيروس كما فهمت، قد يتوجه إلى الجهاز الهضمى أو إلى الجهاز التنفسى والرئة، وأن الأعراض مختلفة، إسهال، حرارة، احتقان زور وأنف. كحة جافة. تكسير. ألم فى منتصف الصدر، وألم الغشاء المغلف للرئة ويحميها. وهذا الألم يزيد من سحب النفس وربما لا علاقة لبعض تلك الأعراض بالفيروس لكن الحسم هو تحليل الدم، والأشعة المقطعية للصدر، والمسحة. وحتمية التطعيم باللقاحات المضادة ومراعاة رفع كفاءة جهاز المناعة بالطعام الصحى وبالفيتامينات، سى، دى، زنك، بروفتين.
** خرجت من العزل وغادرت إلى المنزل خلال خمسة أيام، وكل الشكر أولا لله سبحانه وتعالى لكرمه معى. وكل الشكر لاهتمامكم ودعواتكم التى فتحت لى باب الرجاء والأمل والنجاة وهو ما أرجو أن يكون مستمرا دون خدعة أخرى من المرض الخسيس المخادع. وكل التقدير والشكر لإدارة مستشفى السلام الدولى، ولفريق الأطباء بقيادة الدكتور حسام حسنى، وألف شكر مشروع علاج الصحفيين بنقابة الصحفيين فكان سندا مهما فى أزمتى، كذلك كل الشكر لمؤسسة الأهرام وجميع منسوبيها وعلى رأسهم الأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة، ومدير مكتب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ أسامة عبدالرازق، بتوفير الرعاية المادية للمعاشات، والشكر لأعضاء أسرة التحرير، وأسرة جريدة الشروق. وخالص الشكر لدعم أسرة المتحدة للخدمات الإعلامية بكل منسوبيها وقيادتها ودعمهم الكريم.
** الحمد لله أولا وأخيرا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربتى مع كورونا تجربتى مع كورونا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon