توقيت القاهرة المحلي 15:42:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربتى مع كورونا

  مصر اليوم -

تجربتى مع كورونا

بقلم: حسن المستكاوي

** الحمد لله أولا وأخيرا..
** منذ أن طل على البشرية ما يسمى بكوفيد 19، أخذت كل الإجراءات الاحترازية، لأننى بطبيعتى أتعامل مع كل خطر بجدية. فأسرعت باللقاح، وحرصت على حصول كل أفراد الأسرة على اللقاح، دون نقاش لأفكار تتعلق بالجدوى، وأهميته، فالعالم الذى ذهب إلى القمر والكواكب لا يمزح. وطوال قرابة العامين نجحت فى مراوغة هذا الفيروس المخادع، الخسيس، حتى فوجئت بالإصابة، وبأمر من طبيبى المعالج: «اذهب فورا إلى المستشفى. أنا موجود هناك وسأنتظرك».
أصابنى الجزع والخوف، فمن هذا الذى لا يخاف من أمر كهذا؟
** ذهبت إلى مستشفى السلام الدولى فى المعادى، ودخلت العزل. وأصبحت ريشة فى مهب الفيروس، وفى يد الأطباء. محاليل، وتحاليل، وحقن، وأدوية. وتوقيتات صارمة، وقياسات مستمرة للضغط، والسكر، والحرارة. لكن ماذا جرى وكيف بدأت الحكاية؟
** سوف أسرد التجربة راجيا المعذرة لأى أخطاء طبية، إلا أن الإصابة تطورت بسبب مجموعة متتالية من الأخطاء، كان كل منها يحمل إنذارا.
** البداية أعراض برد، تعاملت معها بأدوية تقليدية، «بنادول كولد». و«بروفين كولد»، لفترة 4 أيام تقريبا، مع إجراء قياسات لنسبة الأوكسجين فى الدم، فهى تراوحت بين 96 و97. وهو قياس زاد من الاطمئنان، فمن المعروف أن هبوط نسبة الأوكسجين فى الدم لأقل من 90، يعد دليلا على الإصابة بالفيروس، لكن ليست كل القياسات مؤشرا مؤكدا للسلامة. وفى اليوم الرابع أو الخامس أجريت مسحة لأول مرة منذ ظهور الفيروس فكانت النتيجة سلبية، وهى خدعة من خدع هذا المرض، إذ يبدو أن هناك فترات زمنية، لها علاقة بالأعراض وبالنتائج.
** خلال تلك الفترة بدأت أشعر بألم خفيف قادم من بعيد فى منتصف الصدر، هو شبيه بألم الذبحة الخفيفة، وبألم التهاب المعدة، وبألم القولون، ثم انتقل الألم القادم من بعيد إلى أسفل الجانب الأيسر للبطن وتحديدا عند منطقة الحجاب الحاجز. وكان رد فعلى المصرى القليدى: «أنه القولون». ولم يكن القولون وكان ذلك خطأ آخر. وإنما هو التهاب فى الغشاء المغلف للرئة. من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جهاز إنذار عن وجود التهاب فى الرئة، فالرئة لا تتألم، وهو أحد الأعراض للإصابة بالفيروس فى الرئة والتى تعرفت عليها عندما دخلت إلى مستشفى السلام الدولى بالمعادى. فلم أقرأ ولم أسمع من قبل طوال عامين من القراءة والمتابعة لأعراض كوفيد 19 أن من الوارد ظهور ألم بسبب الفيروس الذى يسكن الرئة.
** ثم فجأة فى اليوم السادس شىء ما أصاب أنفى وحلقى كأننى أمسكت ببودرة شطة هندية حمراء، لا بل كأنها «كارولاينا ريبر» التى توصف بأنها الشطة الأكثر حرارة فى العالم وهى موجودة بجنوب كارولاينا فى الولايات المتحدة. وكنت فى تلك اللحظة أستخدم معجون أسنان فظننت أنه السبب. وبعد مضى 48 ساعة ظهرت الحرارة. (37.5 درجة).
** فورا ذهبت إلى الطبيب. وفورا طلب تحليل دم، وأشعة مقطعية على الصدر، وأسفر التحليل عن آثار التهاب، وأفادت الأشعة المقطعية بوجود إصابة بالفيروس فى أسفل الجانب الأيسر للرئة. وكان قرار الذهاب إلى المستشفى ضروريا. واخترت السلام الدولى لأنه الأقرب بالمعادى، محل الإقامة، بجانب أن المستشفى الذى تعاملت معه أسرتى سنوات طوال، بجانب ما سمعته من تقدير للتطور الطبى الذى طرأ على المستشفى، والأهم أن طاقم أطباء العزل يقوده الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لكوفيد 19. ويعمل معه فريق مميز للغاية من الأطباء الشباب.
** عرفت الخوف حقا لأن ما نعرفه عن المرض شديد الغموض. ولأن الإصابات تتنوع وتختلف من إنسان لآخر، وهجوم الفيروس كما فهمت، قد يتوجه إلى الجهاز الهضمى أو إلى الجهاز التنفسى والرئة، وأن الأعراض مختلفة، إسهال، حرارة، احتقان زور وأنف. كحة جافة. تكسير. ألم فى منتصف الصدر، وألم الغشاء المغلف للرئة ويحميها. وهذا الألم يزيد من سحب النفس وربما لا علاقة لبعض تلك الأعراض بالفيروس لكن الحسم هو تحليل الدم، والأشعة المقطعية للصدر، والمسحة. وحتمية التطعيم باللقاحات المضادة ومراعاة رفع كفاءة جهاز المناعة بالطعام الصحى وبالفيتامينات، سى، دى، زنك، بروفتين.
** خرجت من العزل وغادرت إلى المنزل خلال خمسة أيام، وكل الشكر أولا لله سبحانه وتعالى لكرمه معى. وكل الشكر لاهتمامكم ودعواتكم التى فتحت لى باب الرجاء والأمل والنجاة وهو ما أرجو أن يكون مستمرا دون خدعة أخرى من المرض الخسيس المخادع. وكل التقدير والشكر لإدارة مستشفى السلام الدولى، ولفريق الأطباء بقيادة الدكتور حسام حسنى، وألف شكر مشروع علاج الصحفيين بنقابة الصحفيين فكان سندا مهما فى أزمتى، كذلك كل الشكر لمؤسسة الأهرام وجميع منسوبيها وعلى رأسهم الأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة، ومدير مكتب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ أسامة عبدالرازق، بتوفير الرعاية المادية للمعاشات، والشكر لأعضاء أسرة التحرير، وأسرة جريدة الشروق. وخالص الشكر لدعم أسرة المتحدة للخدمات الإعلامية بكل منسوبيها وقيادتها ودعمهم الكريم.
** الحمد لله أولا وأخيرا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربتى مع كورونا تجربتى مع كورونا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon