توقيت القاهرة المحلي 20:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربتى مع كورونا

  مصر اليوم -

تجربتى مع كورونا

بقلم: حسن المستكاوي

** الحمد لله أولا وأخيرا..
** منذ أن طل على البشرية ما يسمى بكوفيد 19، أخذت كل الإجراءات الاحترازية، لأننى بطبيعتى أتعامل مع كل خطر بجدية. فأسرعت باللقاح، وحرصت على حصول كل أفراد الأسرة على اللقاح، دون نقاش لأفكار تتعلق بالجدوى، وأهميته، فالعالم الذى ذهب إلى القمر والكواكب لا يمزح. وطوال قرابة العامين نجحت فى مراوغة هذا الفيروس المخادع، الخسيس، حتى فوجئت بالإصابة، وبأمر من طبيبى المعالج: «اذهب فورا إلى المستشفى. أنا موجود هناك وسأنتظرك».
أصابنى الجزع والخوف، فمن هذا الذى لا يخاف من أمر كهذا؟
** ذهبت إلى مستشفى السلام الدولى فى المعادى، ودخلت العزل. وأصبحت ريشة فى مهب الفيروس، وفى يد الأطباء. محاليل، وتحاليل، وحقن، وأدوية. وتوقيتات صارمة، وقياسات مستمرة للضغط، والسكر، والحرارة. لكن ماذا جرى وكيف بدأت الحكاية؟
** سوف أسرد التجربة راجيا المعذرة لأى أخطاء طبية، إلا أن الإصابة تطورت بسبب مجموعة متتالية من الأخطاء، كان كل منها يحمل إنذارا.
** البداية أعراض برد، تعاملت معها بأدوية تقليدية، «بنادول كولد». و«بروفين كولد»، لفترة 4 أيام تقريبا، مع إجراء قياسات لنسبة الأوكسجين فى الدم، فهى تراوحت بين 96 و97. وهو قياس زاد من الاطمئنان، فمن المعروف أن هبوط نسبة الأوكسجين فى الدم لأقل من 90، يعد دليلا على الإصابة بالفيروس، لكن ليست كل القياسات مؤشرا مؤكدا للسلامة. وفى اليوم الرابع أو الخامس أجريت مسحة لأول مرة منذ ظهور الفيروس فكانت النتيجة سلبية، وهى خدعة من خدع هذا المرض، إذ يبدو أن هناك فترات زمنية، لها علاقة بالأعراض وبالنتائج.
** خلال تلك الفترة بدأت أشعر بألم خفيف قادم من بعيد فى منتصف الصدر، هو شبيه بألم الذبحة الخفيفة، وبألم التهاب المعدة، وبألم القولون، ثم انتقل الألم القادم من بعيد إلى أسفل الجانب الأيسر للبطن وتحديدا عند منطقة الحجاب الحاجز. وكان رد فعلى المصرى القليدى: «أنه القولون». ولم يكن القولون وكان ذلك خطأ آخر. وإنما هو التهاب فى الغشاء المغلف للرئة. من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه جهاز إنذار عن وجود التهاب فى الرئة، فالرئة لا تتألم، وهو أحد الأعراض للإصابة بالفيروس فى الرئة والتى تعرفت عليها عندما دخلت إلى مستشفى السلام الدولى بالمعادى. فلم أقرأ ولم أسمع من قبل طوال عامين من القراءة والمتابعة لأعراض كوفيد 19 أن من الوارد ظهور ألم بسبب الفيروس الذى يسكن الرئة.
** ثم فجأة فى اليوم السادس شىء ما أصاب أنفى وحلقى كأننى أمسكت ببودرة شطة هندية حمراء، لا بل كأنها «كارولاينا ريبر» التى توصف بأنها الشطة الأكثر حرارة فى العالم وهى موجودة بجنوب كارولاينا فى الولايات المتحدة. وكنت فى تلك اللحظة أستخدم معجون أسنان فظننت أنه السبب. وبعد مضى 48 ساعة ظهرت الحرارة. (37.5 درجة).
** فورا ذهبت إلى الطبيب. وفورا طلب تحليل دم، وأشعة مقطعية على الصدر، وأسفر التحليل عن آثار التهاب، وأفادت الأشعة المقطعية بوجود إصابة بالفيروس فى أسفل الجانب الأيسر للرئة. وكان قرار الذهاب إلى المستشفى ضروريا. واخترت السلام الدولى لأنه الأقرب بالمعادى، محل الإقامة، بجانب أن المستشفى الذى تعاملت معه أسرتى سنوات طوال، بجانب ما سمعته من تقدير للتطور الطبى الذى طرأ على المستشفى، والأهم أن طاقم أطباء العزل يقوده الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لكوفيد 19. ويعمل معه فريق مميز للغاية من الأطباء الشباب.
** عرفت الخوف حقا لأن ما نعرفه عن المرض شديد الغموض. ولأن الإصابات تتنوع وتختلف من إنسان لآخر، وهجوم الفيروس كما فهمت، قد يتوجه إلى الجهاز الهضمى أو إلى الجهاز التنفسى والرئة، وأن الأعراض مختلفة، إسهال، حرارة، احتقان زور وأنف. كحة جافة. تكسير. ألم فى منتصف الصدر، وألم الغشاء المغلف للرئة ويحميها. وهذا الألم يزيد من سحب النفس وربما لا علاقة لبعض تلك الأعراض بالفيروس لكن الحسم هو تحليل الدم، والأشعة المقطعية للصدر، والمسحة. وحتمية التطعيم باللقاحات المضادة ومراعاة رفع كفاءة جهاز المناعة بالطعام الصحى وبالفيتامينات، سى، دى، زنك، بروفتين.
** خرجت من العزل وغادرت إلى المنزل خلال خمسة أيام، وكل الشكر أولا لله سبحانه وتعالى لكرمه معى. وكل الشكر لاهتمامكم ودعواتكم التى فتحت لى باب الرجاء والأمل والنجاة وهو ما أرجو أن يكون مستمرا دون خدعة أخرى من المرض الخسيس المخادع. وكل التقدير والشكر لإدارة مستشفى السلام الدولى، ولفريق الأطباء بقيادة الدكتور حسام حسنى، وألف شكر مشروع علاج الصحفيين بنقابة الصحفيين فكان سندا مهما فى أزمتى، كذلك كل الشكر لمؤسسة الأهرام وجميع منسوبيها وعلى رأسهم الأستاذ عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة، ومدير مكتب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ أسامة عبدالرازق، بتوفير الرعاية المادية للمعاشات، والشكر لأعضاء أسرة التحرير، وأسرة جريدة الشروق. وخالص الشكر لدعم أسرة المتحدة للخدمات الإعلامية بكل منسوبيها وقيادتها ودعمهم الكريم.
** الحمد لله أولا وأخيرا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربتى مع كورونا تجربتى مع كورونا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 19:40 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما
  مصر اليوم - بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon