بقلم: حسن المستكاوي
** أساند المنتخب، وأشجعه، وأحب كل لاعبيه، لأنه فريق مصر بلدى. وسنكون جميعا سعداء يوم نفوز بالبطولة. لكن هل تعنى المساندة غض النظر عن مستوى الفريق؟ هل الصحافة والمحللون هم فقط غير الراضين عن الأداء؟ هل الفوز بهدف على منتخب السودان كان كافيا؟ هل الفرص التى تضيع مقبولة من لاعبين دوليين؟ هل نلعب كرة القدم بأساليبها الجديدة؟ هل نمرر الكرة إلى الأمام؟ هل كرتنا جماعية؟ هل خطوطنا متقاربة؟ هل السودان كان قادرا على التعادل فى الدقيقة 80؟ هل معنى ذلك أن نمنح لاعبى المنتخب جميعا الدرجات النهائية لمجرد الفوز بهدف أو التأهل للدور الثانى؟
** إننا نرى كيف نفوز وكيف نلعب جيدا. هذا واجبنا المهنى. وفى عام 1986 فاز المنتخب بكأس الأمم الأفريقية تحت قيادة المدرب الويلزى مايكل سميث وكان الفضل لكانا لاعب الكاميرون الذى أهدر ضربة الجزاء أمام 100 ألف مشجع احترقت أعصابهم؟ وفاز سميث بذهبية دورة الألعاب الأفريقية أيضا ومع ذلك تمت إقالته لأننا لانلعب كرة القدم. فالقضية هى كيف نلعب وكيف نفوز؟
** لعبنا أمام السودان وسيطرنا وبادرنا بالضغط والهجوم لكن الأداء اتسم بالعشوائية، ومع ذلك كانت هناك فرصة للننى فى الدقيقة الأولى فسدد الكرة فى موزمبيق، وفرصة لصلاح فضاعت، ثم فرصة بجهد رائع من عبدالله السعيد فأهدرها. و أحلى جملة كانت فى الدقيقة 69 حين تحرك هجومنا وسحب خلفه دفاع السودان كله داخل الست ياردات ليتحرك صلاح وحيدا ويسدد ويفوز بضربة ركنية. والمسافة بين الخطوط واسعة، وبين اللاعبين متسعة، ومرموش مصمم على المرواغة ليذكرنا بمباراته الأولى. والتشكيل بدأ بدون زيزو فى الوسط، وبدون حمدى فتحى، ولم يكن خط وسط المنتخب ضابطا للإيقاع وصانعا للالعاب، ومانعا للانطلاقات السودانية.. ولم تكن التغييرات مفهومة، فالرجل يريد بأى صورة أن يقول: «أنا صح»..!
** هذه هى الصحافة فى كل بلد وكل جزء فى العالم. هكذا تتعامل مع المستوى، سواء مستوى لاعب أو مستوى فريق؟
** عندما خسرت إسبانيا أمام فرنسا فى دور الستة عشر فى كأس العالم 2006 تعاملت الصحافة الإسبانية مع الخسارة كما تعامل التاريخ مع معركة تحطيم إسطول الأرمادا الإسبانى أمام نظيره الإنجليزى منذ قرون.. فخرجت الصحف فى مدريد وهى تتحدث عن الخيبة، والفشل، والعار، والحرب التى هزمت فيها الكرة الإسبانية!
** وصفت صحف البرازيل نجم وهداف الفريق رونالدو بأنه «رجل ميت» حين فازمنتخب السامبا على كرواتيا بهدف للاشىء فى البطولة نفسها، وقالت فى مانشيتات: «هزمنا كرواتيا على الرغم من وجود رونالدو الميت»..
** حدث أيضا مع الإيطالى فرانشيسكو توتى أحد أعظم لاعبى إيطاليا، فقد تعرض للنقد.. قبل إنطلاق المونديال وخلال البطولة، ثم سجل هدف إيطاليا الوحيد فى مرمى أستراليا التى تمارس لعبة شعبية تسمى «أوستراليان بولز» بالقدم واليد، سجله من ركلة جزاء ظالمة، فاعتبر بطلا قوميا.. وبالغت صحيفة كورييرى ديللو سبورت، حين اعتبرت أن توتى هو إيطاليا..!
** أقول للمستر كيروش أن 90% على الأقل من جماهير الكرة المصرية ونقادها غير راضين عن أداء المنتخب.. لأنه الفريق الذى يملك تاريخا واسما كما تملك أنت أيضا تاريخا واسما. إلا أننا نريد أداء يليق باسم المنتخب وباسمك. و«أنت مش صح» كما قد تظن!.