بقلم :حسن المستكاوي
** كانت 40 ثانية، طغت على 90 دقيقة. وذلك عندما تسلم محمد صلاح الكرة فى عرينه ناحية الجبهة اليمنى، ليبدأ عزفا منفردا، ممزوجا برقصة بالأقدام والجسد، وبسرعة وشجاعة وبقرار واضح وهو إصابة مرمى مانشستر سيتى. وكلما كان صلاح يراوغ لاعبا من السيتى، تعلو صيحات الإعجاب والفرح والدهشة من جماهير ليفربول فى الأنفيلد حتى انفجرت المدرجات فى سعادة صاخبة.
** «صلاح أحسن لاعب فى العالم الآن ».. «يا إلهى سجل هدفا بديعا وقويا بقدمه الضعيفة».. «هل هناك لاعب أفضل من موصلاح الآن؟».. «فقط أحسن لاعبين فى العالم يسجلون أهدافا كهذه»...«هذا هو تعريف المستوى العالمى».. «صلاح ليس الأفضل فى الدورى الإنجليزى بل الأفضل فى العالم».. «محمد صلاح فخر العرب والخرافى والمذهل غصبا عن الكل فى العالم».. «هو الأسرع والأخطر والأروع»..
** هذه بعض من آلاف ردود الأفعال على أداء صلاح وعلى هدفه فى مرمى السيتى.. ففى تلك اللحظة جرت آلاف التغريدات على موقع تويتر، بمختلف اللغات، والجنسيات، فى الكوكب، ومن أمريكا إلى إيران، ومن البرازيل إلى كوريا، ومن السويد إلى جنوب إفريقيا.. كم يساوى هذا التقدير لمحمد صلاح.. كم يساوى أنه الملك المصرى بكل حروف ولغات الدنيا.. كم يساوى أن يكون لنا بطل عالمى فى أكبر لعبة رأى عام وفى أهم حدث يمثل القوة الناعمة المصدرة إلى الكوكب؟!
** حصل محمد صلاح فى بعض التقديرات على العلامة الكاملة 10 من 10، وفى تقدير آخر 9 من 10، بينما كان نصيب فودن منافسه فى السيتى 8.5 من 10.
** عند انطلاق المباراة، كان أنفيلد مضاء بأشعة الشمس الخريفية الناعمة ثم بدأ البرد يتسلل إلى السماء الزرقاء على الرغم من حرارة المواجهة فوق حلبة العشب الأخضر التى بدت مثل حلبات الكوليزيوم الرومانية القديمة التى يتصارع فيها المجالدون. وقد قدم ليفربول ومانشستر سيتى ترنيمة كاملة لجمال كرة القدم.
الشوط الأول سيطر عليه مانشستر سيتى لمدة 45 دقيقة ولعب على ميلنر الظهير الأيمن الذى لم ينجح فى حماية سمعة ألكسندر أرنولد المصاب وهو يشغل هذا المركز كأفضل ظهير أيمن فى العالم حسب تعبير يورجن كلوب. بينما لعب جوتا أفضل لعبة لليفربول فى هذا الشوط بتسديدة قوية بعد فاصل مداعبة سريع بين قدمه اليمنى واليسرى.
** لعب جاك جريليش فى قلب الهجوم، وهو الذى لم يسجل العديد من الأهداف، والذى لم يفعل ذلك من قبل والذى كان لديه القليل من الوقت للتدرب على ذلك، وغاب ستيرلينج لأن ليفربول لن يترك له مساحات ومسافات للجرى.. ولعب جابرييل جيسوس، لاعب الوسط الفعلى، دور الجناح مرة أخرى، وقالت الجارديان البريطانية: « ليس سرا أن جوارديولا أراد مهاجما جديدا بقيمة 100 مليون جنيه إسترلينى هذا الصيف. كانت هذه طريقة واحدة على الأقل لتحقيق ذلك. وكان هذا يشبه شراء قلم حبر من مون بلان واستخدامه لتقشير الجزر»!
** ثار جوارديولا لأن ميلنر لم يطرد لتهوره وعنفه مع فودن الذى تلاعب به فى فترات كثيرة. وقال يورجن مدرب ليفربول: « لعبنا شوطين منفصلين. كانا نصفين مختلفين تماما، لأن الأول كان بالضبط كما لو كان لا يجب عليك فعل ذلك ضد مان سيتى، والثانى كان بالضبط ما ينبغى عليك فعله. الشوط الثانى كنا نحن الشجعان لعبنا بالإصرار».
** انتهى اللقاء بالتعادل 2/2 . وسيشعر كلا الفريقين بأنهما ربما ربحا هذه المباراة نتيجة ما جرى فيها من دراما وإثارة وصراع..