بقلم: حسن المستكاوي
** عزيزى محمد صلاح
** أكتب لك من العاصمة المصرية القاهرة، أكتب لك من مصر أم الدنيا، التى أراها وتراها أنت أيضا أجمل بلاد الدنيا. أريد أن أقول إننا نحبك وفخورون بك، وأنك تمثل لبلدك قوة ناعمة من قواها الناعمة، التى تتسع وتضم الأدباء والشعراء والفنانين والكتاب والصحفيين والأطباء والمهندسين والعلماء والرياضيين الأبطال فى التاريخ وفى الحاضر، وأنت على صدر هذا الحاضر. فلم نعرف رياضيا أو لاعبا على مدى تاريخنا نجما غنى له شعب أوروبى باسمه، لم نعرف أن عند قاعدة عريضة من الإنجليز ملكا مصريا ينافس ملوكهم.
** ملايين المصريين والعرب يحبونك وفخورون بك. وقد فتحت أبواب الحلم أمام شبابنا وأطفالنا، وكنت قدوة لهم، وأيقونة، وشعلة أضاءت طريق الأمل. فلا مستحيل عندك، ولن يكون هناك هذا المستحيل عند كل حالم بقصة نجاح فى أى مجال. فأنت علمت الجميع أن اللعب بجد هو مفتاح العالمية، والعمل بجد هو مفتاح نهضة الشعوب. ليس هذا كلاما غريبا عنك أو جديدا عليك. هو احنا كنا نحلم.. يا صلاح؟ هو احنا كنا نحلم ببطل يغزو الدورى الإنجليزى، وأوروبا، والعالم، ويصنف ضمن أفضل لاعبى كرة القدم المحترفين. هو احنا كنا نحلم يا صلاح؟
** كرة القدم فى المستوى الذى تلعب أنت به ليست لعبة سهلة، وكرة القدم بالمستوى الذى تلعب أنت به تمتزج بالإبداع والمتعة وتتطلب عملا وجهدا فائقا، واهتماما ووعيا بكل تفصيلة صغيرة. فاللعبة الآن مجهدة، ومعقدة، ومركبة، وتتطلب مهارات خاصة، ليست كمهارات سبقت، وكان لها نجومها اللامعة فى أزمنة مضت، فكلما زادت صعوبة اللعبة، وزادت سرعتها، باتت أجمل وأكثر متعة. نعم إن كرة القدم الجيدة لعبة صعبة، وكرة القدم الجيدة لعبة جميلة، وكلاهما الصعوبة والجمال مرتبطان.
** هو احنا كنا نحلم يا صلاح؟
** عرفنا أجيالا مصرية وعربية كلما أرادت أن ترفع رءوسها، تديرها إلى الخلف، إلى أزمنة مضت، أزمنة بعيدة، تبدأ من عصر بناء الأهرامات، وكل ما هو تاريخ، من بقايا الفتح الإسلامى فى الأندلس ومما تركه لنا جابر بن حيان، ومحمد الإدريسى، والبيرونى والفارابى وصولا إلى نجيب محفوظ وزويل ومجدى يعقوب، وبطرس غالى، وأيضا نجوم الرياضة الذين كتبوا لنا تاريخها مثل سيد نصير وخضر التونى ورشوان وكرم جابر، والجمودى وعويطة ونوال المتوكل وفريدة عثمان، ورانيا علوانى، وزكريا شهاب وحبيب حالقيه و.. وغيرهم من نجوم الرياضة المصرية والعربية فى التاريخ وفى الحاضر والآن أنت هناك فى قلب القارة العجوز تبدع بعقلك وبقدميك، نتابعك ونشجعك ونشجع فريقك من أجلك، ونرى انتصارك انتصارنا، ويغنى لك الإنجليز: «الملك المصرى».. وقد عرفت كرة القدم ملكا واحدا قبلك وهو بيليه، وهو الملك الوحيد الذى هتف له رئيس جمهورية عندما استقبله رئيس البرازيل عام 1970 عائدا بكأس العالم!
** الآن أتذكر يوم كنت موجودا فى احتفالية بدعوة من إدارة نادى المقاولون العرب، فى بداية رحلتك مع الاحتراف فى بازل بسويسرا، وحين طلبت منى الكلمة، قلت موجها كلماتى إليك: «كافح واصبر وانجح».. ولكى أكون صادقا الآن لم أتوقع لك كل هذا النجاح، وكل هذا التألق، وكل هذا الإبداع، وكل هذه الرسائل التى تبلغها للملايين من عشاق كرة القدم فى أوروبا وفى العالم: «المصرى يستطيع»..
** هو احنا كنا نحلم يا صلاح؟