توقيت القاهرة المحلي 15:40:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كأس العرب هيا..

  مصر اليوم -

كأس العرب هيا

بقلم: حسن المستكاوي

عرف العالم روسيا الحقيقية في مونديال 2018، فهي ليست تلك الصورة الذهنية التي رسمها الغرب لمجلس السوفيات الأعلى بزعمائه كبار السن، بريجينيف، وخروتشوف، ويوري أندروبوف وغيرهم الذين أحاطت بهم أسوار وقصص غربية غامضة، ولكنها دولة كبيرة لها تاريخ وثقافة وحضارة، ويملك شعبها روحاً ودودة. وسيكون مونديال قطر بمثابة رسالة حضارية في مظروف كرة القدم. فسوف يرى العالم سنغافورة العرب بمبانيها الشاهقة الباسقة التي تحمل روح العصر، سيرى الملايين من عشاق كرة القدم المنطقة العربية كما لم يعرفوها من قبل. سيتعرفون على ثقافاتها، وتقاليدها وكرمها، وقدر السماحة الذي تحمله القلوب العربية لشعوب العالم. نعم، هيا بنا نحن على مسافة 24 ساعة من انطلاق كأس العرب، أو كأس الخليج العربي، الممثلة في كأس العالم لكرة القدم، أكبر حفل عرفته البشرية في تاريخها.

في مونديال الشرق الأقصى كوريا واليابان عام 2002، كان المشهد غريباً لرجل يقف بجلبابه السنغالي الشهير أمام عدسات المصورين وهو يمسك بديك يرمز للمنتخب الفرنسي من عنقه، مداعباً أو موحياً بأنه «يخنقه» بعد فوز منتخب بلاده على فرنسا حاملة اللقب في مباراة الافتتاح. وبهذه الابتسامة التي غلف بها السنغالي وجهه في اللحظة التي يتوقف فيها الزمن لجزء من الثانية لتسجله الكاميرا، لم يخف بها ما فعلته وصنعته كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في الشعوب، فانتصاراتها تمس كبرياء الأمم.

المشجعون تراهم يتدفقون على الملاعب في جماعات، وفي مواكب صاخبة، ويتزاحمون ويتضاحكون ويتظاهرون، ويتندرون ويتوعدون بعضهم بعضاً... وتراهم يتدفقون بسيارات مشحونة، وأتوبيسات ضخمة، وقطارات مكدسة، وطائرات خاصة. وكل شيء قبل المباراة يصاب بالشلل إلا الملعب فهو وحده يصبح فيلماً من أفلام فيليني مليئاً بالحياة والحركة والانفعال والضوضاء، مليئاً بالغضب والحب والعرق والخوف. لقد أتاحت ساحة مغطاة بعشب أخضر جميل تحيط بها مدرجات مزدحمة الفرصة لكى يهتف فيها الآلاف من الناس لفريق أو ضد فريق، ويصرخوا، ويفرحوا، ويتألموا. وهذا الصراخ والهتاف والانفعال والصراع هو جوهر كرة القدم، وسر جمالها وشعبيتها...

إن قيمة كرة القدم وكأس العالم أنها لعبة توحّد الشعوب، فلا يوجد أثناء البطولة فريق نحن وفريق هم. إنها «دورة ألعاب» رياضية وحضارية واقتصادية وثقافية وسياسية. فكرة القدم هي الظاهرة العالمية الأوسع والأعرض... والمونديال احتفال كبير حاشد وهائل، ويشهد لقاءً بين الحضارات والثقافات، وتسقط فيه حواجز اللغات والجنسيات والألوان والآيديولوجيات والأديان.

ويمكن أن نقسم تاريخ كرة القدم إلى مرحلتين، الأولى ما قبل كأس العالم، والأخرى ما بعد انطلاق كأس العالم. فقد طورت تلك البطولة اللعبة في كل أقطار الكوكب. وكانت سبباً مباشراً في ظهور تكنولوجيا رياضية جديدة، تساوي أثر تكنولوجيا برنامج الفضاء الأميركي على اختراع التليفون المحمول والكاميرات الديجيتال، والسبائك المعدنية القوية والخفيفة...

قطر والسعودية وتونس والمغرب، أربعة منتخبات عربية تخوض أجواء هذا الصراع العالمي، وتتطلع إلى إنجازات نسبية سبق وحققتها، مثل التأهل إلى دور الستة عشر. فهل تستطيع؟ وهل تصدق ترشيحات الخبراء بشأن تفوق أميركا الجنوبية هذه المرة بعد غياب دام أربع بطولات عن منصات التتويج، وذهب خلالها اللقب للمنتخبات الأوروبية؟

* التوقعات سوف تظل مجرد قراءة في فنجان مقلوب...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كأس العرب هيا كأس العرب هيا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

بحث أميركي يدشن مشروعًا لإعادة تصور وجه نفرتيتي

GMT 23:17 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

نادي روما الإيطالي يجهض حلم يورجن كلوب

GMT 13:46 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع لمجلس إدارة اتحاد الكرة الثلاثاء المقبل

GMT 11:51 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإسماعيلي في مباراة قوية أمام الأسيوطي مساء الإثنين

GMT 01:38 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

إلهام شاهين والأب دانيال يكرمان آمال فريد

GMT 05:51 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صعوبة البلع والنزيف المهبلي أبرز أعراض السرطان

GMT 22:36 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجزر والخضروات لسرطان البروستاتا

GMT 22:09 2014 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حاسبات" بني سويف تنظم مسابقة في البرمجيات للجامعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon