بقلم: حسن المستكاوي
** المنتخب المصرى وضع ضمن المنتخبات المرشحة للقب فى الكاميرون، ففى كل بطولة للأمم يكون المنتخب من الفرق المرشحة بغض النظر عن التصنيف أو المستوى. ويضاف إلى أسباب ترشيح منتخب مصر الريادة وبدء ممارسة اللعبة مبكرا، والمشاركة فى الألعاب الأوليمبية عدة مرات، وشعبية كرة القدم فى البلد، والبطولات التى حققتها الأندية فى المنافسات الأفريقية، وكلها أسباب تضع منتخب مصر تقليديا كقوة مرشحة للقب الأفريقى.
** هنا أود الإشارة إلى «الكلام القديم الذى لا يدخل العقل، ولم يدخل عقلى يوما».. وهو: «إن منتخب مصر يلعب جيدا فى الدورات المجمعة، لكنه لا يجيد اللعب فى مباريات الذهاب والعودة، ولذلك لا يذهب إلى كأس العالم كثيرا»!.
** هذا كلام يتردد منذ سنوات. وهو خطأ تماما. فمن جهة مصر الأكثر مشاركة فى الأمم الأفريقية، ومع ذلك فازت بسبع بطولات فقط أعوام 1957 و1959 و1986، و1998، و2006 و2008 و2010. بينما الكاميرون مثلا فازت بخمس بطولات 1984 و1988 و2000 و2002 و2017. يعنى الفارق ليس كبيرا. كما أن مصر حققت اللقب مرتين فى البدايات بمشاركة منتخبى إثيوبيا والسودان وقبل أن تلعب أفريقيا كرة القدم، والمناسبة هى المرة الأولى التى يجتمع فيها منتخبات مصر وإثيوبيا والسودان فى نهائيات الأمم الأفريقية منذ عام 1970. بينما لعبت مصر فى كأس العالم ثلاث مرات أعوام 1934، و1990، و2018. ولعبت الكاميرون فى كأس العالم سبع مرات أعوام 1982 ــ 1990 ــ 1994 ــ 1998 ــ 2002 ــ 2010 ــ ٢٠١٤.
** لماذا لا نتأهل لكأس العالم كثيرا مثل الكاميرون والدول الأفريقية الأخرى التى نالت هذا الشرف عدة مرات؟ ولماذا لا نلعب كرة القدم فى نهائيات المونديال؟ هل حقا للسبب الذى يردده الكثيرون بأننا «حلوين فى البطولات المجمعة، ومش قوى فى الذهاب والعودة».. هل تصدقون هذا الكلام المسطح؟!
** المنتخب القوى يكون قويا فى البطولات وفى الذهاب والعودة. وهناك أسباب أخرى أبعدتنا عن كأس العالم كثيرا، مثل عدم التخطيط وعدم وضع برامج احتكاك حقيقية ومدروسة، بغض النظر عن اللعب مع فريق استعدادا لمباراة أو بعمل تقسيمة مع الكونغو قبل هذه البطولة ثم تلغى التقسيمة لأسباب طبية أو فنية، بينما لعب منتخب الجزائر مع غانا فى الدوحة وفاز 3/صفر. وكان لعب عدة مباريات طوال العام الماضى ضمن خطة الاستعداد لبطولة الأمم الأفريقية.. فكم مباراة تجريبية لعبها منتخب مصر؟
** ذلك سؤال لا يهم. وإنما الأهم متى وضعت الاتحادات المصرية المختلفة فى أجندة المنتخب لأربع سنوات أو لعامين برنامجا تدريبيا باللعب مع منتخبات مثل إنجلترا وألمانيا والبرازيل. ودعكم من هذا الحلم. فلماذا لا نلعب مع المجر وروسيا ورومانيا وبلغاريا مثلا، وهى نوعية من منتخبات نقابلها فى كأس العالم حين نذهب إلى كأس العالم؟
** من نماذج عدم فهم عملية صناعة مشروع حقيقى لكرة القدم أن اتحاد كرة القدم عام 1965 تعاقد مع 12 مدربا أجنبيا لتدريب فرق الكبار فى الدورى المصرى، وكان الأفضل أن يكون هؤلاء لتدريب فرق الناشئين. فهناك مفهوم خاطئ بأن مدرب الأشبال يمكن أن يكون شبلا؟!
** كلام مسطح وأسباب غير منطقية، ومفاهيم مغلوطة تطرح وتهضم وتبلع، دون التفكير فيها من نوعية: «حلوين قوى فى المجمع. ومش ولابد فى الذهاب والعودة».. راجعوا كيف فزنا ومع من لعبنا ومتى. وكم مرة شاركنا فى الأمم الأفريقية، وكم مرة بهذا المنطق، كان واجبا أن نفوز باللقب الأفريقى ما دمنا حلوين فى المجمع؟!.