بقلم :حسن المستكاوي
** أصدر نادى ليفربول على موقعه الرسمى بيانا يبدى خلاله أسفه الشديد وخيبة أمله للهتافات المسيئة أثناء مباراة الفريقين فى البريميرليج والتى انتهت بالتعادل. وكانت مجموعة من جماهير ليفربول قامت بالغناء أثناء المباراة بعبارات مرفوضة حسب البيان، وقال النادى إنه يشجب ويرفض هذا الفعل جملة وتفصيلا، وسوف يجرى تحقيقا فى الأمر لمعاقبة من تجاوزوا، خاصة أن الإساءات التى صدرت، ليست ضمن مبادئ النادى ولا يجب أن تكون فى إطار مجتمع كرة القدم. فالنادى لا يقبل العنصرية ولا التمييز ولا التنمر، ولا الإساءة لأى إنسان أو لاعب عبر الهتاف والغناء، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.
وليست تلك هى المرة الأولى التى يصدر فيها ناد إنجليزى أو أوروبى بيانا على موقعه الرسمى ينتقد فيه خروج جمهوره عن الروح الرياضية أو التقاليد والمفاهيم التى تصبغ بها كرة القدم.
** هذا دور القيادة. ومن أسف أننا منذ فترة نعانى من سطوة المهرجين، والمتاجرين والمتعصبين، ونعانى من تجاوزات وإساءات مذهلة، ولا أحد يتحرك بموقف أو عقاب. بينما لم نتوقف نحن يوما، ومنذ سنوات عن نقد هذا السلوك المشين، الذى أخذ يمس نزاهة أندية ونزاهة حكام، وأعراض لاعبين، فى جريمة تستوجب الحساب..
** إن سلوك لاعبى الزمالك يوم الفوز بالدورى، بالهتاف ضد الأهلى كان سلوكا غير رياضيا ومرفوضا، وبالمثل كان هتاف جمهور الأهلى يوم الفوز ببطولة إفريقيا، ضد شيكابالا، كان أيضا مرفوضا، ناهيك عن هتافات وتغريدات عنصرية وتمس الأعراض، وهو أمر مسىء، كان يستوجب إجراءات قانونية. وهناك وقائع متكررة، من كل الأطراف، وآخرها ماحدث فى آخر مباريات الزمالك بالدورى، فى مواجهة رئيس الاتحاد. وهكذا اللعب بكرة النار مستمر، ويشارك به عناصر اللعبة بتصريحات تلهب، وتسىء، وتستسفز كأنها تدعو لمزيد من الاشتعال.. ولا أحد يحاسب!
** للمرة الأخيرة أتحدث فى هذا الموضوع، فقد مكثت سنوات أرفض وأشجب وأعلق، وفعلت ذلك فى أوقات قبل أن يولد هؤلاء الذين يطالبوننى بالتعليق، لكن هذا ليس وقت الرأى والنصح. هذا وقت العقاب القاسى والصارم. هذا وقت الشطب، لمن يتجاوز فى حق ناد أو لاعب. وهذا وقت الحساب لمن يصدر تصريحات وهو يمتطى موقع المسئولية فى أى ناد، سواء لاعبا أومدربا أو إداريا. وهذا وقت الحساب لأى إعلامى يظهر للجمهور ويتحدث بإساءات خبيثة لجمهور منافس، وجربوا العقاب الصارم مرة ومرات، ففى تاريخ البشرية كان الإصلاح الأخلاقى يتطلب سيف القانون القوى المؤلم..
** لم أتوقف يوما عن رفض ونقد تهريج المهرجين، وطالبت قبل أيام بتطهير الخطاب الرياضى، وكان ذلك قبل المهازل الأخيرة، وطالبت بمعاقبة لاعبين ومدربين وإداريين وحتى إعلاميين يغذون التعصب بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وقلت من يريد أسماء وأمثلة، فعليه أن يرجع إلى سجل العصر الحديث، وهو موقع التواصل الاجتماعى، فهناك سوف تجدون، خزينا كبيرا من قلة الأدب وسوء الأخلاق !
** وكنت اقترحت ما يلى: عقد اجتماع عاجل تحضره إدارات الأندية الجماهيرية وفى مقدمتها الأهلى والزمالك، ويحضرها لاعبو الفريقين الكبيرين، والمدربين والإداريين. وأن يكون واضحا أن الحساب سيكون عسيرا جدا لمن يتجاوز.
**مرة أخيرة: إن عملية القضاء على التعصب المريض والمقيت، عملية صعبة وشاقة، وسوف تستغرق زمنا، ربما يكون بنصف زمن انتشار هذا المرض، فلم يعد الأمر انتماء وحبا لفريق، وإنما تعصبا وكراهية لفريق آخر!