توقيت القاهرة المحلي 08:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيمة انتصار أكتوبر

  مصر اليوم -

قيمة انتصار أكتوبر

بقلم :حسن المستكاوي

** قيمة انتصار السادس من أكتوبر 1973 بدأت من هنا.. من مايو 1967. أخذت كرة الحرب تكبر، حين بدأت عمليات فدائية فى الجليل، ثم إعلان التعبئة وتحرك قوات إسرائيلية على جبهة دمشق، واستدعاء قوات الاحتياط فى مصر، وإغلاق مضيق تيران، وتحرك قوات المظلات المصرية إلى شرم الشيخ لحمايتها. وبينما كانت كرة الحرب تكبر، أخذت مشاعر التفاؤل بالقضاء على إسرائيل تعلو.. وفى صباح يوم الخامس من يونيو شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على المطارات المصرية، وفى اليوم الثانى سمعنا لأول مرة تعبير «خط الدفاع الثانى» ثم توالت الساعات ووجهت النداءات لقوات الصاعقة المصرية بقيادة جلال هريدى بالعودة إلى قواعدها.
** الصدمة كلمة لا تكفى للتعبير عن حالنا، نحن الجيل الذى عاش معارك وطنه كلها بنبضات قلبه، وخلبته زعامة عبدالناصر وشخصيته الطاغية. وحين أعلن الرئيس تنحيه عن السلطة تحرك الملايين فى كل ربوع مصر ترفض رحيله، وتطالبه بالبقاء والثأر، وكان ذلك ثقة فيه، وكان ذلك تحميله لمسئولية الهزيمة، وكان ذلك هو اليقين فى قدرة القوات المسلحة المصرية. وكان ذلك كله أكبر دليل على قوة الشعب وصلابته ووطنيته، وأن حبة الرمل المصرية، هى جنين، يولد وينمو ويعيش ويموت على أرض مصر.
** مصر لم تنكسر ولن تنكسر. هكذا هى من فجر التاريخ. ليست تلك مجرد كلمات وحروف. لكنها حقيقة سجلها التاريخ منذ آلاف السنين. لذلك كانت حرب الاستنزاف كلها بطولات. وكلها تضحيات. بداية من معركة رأس العش ونهاية ببناء حائط الصواريخ وبناء القوات المسلحة فى عملية إرادة مذهلة.
** سبتمبر 1970 أيلول الأسود. الصراع الذى نشب فى الأردن بين القوات المسلحة الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والدعوة لمؤتمر قمة عربى لإيقاف النزيف. ويبذل عبدالناصر جهدا فائقا، ويأتى يوم 28 سبتمبر وبالمصادفة أعلم فى السادسة مساء، برحيله، قبل إعلان ذلك بخمس ساعات. فأنطلق أجرى بلا توقف فى الشوارع حزنا وألما وخوفا وأبكى بلا نهاية لدموعى.
** ديسمبر 1971. عام الحسم كما قال الرئيس السادات. لكن مصر لم تتحرك للحرب. ربما لأسباب تتعلق باستكمال عمليات التسليح، وربما بسبب الحرب الهندية الباكستانية. فتحركنا فى مظاهرات طلبة الجامعة لكسر حالة اللاسلم واللاحرب. كان تحرك جيل عاش كل لحظة من معارك بلاده بمشاعر وطنية راسخة، ولم يفقد هذا الشعور أبدا لهزيمة أو لقصور أو لظروف معيشة قاسية.
** يونيو 1973. كان الآلاف من طلبة الجامعة فى الإجازة الصيفية يسافرون إلى أوروبا للعمل فى المصانع والمزارع والمقاهى. وكان ذلك تقليدا سنويا.
** أكتوبر 1973. كنا مجموعة شباب فى إنجلترا ونستعد للعودة إلى القاهرة يوم 10 أكتوبر. وفى مساء السادس من أكتوبر دخل شاب المطعم الذى نجلس به وصرخ: «ياجماعة مصر عبرت قناة السويس».. جرينا وهرولنا إلى صحف المساء اللندنية. قرأنا العناوين: «الجيش المصرى يعبر قناة السويس ويخوض معارك ضارية شرق القناة».
** مضينا فى شوارع لندن نبكى ونهتف تحيا مصر.. وعدنا إلى مطار القاهرة يوم 29 أكتوبر. وأخذنا نقبل الأرض. وخارج المطار كانت الرءوس مرفوعة. والوجوه بشوشة وضاحكة وفخورة. إنه شعب عظيم لا ينكسر. وجيل عظيم من الاباء والأبناء كان مستعدا لتضحيات لا نهاية لها من أجل استرداد أرضه وكرامته.
** إن قيمة انتصار أكتوبر أنه رسخ وطنية الشعب المصرى. وهو شعب لا ينكسر. ويملك يقينا فى قواته المسلحة وبأنها الدرع والسيف الذى يحميه.. تحيا مصر كما كانت وكما هى وكما ستكون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيمة انتصار أكتوبر قيمة انتصار أكتوبر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
  مصر اليوم - فيفا يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة الأفضل

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon