توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرياضة فى السياسة والحرب!

  مصر اليوم -

الرياضة فى السياسة والحرب

بقلم: حسن المستكاوي

** ضحكت وأنا أقرأ هذا الخبر:
«قرر الاتحاد الدولى للجودو تجريد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وشخصيات روسية بارزة من دائرة المقربين منه والتى تعرف باسم «الأوليجارشية» من جميع الألقاب التى فازوا بها والمناصب التى شغلوها بالاتحاد. وأوضح الاتحاد الدولى للجودو ومقره فى بودابست أن الاتحاد الدولى للجودو يعلن أن السيد فلاديمير بوتين والسيد اركادى روتنبرج تم تجريدهما من كل المناصب التى شغلوها فى الاتحاد الدولى للجودو».
** ضحكت لأنه حضرنى سؤال: لماذا منح الاتحاد الدولى للجودو ألقابا ومناصب؟ هل كان ذلك حقا أم مغازلة أم نفاقا؟

** منذ العملية العسكرية لروسيا فى أوكرانيا توالت عقوبات رياضية بجانب العقوبات الاقتصادية والسياسية والتجارية. فأقصى منتخب روسيا لكرة القدم من تصفيات كأس العالم، واستبعد الروس من الألعاب الأوليمبية البارالومبية، ونقل نهائى دورى أبطال أوروبا من روسيا. ولو كان هناك متفرج روسيا يجلس متابعا مباراة فى البينج بونج فسوف يسحب من مقعده ويطرد خارج الصالة.. فهل هى السياسة التى لعبت فى الرياضة أم أنها الحرب بكل ما فيها من آلام إنسانية وفظائع وجرائم التى حركت أهل الرياضة؟

** أضحك من قلبى على هذا العالم وعلى أهل الرياضة الذين يقفون فى مدرجات حروب أخرى يتفرجون، ويتشدقون بحقوق الإنسان فى أوكرانيا، لم يعرفوا حقوق الإنسان عندما شنت أمريكا والغرب، نفس الغرب، الحرب على العراق عام 2003، وقبل ذلك عندما هاجمت بريطانيا جزر فوكلاند الأرجنتينية عام 1982.. وهو الغرب نفسه الذى يجلس فى مدرجات ملعب الحرب فى سوريا واليمن وليبيا يتفرج، ويتناول المرطبات، ويتثاءب، وهو يرى كرة النار تركل وتأكل حياة الشعوب العربية واقتصادها، بمبررات متنوعة.. كأن أوكرانيا وحدها هى بها بئر أو نبع حقوق الإنسان فى الكوكب!!

** اضحك معى كلما سمعت أو قرأت شعار: « لا سياسة فى الرياضة ».. فهى موجودة فى قلب الرياضة منذ الأزل، إلا أن الحرب ليست سياسة لكن الرياضة لها أدوار ومواقف مهمة فى معالجة أزمات السياسة.. وبينما كان العالم يتذكر ما كتبه الأمريكى صمويل هنتنجتون فى منتصف الثمانينيات عن صدام الحضارات بعد أحداث 11 سبتمبر وتحطم الكبرياء الأمريكى كان نفس العالم يعيش أحداثا رياضية ترفع رايات المحبة والسلام بين الحضارات. ومما لا شك فيه أن هذا الوجه الجميل للرياضة هو الذى دفع السياسى السويدى لارس جوستافسون عام 2001 إلى ترشيح كرة القدم للفوز بجائزة نوبل للسلام ولم تكن تلك مداعبة ففى تاريخ الرياضة مشاهد تؤكد قدرتها على إزالة الخلافات وتقريب المسافات بين الشعوب، فقد أزال مونديال 2002 تاريخا من العنف والدم بين كوريا واليابان منذ غزو الإمبراطورية اليابانية لشبه الجزيرة الكورية عام 1867 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وساهمت مباريات البينج بونج فى تقارب أمريكى صينى، وفى التاريخ ما هو أغرب من الغرائب، ففى الأول من يناير عام 1914 كانت مجموعة من الجنود البريطانيين والحلفاء تواجه فرقة ألمانية معادية فى خنادق تفصل بينها الجثث، ووضع الجنود أسلحتهم وخاضوا واحدة من أشهر المباريات فى التاريخ وفاز الألمان 3\2 وفى اليوم التالى تبادل الفريقان القتال.. فهل هناك أغرب أو أعجب من ذلك؟!

** يبقى أهم سؤال، وهو سؤال عام لا يتعلق بعملية روسيا العسكرية فى أوكرانيا: ماذا لو هددت دولة ما حياة شعب ومستقبل أجيال فى دولة أخرى؟ هل تكون الحرب وقتها مشروعة لأنها حرب ضرورة.. وما هى الحرب أصلا، ما هو تعريفها؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياضة فى السياسة والحرب الرياضة فى السياسة والحرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon