بقلم :حسن المستكاوي
** « تكلم حتى أراك». جملة قالها الفيلسوف الحكيم سقراط. وكان مشهورا بحواراته مع تلاميذه، ومن تلك الحوارات يتعرف عليهم. وأحد أسلحة الشخص العام الذى يخاطب الناس هو لغته ومفرداته فى الكلام التى تكشف عن شخصيته وثقافته. ومن هنا درجت على الاهتمام بلغة الأشخاص الذين يحتلون مواقع المسئولية، وكذلك لغة المدربين الذين يخاطبون الجماهير. وأعتقد أن كارولس كيروش مدرب المنتخب الجديد نجح فى المرور من هذا الثقب وهو يتحدث فى مؤتمره الصحفى الأول.. حيث قال ما يكشف عن ثقافته:
** «هناك فارق فى التاريخ بين منتخبى مصر وليبيا. والتاريخ مبعث فخر، لكن التاريخ لا يمنح أى فريق الأفضلية فى مباراة. وعلينا أن نقاتل على أرض الملعب ونجعل من يأتى بعدنا فخورا بنا مثلما نفخر نحن بمن سبقونا».
** «مواجهة ليبيا فى الجولتين الثالثة والرابعة بالتصفيات، ستكون قوية، مشيرا إلى أن اللاعبين يجب أن يثبتوا أن التاريخ على أرض الملعب».
** «قميص منتخب مصر ليس مجرد قميص، ومن يرتديه عليه أن يدرك أنه يرتدى أحلام شعب. فلابد أن يلعب بثقة وبفخر واستمتاع لإسعاد الناس».
** «هذه هى المرة الأخيرة التى نتحدث فيها عن الخوف من فرق أخرى. سنحترم كل الفرق لكننا سنلعب بنفس الطريقة أمام كل الفرق. سنلعب للفوز».
** « سواء كانت أرض الملعب فى ليبيا نجيلا صناعيا «تارتان» أو نجيلا طبيعيا سنعلب للفوز ولا أعذار. وهم أيضا سيحضرون إلى مصر للعب على نجيل طبيعى».
** «كأس العالم هدف صعب وليس سهلا وسنسعى لتحقيقه. الأهم فى كرة القدم دائما هوالمباراة المقبلة».
** تلك بعض الجمل التى تضمنتها تصريحات كيروش فى مؤتمره الصحفى الأول، وهى تكشف عن ثقافته العامة، التى يستمد منها مفرداته، وتكشف عن صدقه، وتكشف عن أسلوبه فى مخاطبه الرأى العام، وعن ثقته فى نفسه وفى المنتخب الذى يقوده. وهو شأن بعض المدربين الأجانب فى ذلك. بينما نرى فى أحيان أخرى بعض المدربين الذى يتحدثون لمدة ساعة فى مؤتمر صحفى دون أن يقولوا شيئا، أو يقولوا كلاما سبق أن قيل مائة مرة فى أى مناسبة: «المباراة القادمة عنق زجاجة».. «كل لاعبى مصر أمامهم فرصة للانضمام للمنتخب». « المهم النقط الثلاث والأداء ليس مهما الآن».. (أسأل نفسى منذ سنوات ومتى يكون الأداء مهما يا مدرب؟!».
** الوقت ضيق أمام الجهاز الجديد للمنتخب. والموقف صعب حقا، لأن منتخب ليبيا يحتل المركز الأول برصيد 6 نقاط. لكن الواقع أن الأصعب هو أن أداء المنتخب فى 10 مباريات منذ عام 2019، لم يكن جيدا فى تصفيات الأمم الإفريقية وفى تصفيات المونديال، وحقق الفوز بصعوبة فى معظم المباريات، وفاز مرتين بنتيجة كبيرة أمام توجو 3/1 وجزر القمر 4/صفر. فهل يستطيع كيروش وجهازه فى الوقت الضيق تغيير أسلوب الفريق والاقتراب من الكرة الجديدة التى يجب أن يلعبها، ويكون مسلحا بشخصية قوية تعبر عن تاريخ الفريق وحاضره أيضا؟
** شخصية المدرب سوف تؤثر فى لاعبى الفريق، وتبث الثقة فى أنفسهم، وتلك الثقة فى غاية الأهمية. إلا أن الثقة أيضا تقف على ثلاثة أشياء. اللياقة. والسرعة. والقوة. وهى عناصر على كيروش وجهازه دراستها بعمق للتأكد أين هى من لاعبى المنتخب بشكل عام؟
** لقد تكلم كيروش جيدا. يبقى أن يلعب جيدا أيضا..