بقلم :حسن المستكاوي
** أصيب هارفى إليوت، لاعب ليفربول الشاب، إصابة بالغة بعد التحام متهور وعنيف من جانب الهولندى باسكال ستريك لاعب ليدز فى وسط الملعب حيث لم يكن امتلاك إليوت للكرة يمثل أى أهمية أو خطورة على مرمى ليدز.
تلقى باسكال بطاقة حمراء ونقل إليوت على وجه السرعة للمستشفى بعد أن تحرك كاحل القدم من موضعه. الفزع أصاب زملاء اللاعب الشاب واولهم محمد صلاح الذى كان قريبا من موقع الحادث. انتهى الخبر.
** الآن أرجو قراءة تصريحات يورجين كلوب مدرب ليفربول بعناية، التى تعكس ثقافته وتواضعه ومشاعره كمدرب أب، وكيف أطلقها بعد لحظات من الحادث بذهن يقدر الموقف خال من العقد ومن العصبية ومن التعصب ومن الهرتلة، ومن الهلفطة، ومن إثارة الفتن بين الجماهير. لم يقل الرجل شيئا يمس الهولندى باسكال ستريك، لم يوجه الاتهام، لم يطالب بالعقوبة الشديدة والشطب مثلا. لم يشارك فى تمرير كرة الكراهية إلى جماهير ناديه فى إطار المزايدة بالحب والانتماء. كما يفعل البعض فى ملاعبنا، وفى مثل تلك المواقف المؤلمة والقاسية.
** قال كلوب فى تصريحات عقب المباراة «لم يكن الأمر جيدا بالمرة. أعتقد أن الجميع شاهد أن الكاحل لم يكن فى موضعه الصحيح، لكن الطاقم الطبى حاول أن يقوم بعمله ويتعين علينا انتظار الفحوصات الطبية التى سيخضع لها اللاعب. هو الآن فى المستشفى وسنرى ما سيحدث».
وأضاف مدرب ليفربول «شاهدنا مدى تأثير ذلك على المباراة وكان بمثابة صدمة للجميع. إليوت بمثابة أخ أصغر للاعبى الفريق. إنه يلعب مع مجموعة من المخضرمين ويتمتع بجودة وموهبة كبيرة وكان ما تعرض له قاسيا بالفعل».
وأوضح كلوب «لا أستطيع أن أحكم على ما إذا كان التدخل متعمدا من عدمه، ربما كان هناك صعوبة فى التعرف على ذلك. لم أحتفل بالبطاقة الحمراء التى نالها لاعب ليدز. كنا نهتم فقط بحالة إليوت، لكننى لا أتخيل أن تلك الإصابة وقعت بشكل مقصود، ولا أريد أن يشعر ستريك بأنه مذنب».
** ماذا يقال فى ملاعبنا حين تقع إصابة مماثلة.. أترك لكم الإجابة كى يكون واضحا أن الفارق سنوات ضوئية، ليس فى اللعبة فحسب، وإنما فى الأخلاق وفى حساب الكلمة قبل النطق بها، وفى المشاعر الإنسانية الصادقة فى أوقات الخطر والأزمات.. وهى كلها أمور يمكن أن نفعلها اليوم وغدا، بينما من الوارد أن يستغرق اللعب بمثل كرة ليفربول تلك السنوات !
** وكفاية كده !
** هناك ظواهر جديدة فى الكرة المصرية ومنها تدريب التونسى معين شعبانى للمصرى وهى خطوة جديدة. وتدريب الجنوب إفريقى موسيمانى قبلها للأهلى وقد كانت خطوة جريئة. وهذا بجانب دائرة الكراسى الموسيقية التى تعيشها الكرة المصرية منذ سنوات مع بعض المدربين الأجانب، كذلك التنوع فى التعاقد مع لاعبين من الشمال الإفريقى من تونس والمغرب والجزائر وأيضا من سوريا وأمريكا الجنوبية، بجانب لاعبى أفريقيا. هذا التنوع فى المدارس والثقافات الكروية يمكن أن يساهم فى إضافة بعض القوة على اللعبة.. نرجو هذا!