بقلم -حسن المستكاوي
** اعتذار الأهلى عن عدم المشاركة فى البطولة العربية يقودنى إلى ما سبق وتحدثت عنه بشأن أولويات الأهلى والزمالك. وكنت شرحت أهمية تعزيز شعبية الناديين فى الإقليم، وأن ذلك يجب أن يكون هدفا لأسباب جماهيرية ومادية واقتصادية وقومية ومصرية أيضا تتعلق بتعزيز قيمة القوة الناعمة لكرة القدم.. وفى بيان اعتذار الأهلى أسباب وتواريخ مهمة:
1ــ تلاحم المواسم الثلاثة الماضية وضغط المباريات المتتالى، وهو الأمر الذى ترتب عليه إصابة عدد كبير من اللاعبين.
2ــ الموسم الحالى من الدورى المصرى سينتهى يوم 15 يوليو المقبل، فيما تبدأ منافسات البطولة العربية يوم 20 من الشهر ذاته وتنتهى فى الخامس من أغسطس، وهو ما سيترتب عليه عدم حصول لاعبى الأهلى على أى فترات راحة بين الموسمين، ولن يتمكن الجهاز الفنى من إقامة فترة إعداد للموسم الجديد الذى سينطلق فى الأول من سبتمبر المقبل.
3ــ القرار فنى يأتى من المدرب السويسرى مارسيل كولر.
** وأعود وأكرر أن قيمة البطولة العربية ترتبط عندى بدور الأهلى والزمالك كقوة مصرية ناعمة، وهما القوة الأقوى من ضمن القوى المصرية الناعمة الفنية والأدبية والثقافية، لما لكرة القدم من تأثير وانتشار وشعبية واسعة. وما زلت أرى أن هذه البطولات لها دور فى تعزيز الروابط على الرغم من ظهور حساسيات فى مباريات تعد مثارا للتندر، إلا أن تعدد اللقاءت تذيب تلك الحساسيات، حيث يتعلم الجميع أن من يفوز اليوم يمكن ألا يوفق غدا، واليوم والغد يتكرران ويمنحان الأطراف كلها نفس الفرصة..
** هذا ليس كلاما فنيا وهو ما يسأل عنه فقط المدرب. ولكنها رؤية سياسية واجتماعية وقومية. بجانب ما يمس شعبية الأهلى ودوره الإقليمى، وهو ما يجب أن يخضع إلى إستراتيجية متكاملة. ولعل ذلك يستوجب التوقف عند أجندة النشاط العربى لكرة القدم، وهى غير واضحة المعالم وليس لها خريطة تمتد إلى سنوات. بجانب ارتباك الأجندة الأفريقية والأجندة المحلية. وحين أشرت إلى أولويات الأهلى والزمالك كنت واضحا فى تفسير الأسباب، فهل هناك أولويات حقا عند الناديين؟ وهل يمكن التضحية بمشاركة الفريق الأساسى فى بطولة مقابل الاشتراك بفريق ثان فى بطولة أخرى؟
** قبل أيام قال كارلو أنشيلوتى، المدير الفنى لريال مدريد إن هدف الفريق الدائم هو الفوز بكل لقب ممكن هذا الموسم. وهذا أيضا هدف الأهلى والزمالك. وقد لا يتحقق بالكامل. فلا يفوز الفريق بكل البطولات وهو أمر منطقى. وهذا يعنى وضع أولويات وإقناع جماهير النادى بتلك الأولويات. وأذكر أنه فى عام 2019 شارك ليفربول فى كأس العالم للأندية وطلب تأجيل مباراته المحلية مع أستون فيلا ورفض طلبه فقرر ليفربول الدفع بفريقين للتنافس فى البطولتين خلال فترة لا تتجاوز أربع وعشرين ساعة وقد لجأ ليفربول لهذا الحل فى مواجهة مشكلة التضارب بين موعد مباراة دور الثمانية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مع أستون فيلا يوم 17 ديسمبر، وموعد أول مبارياته فى كأس العالم للأندية يوم 18 ديسمبر.. وقد فاز ليفربول بكأس العالم للأندية وخسر شبابه مباراته مع أستون فيلا بخمسة أهداف، هل يمكن أن يفعل ذلك الأهلى والزمالك؟!
** سبق الأهلى عصره، ففى سنة 1911 كوّن النادى أول فريق كرة قدم فى تاريخه من طلبة المدارس وكان الأهلى هو أول نادٍ فى مصر يؤسس ثلاث فرق لتمثيله واللعب باسمه، فكان الفريق الأول يطلق عليه «الفريق الأحمر»، وفى عام 1926 أنشأ فريقا ثانيا سماه «الأهلى الأبيض»، ثم أنشأ فريقًا ثالثًا عام 1927 سماه
«الأهلى الأزرق ». وقد لعب الفريقان الأبيض والأزرق ضمن فرق أندية الدرجة الأولى التى كانت تتبارى على كأس مهداة من أبو بكر راتب للألعاب السداسية بين مختلف المدارس والأندية، وبعد ذلك لعب الفريقان ضمن فرق الدرجة الثانية، ثم ألغى الأهلى فريقه الأزرق وبعدها ألغى فريقه الأبيض فى مطلع الأربعينيات.. وكان ذلك «زمان».. فى زمن بعيد لم تكن به قواعد ولوائح تمنع مشاركات عدة فرق لناد واحد فى بطولات محلية، وكان زمنا تضع فيه الإدارات أولوياتها وترتبها وتعلنها على جماهيرها