توقيت القاهرة المحلي 09:48:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زراعة الشك والأشواك فى صدور الحكام

  مصر اليوم -

زراعة الشك والأشواك فى صدور الحكام

بقلم:حسن المستكاوي

** هل هناك أزمة فى التحكيم المصرى أم أنها أزمة مجتمع كرة القدم فى مصر؟
** فى مباراة الزمالك وبيراميدز سجل يوسف أوباما هدفًا لم يحتسبه الفار فى 20 ثانية فقط، لأنه تسلل ولعب الفريقان ركلات جزاء ترجيحية، وفاز الزمالك وتأهل للمباراة النهائية. اختلف الكثيرون حول صحة هدف أوباما من عدمه. ودارت عجلة التساؤلات حول مستوى التحكيم فى الكرة المصرية.. لكن لماذا ينجح الحكم المصرى حين يشارك فى مباريات إفريقيا أو كأس الأمم، ويحترم الوسط الكروى هذا النجاح، بينما يعانى نفس الحكام من اتهامات سوء المستوى.
** فى كأس الأمم الإفريقية بكوت ديفوار شارك 8 حكام من مصر، وحققوا نجاحًا واضحًا، وهم: محمد معروف، ومحمد عادل، وأمين عمر للوسط، ومحمود البنا ومحمود عاشور للفار، ومحمود أبوالرجال وأحمد حسام طه كمساعدين، وفاز الثمانية بتقدير «كاف» و«فيفا». لكن لماذا على الرغم من هذا المستوى الجيد من حكامنا فى كأس الأمم الإفريقية يطالب الأهلى والزمالك بحكام أجانب، ولماذا على الرغم من المستوى الجيد للحكام المصريين فى الأمم الإفريقية بشهادة الجمهور نراهم يتعرضون للنقد وللهجوم الشرس فى مباريات الدورى والكأس المحلية وفى غيرهما؟
** هناك تفسير واضح سبق أن أشرت إليه، وهو أن حكام كرة القدم كانوا يلعبون فى الأمم الإفريقية بعيدًا عن الضغوط التقليدية التى تخرج عن ضغوط التنافسية فى إفريقيا، وتخرج عن ضغوط المباراة. وإذا كان الحكم واثقًا بنفسه ويدير اللقاء باحترافية وبلياقة بدنية كبيرة، فسوف ينجح. لكن المشكلة تكمن فى الضغوط التى لا يستطيع أن يواجهها أو يهزمها. فى كأس إفريقيا هم يلعبون فى اختبار مستواه أعلى من مبارياتنا المحلية، وأمام اتحاد قارى مستواه أعلى من مستوى اتحادنا الأهلى، وأمام اتحاد دولى مستواه أعلى من الاتحادين القارى والمحلى فكان لا بد من ارتقاء مستواهم وهم يلعبون بعيدًا عن كل أشكال الضغوط، فلا جمهور يحاسبهم على الأداء، ولا ضغوط من إدارات أندية ولاعبين ومدربين وإداريين، يعلقون فشلهم الفنى على التحكيم.
** من المؤكد أن هناك أخطاء تقع من الحكام، وهى ظاهرة عالمية وعربية، وهناك أحيانًا عدم مساواة بين لاعبى الأهلى والزمالك وبين لاعبى الأندية الأخرى فى القرارات. وهناك مجتمع للعبة رفع شعار الشك وعدم الثقة فى الحكام المصريين بتأثير سنوات من زراعة أشواك الشك، والمدهش أن الذين يزرعون هذا الشك يفعلون ذلك عمدًا دفاعًا عن أنفسهم وعن خيبتهم، وعن نتائجهم الهزيلة أو هزائمهم المتكررة. وهم يقولون نحن لا نزرع الشك، بينما هم أبطاله، لتعليق الفشل على شماعات التحكيم أحد أضعف عناصر اللعبة جماهيرية بل لا يملك هذا الظهير الجماهيرى.
** قرار الحكم فى الملعب يكون فى جزء من الثانية، وهو الوحيد الذى لا يمكنه أبدًا: لا أعرف. لحظة اتخاذ القرار.. ومع أن الحكم يستند على التكنولوجيا المتطورة فإن العالم كله يتهم التكنولوجيا فى بعض الأحيان، ولا يتهمها بأنها تتعمد الخطأ لكن الأمنر يتعلق بروح كرة القدم وتأثيرها على اللعبة وعلى المباريات وعلى اللاعبين. وفى إنجلترا طرحت فكرة الاستغناء على الفار فى الموسم الماضى، وحين عقدت الرابطة اجتماعًا لمناقشة الأمر قرر 19 ناديًا من عشرين بقاء «فار»؟!
** دعكم من مسئولية بعض الحكام عن الأخطاء فهم بشر والاحتمال وارد، لكن لماذا تغضون النظر عن رؤساء أندية ومتحدثين رسميين للأندية، ومدربين ومديرين ولاعبين يمارسون تصدير الشك فى التحكيم فى كل مباراة؟ ولماذا تتجاهلون الإعلام بمنصاته العديدة والمتنوعة، وهو يجعل ضمن محتوى برامجه سؤالًا ثابتًا عن لعبات أثارت الجدل، وهى أسئلة تطرح على غير متخصصين، ولا يملكون خبرة الحكام القانونية. فيوجه السؤال: ما رأيك فى عدم احتساب أو احتساب الحكم ضربة جزاء لهذا الفريق أو ذاك الفريق؟ فتكون الإجابات غالبًا زراعة أكبر لمحصول الشك بإجابات مبهمة لا تستند على القانون وروحه.
** هذا لا يحدث فى الملاعب المصرية وحدها، وأذكر أنه فى مباراة إفريقية للأهلى مع الترجى التونسى، وفى استوديو تحليلى بقناة عربية شهيرة، قيل فى الاستوديو التحليلى جملة مذهلة: «لمسة يد بلمسة يد، والبادى أظلم».. وهى جملة تقال فى المقاهى، والشوارع، وفى معايرات الأطفال أثناء ممارسة لعبة «الثعلب فات»!
** لا أدافع عن الحكام لأنهم بالفعل يقعون فى أخطاء كما يقع البشر فى أخطاء. وأنا دائمًا مع الحكم المصرى، مهما كان الأمر لكن القضية ليست الحكم، وإنما كل ما يحيط بالحكم. الإداريون ومجالس إدارات أندية، واللاعبون والمدربون والإعلاميون والجمهور، فالكثير منهم يزرعون الشك والشوك فى صدر الحكم دفاعًا عن أنفسهم وعن هزائمهم!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زراعة الشك والأشواك فى صدور الحكام زراعة الشك والأشواك فى صدور الحكام



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon