توقيت القاهرة المحلي 20:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوجه المريض فى كرة القدم..!

  مصر اليوم -

الوجه المريض فى كرة القدم

بقلم: حسن المستكاوي

** أطل التعصب المريض على ملاعب كرة القدم مرة أخرى، وأسفر هذا الشبح عن سقوط ما يقرب من 175 قتيلا وعشرات المصابين والجرحى فى إندونيسيا عندما اجتاح آلاف المشجعين ملعبا لكرة القدم وهم مشجعو فريق «أريما إف سى» بعد هزيمة فريقهم 3 ــ 2 أمام «بيرسيبايا سورابايا». وكانت هذه أول هزيمة منذ أكثر من عشرين عاما يخسر فريق «أريما إف سى» أمام منافسه وغريمه..
** هل هذا معقول أن يخسر فريق مباراة ليتحول الملعب إلى جهنم، ويغطى العشب الأخضر بدماء الضحايا؟ إنه التعصب المريض الذى أنتج تلك الكارثة. وصحيح أن الانتصارات فى كرة القدم حضارات شعوب وكبرياء أوطان وكبرياء الفرد، وصحيح أن كرة القدم وهى الانطلاق والحياة، لكن اللعبة ما زالت تعانى من وجهها المظلم الكئيب، وما يجرى من كوراث يكون سببه التعصب الذى يعد الوجه المريض لظاهرة الانتماء.
** وقعت المأساة مساء السبت فى مدينة مالانج بشرق إندونيسيا، وأمر الرئيس جوكو ويدودو الاتحاد الإندونيسى لكرة القدم بإيقاف منافسات دورى الدرجة الأولى إجراء تحقيق شامل فى أسباب الكارثة. ويكشف الوجه الآخر لكرة القدم فى بعض الأحيان عن كوارث مفجعة، وهى مسجلة فى تاريخ اللعبة، وسقط فى حوادثها أحيانا مئات القتلى كما حدث فى بيرو عام 1964..
** لقد ولد العنف مع كرة القدم، ويرى علماء الاجتماع أن اللعبة ما هى إلا تعبير أو صورة من صور الصراع الجماعى المتكرر وعن هذا الصراع الجماعى يقول جورج زيفلير الصحفى الفرنسى والكاتب فى الفيجارو: «منذ الأزل والمظهر الذى يحكم العلاقات الإنسانية هو الكفاح فعندما تهاجم جماعة ما جماعة أخرى فإن رد المجموعة الأخرى هو حتما المواجهة ومنها يأتى التصادم والعنف». وفى كتابه «هذه الأقدام التاريخ المثير للكرة الإنجليزية» يقول الصحفى دافيد وينر إن اللعبة شهدت فى بدايتها بإنجلترا أسوأ أشكال العنف، وكانت ساحة للأشرار من العاطلين واللاعبين والأغبياء، الذين يمارسونها بأحذية قاسية وخشبية، وعلى ملاعب سيئة يختلط فيها الطمى بالعرق، واللعب بالضرب، وبرر انتشارها السريع فى بلاده بحاجة الشباب إلى ما يخرج طاقاتهم الشريرة والعنيفة»..
** لكن التعصب المريض هو السبب المباشر لكارثة إندونيسيا. ومفهوم أن التعصب يمكن أن يولد من الإحساس بالظلم، فيتحول الأمر إلى كراهية لعدم المساواة، ويعلو بخار الكراهية حتى ينفجر. وأسباب التعصب مختلفة، ويساهم فى إشعال تلك النار، لاعبون، ومدربون، وحكام مباريات، وإدارات أندية، وبعض الوجوه الإعلامية، وكل عنصر من هؤلاء لا يدرك حدود مسئوليته، ولا يجد من يحاسبه، لا القانون، ولا أى جهة، وعندما ترتفع درجة حرارة الاحتقان، وتقع كارثة، تبدأ أصابع الاتهام تتحرك للتفتيش عن الأسباب وعن المسئول، ولكن بعد فوات الأوان، فقد سقط ضحايا، امتزجت دماء المشجعين بالعشب، واتشحت المدرجات بالسواد..
** الانتماء قيمة بناءة فى الرياضة وفى كرة القدم، لكن أن يتحول الانتماء إلى تعصب وكراهية، فليس ذلك من قيم اللعبة أو من قيم الرياضة. وإنما هو خطر داهم، يقود اللعبة إلى وجهها المظلم، كما حدث فى إندونيسيا، وكما يمكن أن يحدث فى أى مكان بالعالم، ومواجهة مرض التعصب يكون بإجراءات، كلما اشتد المرض، وزادت الفوضى، وارتفعت حرارة الكراهية، بسبب غياب الحساب، وغياب العقاب، وغياب العدل والمساواة بين ألوان قمصان الأندية..!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه المريض فى كرة القدم الوجه المريض فى كرة القدم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 19:40 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما
  مصر اليوم - بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon