بقلم :حسن المستكاوي
** ينتظر منتخب مصر الليلة «حماسا كبيرا» من جماهير المنتخب الليبى على ملعب شهداء بنينه، الذى كان يسمى سابقا ملعب هوجو شافيز الرئيس الفنزويلى، تكريما لدوره الثورى فى بلاده ثم أصبح ملعب بنينه، تكريما لشهداء المنطقة أثناء ثورة 17 فبراير. والملعب يسع 10550 متفرجا، من العشب الصناعى،
ويختلف عن الترتان. والحماس الكبير، هو حماس جماهير الشمال الإفريقى المعروف، وكان موجودا فى تدريب المنتخب الليبى استعدادا للمباراة، وتعالت خلاله الهتافات، ودوت أصوات الشماريخ..
** قال كيروش أن منتخب ليبيا قدم مباراة كبيرة عكست قوته أمام المنتخب المصرى فى برج العرب. وهذا صحيح من الناحية الدفاعية، فكان الفريق الليبى منظما للغاية فى الدفاع. لكن هذا ليس دليلا كافيا على القوة، فالقوة تعنى قدرة الفريق على أداء الواجبين الهجومى والدفاعى بنفس الدرجة من التنظيم، وهذه شيمة المنتخبات والفرق الكبرى وبالتالى ستكون مباراة الليلة بمثابة اختبار قدرات للفريقين، المصرى والليبى.
** هى ليست مباراة سهلة، ولا يجب أن يخوضها المنتخب بمنطق: «التعادل يكفى»، فهذا خطر. فالفريق الليبى لم يلعب فى برج العرب بقوته الهجومية. كل نجوم هجومه كانوا على دكة الاحتياطى، ولم يدفع بهم خافير كليمنتى سوى بعد هدف مرموش. وكنا أشرنا إلى أن تشكيل أى فريق يمكن أن يشهد تغييرا فى لاعب لهدف معين، كما حدث فى عدم الدفع بطارق حامد فى مباراة الذهاب بينما يحتمل الدفع به فى هذه المباراة. وسوف يظل تطبيق فريق لمهمة واحدة مثل الدفاع أسهل كثيرا من تنفيذ مهمتين.
**يرى كليمنتى أن فريقه عليه الفوز الليلة. وهو أمر بديهى، بعد أن طارت منه الصدارة فى برج العرب. واندفاعه للهجوم سوف يمنح منتخب مصر مساحات أكبر فى الخطوط الخلفية بما يسمح بانطلاقات أفضل لمهاجميه ووسطه. وهوما يقود إلى احتمالية اللعب بطريقة 4/3/3، على أن يتحول الننى أو السولية إلى صانع ألعاب فى بعض اللحظات، خاصة مع وجود طارق حامد كلاعب ارتكاز. كذلك هناك مفاضلة ضرورية بين أيمن أشرف وفتوح فى مركز الظهير الأيسر، نظرا لتميز أيمن أشرف بالقدرة الدفاعية.
** من أبرز لاعبى الفريق الليبى، حمدو الهونى، ومؤيد اللافى، وسند الورفلى، وأحمد بن على، والمعتصم بالله، ومحمد صوله، واسماعيل التاجورى، والسنوسى، وعمر خوجه وفيصل البدرى.. فكم لاعبا مميزا بالفريق؟ إن ذلك يعنى تميز المنتخب الليبى بمهارات لاعبيه. وفى المباريات التى خاضها بمفهومى الدفاع والهجوم كان تحوله بين الموقفين سريعا وجيدا وبزيادات عددية، وهو أمر يجب حسابه جيدا.
** كيف يواجه المنتخب الوطنى «حفلة الحماس «المنتظرة فى مدرجات شهداء بنينه، خاصة أن الملعب صغير، وأقل عدد من الجمهور قد يضفى شعورا بالضخامة والحشد؟ الإجابة المعروفة هى: «امسك كورة». سيطر عليها، امتلكها. واتبع شعار الكرة الجديدة: «استقبل، ومرر، وتحرك». وهو اختيار ضرورى، فلا تدافع بالتراجع أمام الكرة، وإنما دافع بامتلاك الكرة. ولتحقيق ذلك تحتاج إلى سرعات وإلى لياقة، وإلى حركة مستمرة من جانب اللاعبين.. ويقابل ذلك حصة الضغط الحتمى فى ملعبك. إن الضغط يعنى عدم السماح للاعب ليبى باستلام الكرة. ولو كان المنتخب الوطنى قادرا على الضغط العالى لحرمان المنافس من بدء هجمات منظمة فسيكون ذلك أمرا جيدا.. نقول لو!