بقلم: حسن المستكاوي
** قبل 72 يوما من انطلاق كأس العالم، فازت قطر بشهادات إجادة، وتوقعات بتنظيم بطولة فريدة، بعد مباراة سوبر لوسيل، بين الزمالك والهلال، التى كانت احتفالية عربية، امتزج فيها الفن والبهجة بكرة القدم وإثارتها، حيث قدم عمرو دياب مجموعة من أغانيه التى تفاعل معها الجمهور كما استمتع الحضور بالنسخة العربية من أغنية كأس العالم الرسمية الثانية بعنوان «ارحبو» بالعامية القطرية أو مرحبا، للنجوم ناصر الكبيسى وعايض وحنين حسين، وهى ضمن ألبوم غنائى يصدر عن البطولة لأول مرة فى تاريخ المونديال ويشارك به نجوم من شتى أنحاء العالم. ومعروف أن الأغنية الرسمية الأولى صدرت فى شهر أبريل الماضى بعنوان «هيا.. هيا.. نحن أفضل معا»..
** ضمن أسباب تميز مونديال قطر أن المسافات بين الملاعب قصيرة وربما لا تتعدى أكبر المسافات 15 كيلومترا. وقد وصل عدد التذاكر المباعة حسبما أعلن الفيفا إلى 45ر2 مليون تذكرة، وهو ما يعنى أن المشاركة الجماهيرية ستكون كبيرة وكذلك تصميمات الاستادات بأفكار إبداعية هندسية مثل استاد 974 ويدخل فى بنائه 974 حاوية للشحن البحرى ويسع 40 ألف متفرج، وقابل للتفكيك. وكذلك استاد لوسيل الذى يستضيف 10 مباريات من المونديال بما فيها المباراة النهائية يوم 18 ديسمبر، وقد استوحى تصميمه من تداخل الضوء والظل الذى يتميز به الفنار العربى القديم التقليدى أو الفانوس، فيما يعكس هيكل الاستاد وواجهته نقوشا بتفاصيل دقيقة تحملها أوعية الطعام والأوانى التقليدية، وغيرها من القطع الفنية التى انتشرت فى أرجاء العالم العربى والإسلامى، والسقف مصنوع من مادة متطورة تساعد فى منع الرياح والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس الضرورى لنمو العشب فى أرضية الملعب، مع توفير الظل الذى يسهم فى تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء فى الاستاد الذى يسع 80 ألف متفرج.
** فى مباراة سوبر لوسيل ضرب الحضور الجماهيرى رقما قياسيا فى تاريخ كرة القدم القطرية حيث حضر مباراة الهلال والزمالك 77 ألفا و575 مشجعا وكان الرقم القياسى السابق قد تحقق فى مباراة بين منتخبى الإمارات وقطر على استاد «البيت» فى بطولة كأس العرب بحضور 63 ألفا و439 مشجعا. 77. وتصميم الاستاد مستوحى من الخيمة البدوية العربية.
** لا شك أن الإمكانات المادية لقطر وهى دولة غنية، ساهمت فى توفير الكثير من الوسائل والقدرات لتأسيس بنية تحتية خاصة بالبطولة، لكن المهم هو كيفية إدارة الإمكانات وكيفية توجيه المال إلى طريق الإبداع فى التصميم، وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى بكفاءة، وآخرها حدث سوبر لوسيل بين الزمالك والهلال الذى كان عنوانا لمونديال فريد ينتظر جماهير كرة القدم فى العالم..
** خلال ما يقرب من 13 عاما، نجحت قطر فى التصدى لانتقادات عنيفة منذ فوزها بشرف تنظيم المونديال، ومن تلك الانتقادات تغيير موعد البطولة لتقام فى الشتاء بدلا من الصيف، وكيف رضخت الأندية والروابط الأوروبية لإقامة البطولة فى وقت المنافسات المحلية، وكيف أيضا تغيرت الأجندة الدولية الرياضية بسبب المونديال، وحتى الأجندة الأمريكية الرياضية وبطولاتها التى تبث حية فى وقت كأس العالم.. بل إن الانتقادات امتدت للظروف الصعبة التى عمل فيها العمال من شتى أنحاء العالم لإنشاء الملاعب والبنية التحتية، لاسيما من جانب الصحافة الإنجليزية والألمانية ومن جانب منظمات حقوق الإنسان..
** نجحت قطر فى التصدى لكل هذا وأكثر منه بالعمل والابتكار والدعاية والاستعانة بشركات ونجوم لترسيخ فكرة: «مونديال فريد ينتظر عشاق كرة القدم»..