بقلم :حسن المستكاوي
** ماذا كسب باريس سان جيرمان من التعاقد مع ميسى؟
** هو سؤال ساذج للغاية. لم يكسب الفوز على مانشستر سيتى بهدفين، ولكنه كسب ملايين المشاهدين عبر الكوكب الذى أخذوا يتابعون مباراة القمة فى هذا اليوم بين الفريقين، الإنجليزى والفرنسى. كسب أيضا أن مدينة باريس تزينت بأعلام باريس سان جيرمان، وبأعلام ميسى، وبفانلات ميسى على صدور الرجال والسيدات والأطفال. كسب إقبالا كبيرا للغاية على ملعب الأمراء لمشاهدة ميسى. كسب أن باريس أخذت تردد بسعادة أهم خبر: «ميسى سيبدأ اليوم»!
** كنت أصف أداء ميسى مع برشلونة دائما فى أيام مجد الفريق ومجده: «أنه مثل طفل يلعب ويلهو سعيدا بالكرة فى حديقة منزله، ويجرى بها، ويجرى خلفه أطفال الحى أملا فى الحصول عليها، لكن أحدا منهم لا يستطيع». إلا أن ميسى فى كثير من أوقات المباراة كان قليل الجهد والحركة. وبدا أنه يعانى من الغربة مع ناديه الجديد. خاصة أنه لم يكن قد سجل فى ثلاث مباريات.
** لم يكن ميسى حتى لحظة تسجيل هدفه هو هذا الطفل الذى يلهو بالكرة ويجرى بها، وإنما كان هو هذا الرجل الثرى، الذى قاده تواضعه إلى سوق للسلع لم يعرفه من قبل.. لكنه فى لحظة اندفع فيها وسط مانشستر سيتى للهجوم، أمسك ميسى بالكرة وجرى بها، وقرأ اللحظة وبدأ فى الاندفاع، وأخذ الكرة إلى الجهة اليمنى، وطاردته ثلاث فانلات بيضاء أخذت تجرى وتدور وتلف خلفه، ومرر ميسى الكرة إلى كيليان مبابى، الذى ردها بسرعة وبلمسة جميلة إلى مسار ميسى ليسددها صاروخية مباشرة دون تردد فى الزاوية العليا لمرمى السيتى.
** صاح مذيع الملعب: «ليونيل ميسى.. ليونيل ميسى.. ليونيل ميسى». واهتزت مدرجات ملعب الأمراء بصرخات الفرح والبهجة من شعب باريس سان جيرمان، الذى أخذ يسجل التهام لاعبى الفريق لزميلهم بعد هدف الاطمئنان، بعدسات التليفونات المحمولة، كم يرغب فى الاحتفاظ بلحظة تاريخية ليقول للأبناء: «كنا هناك».
** لم يكن مانشستر سيتى يستحق تلك الخسارة، فقد كان الفريق الأفضل والأكثر استحواذا على الكرة وخانه الحظ فى هدف محقق حين ضربت الكرة القائم والعارضة مرتين، كما كان حارس المرمى الباريسى دونا روما متألقا ورائعا ومنقذا، إلا أن اندفاعات السيتى والمساحات الواسعة فى خطه الخلفى سمحت بانطلاقات كيليان مبابى ورسمه لموجات خادعة مع نيمار وميسى بصورة شكلت خطرا على مرمى مانشسر سيتى. وقد كان بيب جوارديولا محقا عندما قال: «هدف ميسى كان رائعا. نحن نعلم أنه من المستحيل السيطرة على ليو خلال 90 دقيقة لكنه لم يكن على اتصال بالكرة كثيرًا. لقد كان عائدًا من الإصابة لكننا نعرف جيدًا ما يمكنه فعله عندما يتمكن من الجرى والاقتراب من منطقة الجزاء: لا يمكن إيقافه. لقد عملنا بشكل جيد لتقليل تلك الفرص».
** ماذا كسب باريس سان جيرمان من التعاقد مع ميسى؟
** كسب أن الكثير من عشاق دورى أبطال أوروبا تركوا مباراة «ليفربول وصلاح» وبورتو لمتابعة مايجرى فى ملعب الأمراء. تركوا أيضا الذى جرى لفريق ريال مدريد وهو يخسر على ملعبه أمام فريق شيريف المولودوفى بهدفين مقابل هدف، تركوا ميلان يخسر فى روما أمام أتلتيكو مدريد بهدفين لهدف. تركوا الليجا الإسبانى، ومبارياته، وتوجهت الكثير من الأنظار إلى البريمير ليج حيث يلعب صلاح ورونالدو، وإلى باريس حيث يوجد ميسى هناك..!