بقلم :حسن المستكاوي
** الكفاح ليس مجرد كلمات فى نشيد. الكفاح عمل يبدأ بحلم ويتحقق بإرادة. تلك باختصار شديد رحلة محمد صلاح حامد محروس غالى المولود فى 15 يونيو 1992 فى قرية نجريج بالقرب من مدينة بسيون فى محافظة كفر الشيخ. هو اللاعب الذى شغل مركز الظهير الأيسر فى ناشئى المقاولون، ثم قفز إلى مركز أفضل لاعب فى العالم بعد رحلة احتراف فى سويسرا وإنجلترا ثم إيطاليا ثم إنجلترا مرة أخرى.
** فى عام 2017 عندما كان صلاح فى الطريق إلى أكرا لاستلام جائزة أحسن لاعب إفريقى، أدرك وهو فى الطائرة أن أمامه ساعة إضافية دون ارتباطات، فسأل عن أقرب صالة تدريب ليستغل هذا الوقت ولا يهدره. وعندما حملته موهبته من بازل إلى روما فيما بعد، لم يهدر صلاح الوقت أبدا. كان يدرك أن عليه أن يعمل بجد كى يحقق حلمه. قليلون هم من يدركون أن الأحلام تتحقق بالمشقة والعمل، وكثيرون هم الذين يحلمون، وتمضى حياتهم وهم يحلمون، ونائمون، ويتثاءبون.
** بعد عامين فى سويسرا مع بازل انتقل صلاح إلى تشيلسى عام 2013 مقابل 11 مليون جنيه إسترلينى ومنح جوزيه مورينيو صلاح 13 فرصة للظهور مع الفريق ثم غادر إلى إيطاليا بعد 18 شهرا من تجربة لم تنجح فى البريميرليج لأسباب تتعلق بوجهة نظر مدربه وليس لأسباب تتعلق به وبمهاراته وبقدراته التى لم تمنح فرصة تقييم أو اختبار حقيقى.
** فى فيورنتينا ثم روما، عام 2016، وجد صلاح لمسته. وعمل لمدة عامين مع المدرب خايمى بابون، وهو مهاجم سابق من كولومبيا، حيث أمضى ساعات فى تطوير أسلوبه النهائى فى الحديقة الخلفية لمنزل المدرب فى روما بعد عودته من التدريبات. ويقول بابون: «أوصيت صلاح بالنظر إلى الكرة، واتخاذ قرارات جيدة، مع زوايا كانت أكثر صعوبة بالنسبة لحراس المرمى، ولقد قمنا بالتدريب على ذلك أياما ومرات كثيرة».
** عاد صلاح إلى البريميرليج من باب ليفربول، أحد أعرق الفرق الإنجليزية وعمل مع مدرب يصنف ضمن أفضل المدربين فى العالم وسجل فى موسمه الأول 44 هدفا، وتوالت أرقامه القياسية وأهدافه وتوج بلقب أحسن لاعب إفريقى مرتين فى عامى 2017 و2018. ويحلم بالتتويج بالكرة الذهبية، مثل آخر من فاز بها من إفريقيا وهو جورج ويا عام 1995. لكن تلك الجائزة لها معايير منها الإنجازات والبطولات الفردية والجماعية، والمهارات والموهبة والسلوك واللعب النظيف وربما الموقف الإنسانى أيضا. ويشارك صحفيون من مختلف دول العالم فى الاختيار وقد يصل العدد إلى 190 صحفيا. ويحصل الأول على 6 نقاط والثانى 4 والثالث 3 والرابع نقطتين والخامس نقطة ويتوج صاحب أكبر عدد من النقاط. وقد وضع صلاح فى القائمة الأولية لأنه سجل أهدافا منحت ليفربول 7 نقاط ليدخل ضمن فرق دورى الأبطال الأوروبى.
** أكرر أن تلك القواعد لا تخضع للعواطف. وأن رأيى مازال كما كان منذ عرفت تلك الجوائز وهو أن الكرة الذهبية أو جائزة الفيفا يجب أن تذهب للاعبين المبدعين، على أن يكون هذا الإبداع مستمرا ومتصلا، على مدى العام كما فى جائزة الفرانس فوتبول أو على مدى الموسم كما فى جائزة الفيفا. وبالتالى تذهب الجوائز إلى عمالقة ومواهب مثل بيليه ودى ستيفانو وميسى ومارادونا وكرويف وبيكنباور وكريستيانو رونالدو.
** ينافس على الكرة الذهبية النجوم ميسى ورنالدو، وجورجينيو، ومحمد صلاح وكيفين دى بروين، وفيل فودين، رياض محرز، ورحيم سترلينج وهارى كين من توتنهام، وليوناردو بونوتشى، وجورجيو كيلينى، وكريم بنزيمة، ولوكا مودريتش، وبيدرى، ولويس سواريز، وروبرت ليفاندوفسكى وإيرلينج هالاند، نجولو كانتى، وروميلو لوكاكو، وغيرهم من النجوم..
** الجائزة الأكبر ذهبت إلى محمد صلاح.. فهو اليوم حديث العالم تقديرا لإبداعه ومهاراته. وهو أمر رائع أن يقرأ صلاح كل صباح كل يوم على صفحات الصحف وفى المواقع والسوشيال ميديا أن حلمه تحقق ولم يعد مجرد حلم.