بقلم :حسن المستكاوي
** أفترض أن منتخب مصر سوف يحتل صدارة المجموعة السادسة التى تضم أنجولا والجابون وليبيا. وأفترض بذلك أن المنتخب الوطنى سوف يكون ضمن المنتخبات العشرة التى ستخوض الجولة الثالثة النهائية للتصفيات والتى يترتب عليها تأهل خمسة منتخبات لنهائيات المونديال القادم. وأفترض ثالثا أننا بإذن الله وفقا للافتراض الثانى، سنكون ضمن المنتخبات الخمسة فى التصنيف الأول، وهو ما يعنى الابتعاد عن مواجهات محتملة مع منتخبات الجزائر، وتونس والمغرب، ومنتخب رابع قد يكون أحد منتخبات الكاميرون أو نيجيريا أو غانا أو السنغال.. وهذا يبدو لى افتراضا به شىء من «الخيال العلمى» أو كتابة سيناريو فيلم عربى، تكون نهايته سعيدة بزواج البطل من البطلة مهما كانت الصعاب التى شاهدتها فى الفيلم من البداية للنهاية، لكنك ستخرج من قاعة السينما وأنت تردد: «المخرج عاوز كده»!
** معلوم أنه سوف يتم تقسيم المنتخبات العشرة المتأهلة للمرحلة النهائية إلى قسمين، يضم كل منهما 5 منتخبات حسب التصنيف الدولى، ويقابل كل منتخب من التصنيف الأعلى نظيره من التصنيف الأقل بنظام الذهاب والإياب، ويتأهل الخمسة الفائزين مباشرة للمونديال.. «اللهم اجعلنا منهم».
** أدرك أنه لا توجد مباراة سهلة ولا يمكن ضمان أى شىء فى كرة القدم، لكننى مضطر إلى تكرار نفس السؤال الذى طرحته فى تصفيات كأس العالم 1994، و1998، و2002، و2006، و2010، و2014، و2018، بجد والله، وكان السؤال: إذا تأهلنا ترى كيف سنلعب فى النهائيات؟!
** نعم هو سؤال يضع العربة قبل الحصان. لكن ألا ترون أن لعب كرة قدم جيدة فى نهائيات كأس العالم مثل منتخبات عربية وإفريقية لعبت جيدا هناك ومنها الجزائر والمغرب وتونس والسعودية والسنغال والكاميرون وغانا ونيجيريا..
** دعونا نعود إلى الواقع. فلابد من اللعب بأقصى طاقة فى كل مباراة سيخوضها المنتخب فى التصفيات، وأول مباراة أمام أنجولا، ثم الجابون، ثم مباراتى ليبيا فى أكتوبر، ثم مباراتى العودة مع أنجولا والجابون فى نوفمبر. والفوز فى هذه المباريات مع تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف يقربنا من التصنيف الأول فى الجولة الأخيرة من التصفيات.
** يشكو مدرب أنجولا من غياب لاعبيه المحترفين فى أوروبا من الانضمام لمنتخب بلاده فى مواجهة مصر، بسبب الإجراءات الاحترازية، وهو يقول إن عدد اللاعبين المهمين الغائبين قد يصل إلى 12 لاعبا، بينما سيغيب محمد صلاح عن المنتخب الوطنى فى هذه المباراة. وفى الوقت نفسه يؤكد الكابتن حسام البدرى أن منتخب أنجولا متطور ويملك قدرات ومهارات جيدة، والفريق لم يتأهل لكأس الأمم الأفريقية، وهو ما فرض تغييرات كبيرة فى هيكله، وهو ما يمثل صعوبة كبيرة لنا.
** وفى مؤتمره الصحفى أوضح الكابتن حسام البدرى أن صدارة المجموعة هدف أمام الجميع، وأنه يعتمد على الخبرات بالدرجة الأولى مع اعترافه بوجود لاعبين مميزين للغاية يمكن الاستعانة بهم فيما بعد، وأشار إلى أهمية عبدالله السعيد وقال إن وجوده مهم، وإنه قد يدفع به هو وأفشة فى المباراة الأولى (يعنى كده نلعب بلاعبين 10 + 10 = 20 !)
** لعل الكابتن حسام يبتسم للمداعبة، وله منا كل الدعم، راجيا أن يجمع المنتخب بين النتائج القوية والأداء الجيد، لاسيما فى مباراة أنجولا، التى ستكون عنوانا لكتاب المنتخب فى تصفيات كأس العالم، ونرجو أن يكون الكتاب خاليا تماما من صفحة: «المباراة القادمة عنق زجاجة»!