بقلم: حسن المستكاوي
** احتلت مصر المركز السابع فى مجموع دورات ألعاب المتوسط من الدورة الأولى بالإسكندرية عام 1951 وحتى الدورة السابقة فى مدرين تاراجونا الإسبانية عام 2018، وجمعت مصر فى 18 دورة 569 ميدالية، منها 143 ذهبية، و194 فضية، و232 برونزية. وهل تضاف للرصيد 74 ميدالية، فازت بها الجمهورية العربية المتحدة، بواقع 23 ذهبية، و21 فضية، و30 برونزية؟
** والفارق بين دورة وهران 2022، والدورات السابقة، حتى دورة تاراجونا. أن دورة وهران يتابعها الجمهور المصرى حية على الهواء مباشرة بكل أحداثها وتفاصيلها عبر قنوات أون تايم سبورتس، وهو فارق مهم أيضا بين متابعة المصريين لدورة طوكيو الأوليمبية وبين دورة ألعاب المتوسط فى وهران الجزائرية، مما رفع من سقف الانفعالات والمتابعات والاستمتاع بأداء الرياضة المصرية الذين حققوا حتى كتابة هذه السطور 43 ميدالية بواقع 11 ذهبية و14 فضية و18 ميدالية برونزية.
** الانفعال الأكبر لدى جماهير الرياضة المصرية المستمتعة بالنقل الحى المباشر للمنافسات كان من نصيب العداءة بسنت حميدة بطلة سباقى 100 و200 متر جرى، وهو إنجاز تاريخى، خاصة أن ميدالية 100 متر هى الأولى لألعاب القوى المصرية فى مسابقات العدو القصير، بجانب أن أداء بسنت حميدة اتسم بالقوة والجودة والثقة والشياكة، وكان تفوقها مستحقا ومطلقا على منافساتها. وهذا الإنجاز الجديد خطف الأنظار على الرغم من حصول أبطال وبطلات آخرين على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية فى لعبات رفع الاثقال وسلاح السابر، والجودو والمصارعة الحرة، والكاراتيه، وتنس الطاولة وفى التايكوندو، ورمى الرمح والفروسية والوثب الطويل والمصارعة الرومانية ودفع الجلة، والرماية سكيت، والملاكمة وجهاز الحلق جمباز، والريشة الطائرة.. ومن المنتظر ميدالية فى كرة اليد، وهو تنوع مميز فى الألعاب، وكان يمكن أن يزيد هذا التنوع بمشاركة السباحة.
** بسنت حميدة سجلت 11.10 ثانية فى 100 متر، وسجلت 22.49 ثانية فى 200 متر وكلاهما رقم قياسى جديد لألعاب المتوسط. ونحلم بميدالية أوليمبية فى باريس 2024، لكن علينا أن ندرك أن الرقم العالمى القياسى قدره 10.49 ثانية لسباق 100 متر عدو سيدات، للأمريكية الراحلة فلورنس جريفيز وحققته فى تجارب أمريكا لبعثة سول 1988، وأن الأرقام فى تلك المستويات تتراوح بين 10.54 ثانية و10.61 ثانية وهذا الرقم حققته الجامايكية إيلين طومسون بطلة سباق 100 متر فى دورة طوكيو الأولمبية. بما يمثل فارقا بين رقم بسنت فى المائة متر وبين أرقام المستويات الأولمبية والعالمية 49، من المائة من الثانية، وهو فارق ضئيل يمكن تعويضه بإعداد جيد للبطلة بسنت حميدة خلال العامين القادمين.
** كل التحية للجمهور الجزائرى الذى ساند وشجع اللاعبين الابطال المصريين المشاركين فى الدورة، وتلك واحدة من أهم رسائل الرياضة بين الشعوب، وكذلك أزالت الرياضة بعضا من التوتر الجزائرى المغربى فى السنوات الأخيرة، بعد الموقف الرائع من العدائين المغاربة سفيان بوقنطار، ومحمد فارس فى الملعب الأولمبى «ميلود هدفى» بمدينة وهران، فقد حمل المغربيان علم
بلديهما بعد فوزهما بالمركزين الأول والثانى، لنهائى سباق 5 آلاف متر.
وقد حمل المغربيان قبل أن يرفعا العلم الجزائرى، وهو الموقف الذى اهتزت له آلاف الجماهير الجزائرية الحاضرة بالملعب والتى نهضت من مكانها وراحت تصفق للثنائى المغربى خلال طوافهما بأرجاء الملعب.. نعم الرياضة هى أكبر حركة سلام عرفتها البشرية، ورسائل الرياضة والرياضيين تأثيرها بالغ، لأنها تنقل على الهواء مباشرة، ويشاهدها حية ملايين البشر على الهواء مباشرة فتلمس القلوب وتهز الوجدان.. نعم الرياضة قوة ناعمة فى كوكب الأرض وتأثير أحداثها ورسائلها كبير على الملايين من البشر.