بقلم - حسن المستكاوي
** منتخب مالاوى ضعيف. وقد زاد ضعفه بفارق المستوى بينه وبين المنتخب الوطنى. لكن كيف يمكن تقييم أداء منتخب مصر أمام فريق مالاوى الضعيف؟
الواقع أن الرأى الانطباعى بات ظاهرة، كما أن النقد يحكمه فى بعض الأحيان أين يقف الناقد؟ هل هو على شاطئ غضب المحب الغيور على منتخب بلده أم يقف على حافة الرفض والغضب «وخلاص»؟
** وأعود إلى مباراة مالاوى، فقد قدم المنتخب فى الشوط الأول أداءً جيدا، وهو ما أكده محللا بى إن سبورتس وائل جمعة، وهيثم فاروق. وقد قالا: «لعب منتخب مصر فى الشوط الأول 35 دقيقة مميزة ورائعة و10 دقائق عك». والواقع أن المنتخب لعب فى الشوط الأول بما يعرفه، ونسى فى الشوط الثانى ما كان يعرفه. فماذا كان يعرف ولماذا نساه؟
** فى الشوط الأول سيطر المنتخب واستحوذ على الكرة بنسبة 85 % مقابل 15 % لمالاوى، وهى نسبة رقمية تعادل أرقام برشلونة فى الإستحواذ، وليس فى مستوى الأداء بالطبع (لمن يمسكون فى كلمة برشلونة)، علما بأن برشلونة أو مانشستر سيتى يمكن أن يقابلا فريقا ضعيفا لا حول له ولا قوة، ويدافع، ومع ذلك يكون التهديف قليلا أو متعثرا بسبب التكتل الدفاعى للخصم.
** ولا يمكن المقارنة بين هذا المستوى القارى فى كرة القدم وبين كأس العالم طبعا، لكن حين لعب منتخب المغرب مع إسبانيا ظلت الكرة مع الإسبان كل الوقت وتبادلوا الكرة 1050 مرة، ثم فاز منتخب المغرب، وزأر أسود أطلس.
** تميز أداء منتخب مصر فى الشوط الأول بأنه بدأ ضاغطا ومهاجما، وتحرك لاعبوه جيدا، محمد صلاح وزيزو، ومرموش وهانى، وحمدى، ومحمود حمادة، وبدأ الفريق بأربعة مهاجمين بعد إشراك زيزو من البداية ومنحه حرية حركة نسبية، والدفع بصلاح إلى العمق. وبجانب التحرك الجماعى فى المساحات، كان اللعب من لمسة واحدة. وهو أمر يتحقق حين يتحرك اللاعبون فى المساحات ويكون أمرا مستحيلا حين تتوقف الحركة. ومن البداية سيطر وهدد المنتخب مرمى مالاوى، وصحيح أن مرموش سجل هدفا محظوظا، لكن المنتخب ضيع فرصا تصدى لها حظ مالاوى، ومنها أربع فرص متتالية ضربت أجساد مدافعى الفريق الضيف.
** ما حدث فى الشوط الثانى هو آفة الكرة المصرية. نقص لياقة بعد الجهد البدنى الكبير فى الشوط الأول. ومع نقص اللياقة جاء نقص التركيز، ونقص السرعات ونقص التحرك، وهبوط الدافع بعد التقدم بهدفين. وتحول الأداء إلى العشوائية، وهنا يلام المدرب فيتوريا لتأخره فى التغييرات، ولعدم سيطرته على الأداء فى هذا الشوط، فقد كان يرى بالتأكيد حالة الفريق التى تراجعت، وعدم تدخله يسأل عنه إلا إذا كان يدرك باليقين أن تدخله لن يغير شيئا، فمن أسف ينسى الجميع الفارق بين القدرة وبين عدم القدرة!
** بطبيعة العمل أرى المباريات جيدا، وأراقب الكثير من التفاصيل، وكثيرا ما أعجب لتحليل أداء المنتخب دون النظر لأداء الفريق الآخر، كما حدث مع السنغال مثلا المنتخب الذى لعب فى ملعبنا طوال الوقت لاسيما فى مباراة الحسم لكأس العالم، فلم يلاحظ أحد تفوق السنغال وتأهلها للمونديال يرجع للتفوق الميدانى ولعدم قدرة لاعبينا على مجاراة مهارات لاعبى الأسود. ومن أسف أن كثيرين حسبوا المسألة بحظ السنغال فى ركلات الترجيح.
** لا أدافع عن أداء منتخب مصر على مدى شوطى مباراة مالاوى، فكثيرا ما كتبت وقلت إن كرة القدم المصرية تعيش فترة تحول طويلة للغاية.. وتساءلت كيف يدوم التثاؤب أعواما؟!